حلقة 576: ما أسفل من الكعبين في النار - الرياء - الكذب بالمزاح - من يصلي أحيانا وينقطع أحيانا - مصافحة المرأة - أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض - المسبوق يجد الإمام راكعا أو ساجدا ماذا يفعل - سورة الملك عند النوم

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 50 محاضرة

حلقة 576: ما أسفل من الكعبين في النار - الرياء - الكذب بالمزاح - من يصلي أحيانا وينقطع أحيانا - مصافحة المرأة - أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض - المسبوق يجد الإمام راكعا أو ساجدا ماذا يفعل - سورة الملك عند النوم

1- ما أسفل الكعبين فهو في النار، ما المقصود بهذا الحديث؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد روى البخاري في صحيحه - رحمه الله - عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار). هذا وعيد شديد يدل على تحريم الإسبال، وأنه لا يجوز للمسلم أن يرخي ملابسه تحت الكعبين كالإزار والسراويل والقمص والبشت كل ذلك يمنع ليس له أن يريخيه تحت الإزار، وهذا وعيد شديد : (ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار) . قوله: (من الإزار) مثال ليس خاصاً بالإزار بل يعم الإزار والسراويل والقميص والبشت وغير ذلك ، فالواجب على المسلم الحذر من ذلك ، وأن تكون ملابسه إلى الكعب فقط ، وإذا رفع ذلك إلى نصف الساق كان أفضل ، من نصف الساق إلى الكعب هذا محل اللباس للرجل ، ولا يجوز له أن ينزل لباسه تحت الكعب. أما المرأة فالسنة لها إرخاء الملابس حتى تغطي أقدامها ؛ كما جاءت به السنة عن النبي - عليه الصلاة والسلام -. جزاكم الله خيراً. 
 
2- أود من سماحتكم أن تعرفوا لنا الرياء شرعاً، وكيف نتجنبه؟ جزاكم الله خيراً.
الرياء مصدر رآى يرائي رياءً وهو مرائي ، والمعنى أنه يفعل العمل ليراه الناس ، يصلي ليراه الناس ، يتصدق ليراه الناس ، قصده أن يمدحوه ، وأن يثنوا عليه ، وأن يعرفوا أنه يتصدق ، أو أنه يصلي ، أو يحج لذلك ، أو يعتمر لذلك ، أو ما أشبه ذلك ، وهكذا إذا قرأ ليمدحوه ويسمى السمعة ؛ كما في الأقوال يسمى السمعة ، أو أمراً بالمعروف أو نهى عن منكر ليمدح ويثنى عليه لا لله - سبحانه وتعالى - هذا من الرياء ، حال .... ويقال لما يسمع سمعة ، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من رآى رآى الله به ومن سمَّع سمَّع الله به). ويقول عليه الصلاة والسلام: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال: الرياء. يقول الله يوم القيامة للمرائين اذهبوا إلى من كنتم ترآؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزءا). ويقول عليه الصلاة والسلام : ( يقول الله - عز وجل -: أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي غيره تركته وشركه). فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك ، وأن تكون أعماله لله وحده ، يصلي لله ، يصوم لله ، يتصدق لله ، يرجوا ثوابه ، يرجوا مغفرته - سبحانه - ، وهكذا يأمر بالمعروف ، ينهى عن المنكر ، ويحج، ويعتمر ، يعود المريض يطلب ما عند الله من الأجر ، لا رياء الناس ولا حمد الناس ولا سمعتهم ، هذا هو الواجب على المؤمن ؛ كما قال الله – تعالى - : فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [(110) سورة الكهف]....... لنا ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق. 
 
3-  عند المزح مع الأصدقاء والضحك يدخل في ذلك كذب ليس إلا للضحك والمزح، فما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً
لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة الكذب ولو في المزح ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويلٌ له ثم ويل له). هذا وعيد ، الويل لشدة العذاب ، فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويلٌ له ثم ويل له) فالواجب عليك يا أخي الحذر من ذلك وعلى كل مسلم وعلى كل مسلمة الحذر من ذلك ، فالكذب شر ، فالواجب الحذر منه في الجد والمزح جميعاً. جزاكم الله خيراً. 
 
4-  شخص يُصلي وينقطع مراراً عنها، وهذا حاله، ما هي نصيحتكم له؟
الواجب على كل مسلم ومسلمة تقوى الله في كل شيء ، والصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض وأهم الفرائض بعد الشهادتين ، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة العناية بالصلاة والمحافظة عليها؛ كما قال الله - عز وجل -: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [(238) سورة البقرة]. وقال تعالى: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [(43) سورة البقرة]. وقال: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [(56) سورة النــور]. فالصلاة أهم عمل وأعظم عمل بعد الشهادتين من حفظها حفظ دينه ومن ضعيها فهو لما سواها أضيع ، والذي يفعلها تارة ويضيعها تارة كافر في أصح قولي العلماء - نسأل الله العافية - ، ولو ما جحد وجوبها ، ولو لم يجحد وجوبها ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة - رضي الله عنه - بن حصين. ولقوله عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه مسلم في صحيحه . ولأحاديث أخرى جاءت في الباب. فالواجب على المسلمين ذكوراً وإناثاً الحذر من التهاون بالصلاة والتساهل بها ، والواجب المحافظة عليها في الوقت والعناية بها والطمأنينة والخشوع حتى تؤدى كما أمر الله ، وعلى الرجل أن يحافظ عليها في الجماعة في مساجد الله مع إخوانه المسلمين ، وأن يحذروا من التشبه بالمنافقين الذين لا يؤدونها في الصلاة إلا رياءً ، لا يؤدونها في الجماعة إلا رياءً ، وإذا غابوا عن الناس تساهلوا بها وتركوها ، يقول الله- سبحانه -: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء [سورة النساء (142)(143)]. ليسوا مع المسلمين حقاً ولا مع الكافرين حقاً بل هكذا وهكذا مترددون لشكهم وريبهم وكفرهم وضلالهم ، ويقول سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [(145) سورة النساء]. لكفرهم ونفاقهم وشكهم وريبهم ، وإبطانهم الكفر. فالواجب الحذر من صفاتهم ، والحذر من أخلاقهم الدنيئة. جزاكم الله خيراً. 
 
5-  سمعت من بعض الناس أن التسليم عن المرأة بدون عازل على يدها يُعتبر شيئاً محرماً، فهل هذا صحيح؟
لا يجوز للمؤمن أن يصافح النساء إلا إذا كان محرماً كأخيها وعمها ونحو ذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إني لا أصافح النساء ). لما بايعهن وأرادت امرأة أن تصافح ، قال: (إني لا أصافح النساء). وقالت عائشة - رضي الله عنها -: (ما مست يد رسول الله يد امرأة قط ما كان يبايعهن إلا بالكلام) . فالواجب عدم المصافحة للمرأة الأجنبية ولو من وراء حائل ، يسلم عليها بالكلام ، ويكفي ولا حاجة إلى المصافحة ؛ لأن في المصافحة فتنة كالنظر ، فالواجب أن يكون السلام بدون مصافحة ، كيف حالك يا فلانة ؟ كيف أولادك ؟ كيف زوجك ؟ كيف أبوك ؟ إلى غير ذلك من دون مصافحة ، وليس له الخلوة بالمرأة أيضاً الأجنبية ، ليس له مصافحتها ولا الخلوة بها ، بل يسلم عليها من دون خلوة إلا إذا كانت محرماً كأخته وعمته وأمه وبنته ونحو ذلك فلا بأس بذلك ، فلا ينبغي التساهل في هذه الأمور لأنها قد تفضي إلى ما لا تحمد عقباه ، نسأل الله للجميع التوفيق. جزاكم الله خيراً. 
 
6-   ورد في كتاب العقيدة الواسطية للشيخ الإسلام في (ص 88)، سأل سائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض، وأجاب بأنه كان في عماء.. الحديث، ما معنى هذا الحديث؟
هذا الحديث معناه أنه كان في سحاب ، قال العلماء معنى العماء السحاب ، وقال بعضهم الغليظ، وقال بعضهم الرقيق، والحديث في سنده بعض المقال ، والله - جل وعلا - له صفات الكمال من كل الوجوه ، ومنزه عن صفات النقص والعيب من كل الوجوه - سبحانه وتعالى - كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وقال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(11) سورة الشورى]. وهذا الحديث مشهور من حديث أبي رزين العقيلي من رواة وكيع بن حدس ، وهذا الرجل وكيع ليس من المشهورين بالثقة ، وفي هذا الحديث أن الرسول لما سئل : أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء). فإن صح فالمعنى مثل ما قال العلماء علماء اللغة العماء السحاب ، قال بعضهم السحاب الرقيق ، وقال بعضهم السحاب الغليظ ، هذا معناه إن صح. جزاكم الله خيراً. 
 
7-  إذا دخلت المسجد ووجدت الإمام راكعاً أو ساجداً، هل لي أن أستفتح الصلاة في هذه الحالة، أم يكفيني استفتاح الإمام؟
إذا وجدته راكعاً أو ساجداً فكبر وادخل معه ، وليس هناك حاجة إلى الاستفتاح ، كبر وادخل معه في الركوع ، كبر وادخل معه في السجود ، والحمد لله ، وليس هناك حاجة إلا إذا كان قائماً تكبر وأنت قائم وتستفتح ثم تقرأ الفاتحة. 
 
8-  سمعت بأن من قرأ سورة تبارك عند النوم وواظب عليها حتى الموت فهو شهيد هل هذا صحيح أرجو الإفادة وفقكم الله وسدد خطاكم؟
لا أعلم لهذا صحة ، هي سورة مباركة وعظيمة ، وفيها فضل كبير ، لكن هذا الذي قلته لا أعلم له أصلاً.  
 
9-   هل يجوز الأكل من ذبائح تارك الصلاة عمداً، علماً أنه إذا أُخبر بذلك احتج بأنه ينطق بالشهادة، كيف العمل إذا لم يوُجد أي جزار يصلي؟
الذي لا يصلي لا تؤكل ذبيحته هذا هو الصواب ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) . وقوله عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) . شيء ترك عموده هل يستقيم ؟ وهل يبقى ؟ متى ترك العمود سقط .... فالذي لا يصلي لا دين له ولا تؤكل ذبيحته ، وإذا كانت في بلد ليس فيها جزار مسلم فاذبح لنفسك ، واستعمل يدك فيما ينفعك ، أو التمس جزاراً مسلماً ولو في بيته حتى يذبح لك ، وهذا بحمد لله ميسر ، وليس لك أن تتساهل في الأمر ، وعليك أن تنصح هذا الرجل ، وأن يتقي الله ، وأن يصلي ، وقوله أنه يكتفى بالشهادتين فهذا غلط ، الشهادتان لابد من حقهما معهما ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله). متفق على صحته. فذكر الصلاة والزكاة مع الشهادتين. وفي اللفظ الآخر قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله). فالصلاة من حقها ، والزكاة من حقها ، فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ، والواجب على كل من ينتسب إلى الإسلام أن يتقي الله ، وأن يصلي الصلوات الخمس ، وأن يحافظ عليها ، فهي عمود الإسلام ، وهي الركن الأعظم من أركان الإسلام بعد الشهادتين ، فمن ضيعها ضيع دينه ، ومن تركها خرج من دينه ، نسأل الله العافية ، هذا هو الحق والصواب ، وقال بعض أهل العلم أنه لا يكون كافراً كفراً أكبر بل يكون كفره كفراً أصغر ويكون عاصياً معصية عظيمة أعظم من الزنا وأعظم من السرقة ، وأعظم من شرب الخمر ، ولكنه لا يكون كافراً كفراً أكبر ، هكذا قال جمع من أهل العلم ، ولكن الصواب ما دل عليه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن مثل هذا يكون كافراً كفراً أكبر ؛ لأنه ضيع عمود الإسلام ، وهو الصلاة ، فلا ينبغي التساهل في هذا الأمر ، وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل - رضي الله عنه - : لم يكن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة). فذكر إجماع للصحابة على أن تاركها كافر ، نسأل الله العافية ، فالواجب الحذر ، والواجب المحافظة على هذه الفريضة العظيمة ، وعدم التساهل مع من تركها ، فلا يؤكل طعامه ، ولا تؤكل ذبيحته ، ولا يدعى إلى وليمة ، ولا تجاب دعوته ، بل يهجر حتى يتوب إلى الله ، وحتى يصلي ، نسال الله الهداية للجميع. المقدم: جزاكم الله خيراً ، شيخ عبدالعزيز لا شك أنكم تفضلتم بإبداء بعض ما يجب أن يكون عليه المسلمون تجاه كافر الصلاة وهو ذلكم الذي يدعي الإسلام هل من زيادة على هذا شيخ عبد العزيز؟ الشيخ: لعل هذا يكفي، يكفينا أنه كافر نسأل الله العافية بنص الرسول - عليه الصلاة والسلام - وهل بعد الكفر ذنب؟! ما بعد الكفر شيء ، أعظم الذنوب الكفر بالله - عز وجل - نسأل الله العافية. المقدم: لكن ماذا على من يعرفه في هذه الصفة؟ الشيخ: عليه أن ينصح له ، وعليه أن يهجره إذا لم يقبل منه النصيحة ، فلا يجيب دعوته لو دعاه ، ولا يدعوه إلى وليمة ، ولا يسلم عليه إذا لقيه ، ويحذر الناس من شره حتى يتوب إلى الله. 
 
10- في بعض الحالات يحصل تجمع في مناسبة، ويُؤتى بطعام وفيه لحم لا يُعرف هل ذابحه يصلي أم لا، هل نمتنع عن الأكل منه خشية أن يكون الذابح لا يصلي لكثرة تاركي الصلاة في مجتمع ما مثلاً، أو لكثرة المتساهلين بها؟ وجهونا جزاكم الله خيراً؟.
إذا كنت بين المسلمين وفي بيت أخيك المسلم الذي لا تظن به إلا الخير فكل مما قدم إليك ، ولا تشك في أخيك ، ولا تحكم سوء الظن ، أما إذا كنت في مجتمع لا يصلي فاحذر ، إذا كنت في مجتمع لا يصلي أو في مجتمع كافر فلا تأكل ذبيحتهم ، كل من الفاكهة والتمر ونحو ذلك مما لا تعلق لهم بالذبيحة ، أما إذا كنت بين المسلمين ، وفي قرية مسلمة ، أو في جوٍ مسلم فعليك بحسن الظن ، ودع عنك سوء الظن ، والله المستعان. جزاكم الله خيراً. 
 
11-   أعيش في منزل ليس فيه سوى والدي وزوجتي وطفلان صغيران، وفي إحدى المرات أمرني والدي بأن أذهب لأصلي الفجر في المسجد، لكن زوجتي استحلفتني بالله أن لا أخرج من البيت إلا بعد مجيء والدي من المسجد، خوفاً من بقائها وحدها، وعندما عاد والدي وسألني عن سبب عدمي ذهابي إلى المسجد أخبرته، فاستحلفني بالله أن لا أذهب إلى المسجد وأن أصلي في البيت، فأخبرته بأن صلاة المسجد أفضل من صلاة المنزل، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد). ومع هذا أصر عليَّ بأن أصلي في البيت، وإنني إذا خرجت لن يسمح لي بدخوله مرة أخرى، فأطعته امتثالاً لأمره؟ أفتوني في هذا جزاكم الله خيراً. ولاسيما وأن الزوجة تشكو دائماً من بقائها وحدها في المنزل؟
إذا كان على زوجتك خطر وهي غير آمنة ؛ لأن من حولها من يخشى منه فلك عذر أن تصلي في البيت خوفاً على زوجتك ، أما إذا كان المحل آمناً ، ولا شبهة فيما ذكرته الزوجة ، وإنما هو تساهل منها ، فصلي في المسجد وأطع والدك ، بل أطع الله قبل والدك ، فعليك أن تصلي في المسجد مع المسلمين ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلة له إلا من عذر) . وقد سأله رجلٌ أعمى فقال يا رسول الله: (ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم ، قال: فأجب)... وأمر الأعمى ليس له قائد يلائمه أن يصلي في المسجد ولم يعذر فأنت أولى وأولى ، ولا تلزم طاعة الوالد في خلاف الشرع ؛ لأن الرسول يقول عليه الصلاة والسلام: (إنما الطاعة في المعروف). (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) . لكن إذا كانت الزوجة غير آمنة والمحرم غير آمن والخطر موجود فلا بأس هذا عذر شرعي. أما حديث: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) فهذا حديث ضعيف ليس محفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما مشهور عن علي - رضي الله عنه - ، ولكن صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يغني عن ذلك ، وهما الحديثان السابقان: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر). وكذلك قصة الأعمى الذي تقدم ذكره ، قال له النبي : (أجب). هذان حديثان صحيحان يغنيان عن حديث: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد). فالمقصود أن الواجب على المسلمين من الرجال أن يصلوا في المساجد ، وأن يكثروا سواد المسلمين ، وأن يخرجوا إلى المسجد ، وأن لا يتشبهوا بالمنافقين ، يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: (لقد رأيتنا ما يتخلف عنها - يعني في البيت - إلا منافق معلوم النفاق). وقد هم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحرق على من تخلف بيته ، فالواجب عليك وعلى كل مسلم قادر أن يصلي في المسجد ، وليس له أن يصلي في بيته إلا من عذر شرعي كالمرض والخوف ، رزق الله الجميع الهداية والتوفيق. جزاكم الله خيراً. 
 
12-   يؤذن الفجر عندنا قبل طلوع الشمس بساعة وأربعين دقيقة، ونصلي صلاة الفجر بعد الأذان بعشرين دقيقة تقريباً، يعني قبل طلوع الشمس بساعة وعشرين دقيقة، هل صلاتنا موافقة للسنة؟
نعم ، صلاتكم صحيحة إن شاء الله؛ لأن الغالب أن بين طلوع الشمس وبين طلوع الفجر ساعة ونصف تقريباً ، لكن لو أخرتم وصليتم قبل الشمس بساعة أو ساعة وخمس دقائق يكون أحوط وأحسن ، والأذان قبل طلوع الشمس بساعة وأربعين دقيقة فيه تبكير ، وهو أذان قبل الوقت ، فلو أخر وأذن قبل الشمس بساعة ونصف تقريباً يكون هذا أحوط لدخول الوقت. والمقصود أن المشروع للمؤمن أن يتأكد من الوقت ، وأن لا يعجل في صلاته حتى يتأكد من الوقت ، فإذا كانت الصلاة قبل الوقت قبل طلوع الشمس بساعة ونحوها كان هذا أحوط ، ساعة وعشر تقريباً كان هذا أحوط يكون هذا أحوط لأداء الصلاة في وقتها ؛ لأن الغالب أن بين طلوع الشمس وبين طلوع الفجر نحو ساعة ونصف أو ساعة ونصف إلا خمس دقائق ، أو ما يقارب هذا ، فالمؤمن يحتاط لهذا الأمر ولا يعجل لا في الأذان ولا في الصلاة ، فالتأخير أحوط في مثل هذا. جزاكم الله خيراً 
 
13-   هل يجوز لمن صلى صلاة الفجر في المسجد جماعة، يعني قبل طلوع الشمس بساعة وعشرين دقيقة أن يأكل أو يشرب وذلك في شهر رمضان؛ لأنه لم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟ نرجو الإجابة مفصلة مع الأدلة، جزاكم الله خيراً؟
ليس له أن يأكل ولا يشرب ، بل عليه أن يمسك وأن يصوم ؛ لأن الظاهر أن المؤذنين تحروا الأذان ، وتحروا طلوع الفجر ، ثم قد صلى كيف يصلي ويأكل؟ الصلاة أعظم ، إذا كان الفجر ما طلع ما صحت الصلاة ، فكيف يصلي ثم يأكل ؟ الواجب التحري للصلاة ؛ لأنه أعظم من الصوم ، فرض الصلاة أعظم من فرض الصوم ، فالواجب التحري فإذا غلب على ظنه دخول الوقت الفجر صلى الفجر ، وامتنع عن الأكل والشرب ، وليس له أن يأكل ويشرب وهو يظن طلوع الفجر ، ويغلب عليه طلوع الفجر ، والله يقول – سبحانه -: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [(187) سورة البقرة]. والمعنى حتى تتحققوا طلوع الفجر ، فما دام عنده شك له أن يأكل ويشرب ، لكن إذا كان في محل لا يظهر فيه طلوع الفجر مثل المدن التي فيها الأنوار ، فيعمل بالتقاويم المضبوطة ، والتحري وغلبة الظن يكفي ذلك ويمتنع من الأكل والشرب ، أما إذا كان في الصحراء التي ليس ...... فيها شيء فإنه يأكل ويشرب حتى يعلم الفجر حتى يعلم طلوع الفجر ، كما هو نص القرآن الكريم. أما أن يصلي الفجر ثم يأكل هذا غلط عظيم ، ليس له أن يصلي إلا بعد طلوع الفجر ، ومتى طلع الفجر باليقين أو بغلبة الظن حرم الأكل والشرب ، وجازت الصلاة ، نسأل الله للجميع الهداية. جزاكم الله خيراً  
 
14-   يأمرنا الدين بطاعة الوالدين وبرهما، ولكن الوالد والوالدة يأمرونني بطلاق زوجتي وأن أتزوج من أخرى لعدم الإنجاب، عرضنا أنفسنا نحن الاثنين على أكثر من طبيب متخصص، ويقولون: إنه لا يوجد عندكم أي مانع للإنجاب ولكنها إرادة الله، وأنا مؤمن بذلك، وعليه فإنني لا أقدر على فك الارتباط بيني وبين زوجتي، فرجائي من سماحتكم أن تخبروني: هل يعُد تطليقي لزوجتي أو عدم تطليقها هل له علاقة ببر الوالدين؟ جزاكم الله خيراً؟.
إذا كانت الزوجة مستقيمة في دينها ، ولم تؤذِ والديك ، ولم تضرهما ، وإنما مجرد الإنجاب فلا يلزمك طاعتهما في ذلك ، يعني في الطلاق ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الطاعة في المعروف). وليس من المعروف طلاقها من دون سبب ، ولكن في إمكانك أن تتزوج امرأة أخرى لعل الله يكتب لك الإنجاب ، .... على محبتك لها تبقى ، وفي الإمكان أن تفعل الأسباب وتجتهد في التماس زوجة أخرى ولاسيما إذا كانت ولوداً قد أنجبت لعل الله يرزقك منها وأولاداً ، فتجمع بين المصلحتين بين إرضاء والديك وبين الحفاظ على زوجتك القديمة التي تحبها وتحبك ، رزق الله الجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً. 
 
15-  هل يجوز القنوت في صلاة الفجر مع الدليل من الحديث، جزاكم الله خيراً؟
يشرع القنوت في صلاة الفجر في الدعاء للمجاهدين، ونصر دين الله - عز وجل -، والسلامة من شر مكائد الأعداء، بصفة مؤقتة، لا مستمرة كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان ربما ؟؟؟؟ يدعوا لقوم أو على قوم، قالوا: وقنت يدعوا على قبائل من العرب شهراً عليه الصلاة والسلام، فإذا قنت المسلم من أجل حدوث أمر يضر المسلمين يدعوا الله أن يكشفه، أو من أجل الدعوة للمجاهدين كالمجاهدين الأفغان أو نحو ذلك، هذا أصله مشروع، فيكون مؤقتاً كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، أما ما يفعله بعض الناس من استمرار في قنوت الفجر، القنوت لصلاة الفجر، هذا غير مشروع على الصحيح، فيما ثبت في حديث سعد بن طارق بن الأشجم قال: (قلت لأبي: يا أبتي إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفكانوا يقنتون في الفجر، فقال: أي بني محدث) هكذا رواه الإمام الطبري والنسائي بإسناد صحيح، هذا يدل على أنه ليس من عادة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من عادة الخلفاء الراشدين القنوت بصفة مستمرة في الفجر، وإنما يقنت لحادث يضر المسلمين، أو للدعاء لقومٍ بالنصر على الأعداء ونحو ذلك. فالدعاء لقوم بالنصر على الأعداء بالهزيمة ونحو ذلك كل هذا لا بأس به، ولكن مؤقتة كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.

449 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply