حلقة 701: الصلاة في الثوب الذي فيه صور - كشف المرأة الغير متزوجة لرأسها - الجمع بين الظهر والعصر للمسافر - حلف أن يترك الدخان وعاد إليه - رفع اليدين بعد الصلاة في الدعاء ومسحهما بالوجه - كتاب البداية والنهاية
1 / 50 محاضرة
1- هل يجوز للمرأة أن تصلي بالثوب الذي يوجد به صور؟ نرجو التوضيح في هذه المسألة، وإفادتنا بالخير، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريم التصوير، وعلى لعن المصورين، ولما رأى عند عائشة رضي الله عنها ستراً فيه تصاوير هتكه وغضب، عليه الصلاة والسلام، وقال: (يا عائشة! إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال: أحيوا ما خلقتم)، فلا يجوز للمرأة أن تصلي في ثوب فيه تصاوير، سوءا كانت تصاوير لبني آدم أو لحيوانات أخرى، لكن لو صلت صحت الصلاة مع الإثم، الصحيح أنها تصح الصلاة لكن مع الإثم، لا تعيد الصلاة، لكن عليها التوبة إلى الله، ولا تتعود تصلي في ثوب فيه تصاوير لا في فنيلة ولا في قميص ولا في سراويل ولا في خمار، يجب ترك ذلك، وهكذا الرجل لا يصلي في ثوب فيه تصاوير، لا فنيلة ولا قميص ولا غترة ولا سراويل ولا بشت، يجب ترك ذلك، لأن هذا أعظم من الستر الذي على الجدار، نسأل الله السلامة.
2- هل يجوز للمرأة غير المتزوجة أن تكشف رأسها؟ جزاكم الله خيراً.
لا حرج أن تكشف رأسها إذا كان ما عندها أحد، تكشف عن رأسها عند أمها وعند أخواتها وعند النساء لا حرج، أما إذا كان عندها أجنبي لا تكشف رأسها ولا وجهها ولا بدنها، سواء كان الأجنبي ابن عم أو ابن خال أو زوج أخت أو كان أخ زوج أو ما أشبه ذلك، عليها التستر عن جميع الأجانب وهم غير المحارم، أما عند النساء لا بأس أن تكشف رأسها، عند أمها وأخواتها وجاراتها في البيت لا حرج، وهكذا عند الزوج وعند المحرم لا بأس.
3- هل يجوز -إذا كنت على سفر بعيد- أن أجمع صلاة الظهر والعصر؟ جزاكم الله خيراً.
المسافر له الجمع الظهر والعصر والمغرب والعشاء، كان النبي يجمع في السفر عليه الصلاة والسلام، وإذا كان مقيماً قصر ولم يجمع، فإذا كان على ظهر سير، جمع عليه الصلاة والسلام، كان إذا ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب مع العشاء وصلى جمع تأخير، وإذا ارتحل بعد غروب الشمس قدم العشاء مع المغرب وجمع جمع تقديم، وإذا ارتحل قبل الزوال أخر الظهر مع العصر جمع تأخير، وإذا ارتحل بعد الزوال قدم العصر مع الظهر وجمع جمع تقديم، أما إذا كان نازلاً مستريحاً فالأفضل عدم الجمع، ولهذا في منى في حجة الوداع أيام منى لم يجمع، قصر ولم يجمع عليه الصلاة والسلام، لأنه مستريح، فصلى الظهر وحدها والعصر وحدها والمغرب وحدها والعشاء وحدها هذا هو الأفضل، وفي بعض أيامه في تبوك وهو نازل جمع، فدل على الجواز، وأنه لو جمع في السفر وهو نازل لا بأس، لا سيما عند الحاجة كقلة الماء أو شدة البرد أو نحو ذلك، وإن صلى كل واحدة في وقتها فهو أفضل، إذا كان نازلاًَ، أما إذا كان على ظهر سير فالأفضل الجمع بين الظهر والعصر والمغرب و العشاء تأسياً بالمصطفى عليه الصلاة والسلام.
4- حلفت يميناً أن أترك الدخان، وتركته فترة معينة إلا أنني رجعت، ما حكم ما فعلت، وماذا أفعل إذا كان عليّ كفارة؟ جزاكم الله خيراً.
عليك التوبة إلى الله؛ لأن الدخان محرم، خبيث، ومضاره كثيرة، فعليك التوبة إلى الله جل وعلا، وأن تحذر مجالسة المدخنين، فإن مجالستهم من أسباب رجوعك إليه، وعليك كفارة اليمين عن يمينك، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فإن كنت فقيراً لا تستطيع عاجزاً عن الطعام والكسوة والعتق فإنك تصوم ثلاثة أيام، هذه كفارة اليمين، قال الله سبحانه: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ.. الآية (89) من سورة المائدة، فالرب جل وعلا يأمرنا بالكفارة من أوسط الطعام، أو كسوة أو عتق رقبة، فإن عجز الحالف صام ثلاثة أيام، وأمر بحفظ الأيمان وأنه لا ينبغي للإنسان أن يحلف إلا عند الحاجة، والدخان شره كثير، فينبغي لك -عبد الله أيها السائل- أن تحذره وأن تستمر في تركه، وألا تجالس أهله وأن تنصحهم؛ لعل الله يهديك ويهدي بك، بارك الله فيك.
5- ما حكم رفع اليدين بعد الصلاة بالدعاء، وما حكم مسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء؟ جزاكم الله خيراً.
رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة، ولكن المواضع التي ما رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا نرفع فيها، وإلا فرفع اليدين من أسباب الإجابة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)، فإذا دعا في آخر الليل أو في أي وقت ورفع يديه كان هذا من أسباب الإجابة، لكن بعد الفريضة لا يرفع يديه؛ لأن الرسول ما كان يرفع، إذا دعا بعد الفريضة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر أو الجمعة لا يرفع يديه؛ لأن النبي ما كان يرفع في هذا، وهكذا في خطبة الجمعة، وخطبة العيد ما كان يرفع، إلا في الاستسقاء إذا استسقى طلب الغيث يرفع يديه ولو في خطبة الجمعة أو في أي مكان، إذا استسقى يرفع يديه ويدعو، هكذا إذا كان في غير صلاة ودعا يرفع يديه لا بأس، يرفع يديه ويدعو، وهكذا بعد النافلة،إذا رفع يديه بعض الأحيان ودعا لا بأس، لكن لا يكون مستمراً؛ لأنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستمر في رفع يديه بعد النافلة، فإذا رفع بعض الأحيان ودعا لا بأس، أما مسح الوجه باليدين اختلف فيه العلماء: منهم من رأى استحبابه ومنهم من رأى عدم استحبابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة ليس فيها مسح الوجه، الأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها مسح الوجه، بعد الدعاء، وجاء فيها أحاديث ضعيفة أنه مسح يديه، مسح بيديه وجهه، فإن فعل فلا حرج، وإن ترك فهو أفضل إن شاء، إن ترك فهو أفضل وإن فعل فلا حرج؛ لأن بعض أهل العلم جعلها حسنة، جعل الأحاديث التي فيها مسح الوجه جعلها متعاونة ومتعاضدة وجعلها من قسم الحسن واستحب مسح الوجه، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله في البلوغ، ذكر أنها يشد بعضها بعضاً، وقال آخرون: لا يستحب لأنها ضعيفة. فالحاصل أن الأمر في هذا واسع إن شاء الله، من مسح فلا حرج، ومن ترك فلعله أفضل وأولى؛ لأن الأحاديث الصحيحة ليس فيها مسح.
6- أفيدوني -لو تكرمتم- عن كتاب (البداية والنهاية)، ثم رشحوا لي بعضاً من الكتب لتكون نواةً لمكتبتي؟ جزاكم الله خيراً.
البداية والنهاية كتاب عظيم للحافظ ابن كثير رحمه الله، فهو تاريخ عظيم إسلامي، ذكر فيه أخبار الأنبياء الماضيين، ثم ذكر فيه نبينا صلى الله عليه وسلم وسيرته، ثم ذكر مغازيه عليه الصلاة والسلام، ثم ذكر ما بعده إلى القرن الثامن، إلى نصف القرن الثامن، فينبغي اقتناؤه والاستفادة منه فهو كتاب عظيم، ذكر فيه الأحاديث والآثار وكلام أهل العلم في التاريخ فهو كتاب جيد وننصحك باقتناء الكتب المفيدة مثل المغني لموفق الدين ابن قدامة، مثل شرح المهذب للنووي، مثل مجموع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، مثل مجموعة رسائل أئمة الدعوة، مثل فتح المجيد، مثل تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، كتاب التوحيد، كتب الشيخ محمد رحمه الله، كتاب مختصر السيرة النبوية، والسيرة أيضاً لابنه عبد الله، كلها كتب جيدة، بلوغ المرام، تحفظ ما تيسر منه، عمدة الحديث، منتقى الأخبار، نيل الأوطار شرح المنتقى، تفسير الشوكاني، تفسير البغوي، تفسير ابن كثير، كلها كتب مفيدة جيدة.
7- رجل ولدته أمه وتوفيت وهو لا يزال صغيراً ثم أرضعته أخته، ما الحكم حينئذ؟ جزاكم الله خيراً.
إذا أرضعته أخته رضاعاً شرعياً خمس مرات فأكثر حال كونه في الحولين كان ابناً لها وأخاً لها، أخاً لها من النسب وابناً لها من الرضاعة، وابناً لزوجها أيضاً من الرضاعة، وأخاً لأولادها من الرضاع
8- هل يجوز للمرأة أن ترفع صوتها أثناء الدعاء وهي تطوف حول الكعبة المشرفة؟
الأفضل السر؛ لأنها عورة، فالأفضل خفض الصوت لأن الصوت قد يكون فيه رخامة وربما قد يفتن بعض الناس، فالأفضل السر في صوتها، ويجوز لها أن تتحدث مع الناس بصوتها العادي، ولكن لا تخفـ..... الخفـ...! الذي يطلع الناس فيها، لأن الله قال جل وعلا: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ (32) سورة الأحزاب، لا تخضع تكسِّر صوتها، ولكن تتكلم كلاماً متوسط، ليس فيه نكارة وليس فيه تغنج ولا خضوع، كلام وسط، والسر أفضل، في الطواف والتلبية كونها تسر أفضل.
9- إذا كنت أصلي في صلاة جهرية مع جماعة، وفي أثناء قراءة الإمام ورد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، كمثل قوله سبحانه: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ...)) [الفتح:29] الآية، هل يجوز لي أن أقول: صلى الله عليه وسلم، إذا ذكر نبينا محمد صلى الله عليه
الأفضل الإنصات، إذا كان الإمام يقرأ في المغرب والعشاء والفجر أو الجمعة الأفضل الإنصات، فلا تُسبح عند ذكر التسبيح أو التهليل ولا تصلي عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ (204) سورة الأعراف، فالأفضل الإنصات، ولو صلى على النبي أو قال سبحان الله عند ذكر أسماء الله، فلا حرج، لكن ترك هذا أفضل، لأن المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأ في الجهرية لا يقف عند آية رحمة ولا عند آية وعيد ولا عند آية أسماء وصفات، يستمر، فالأفضل لك أن تستمر ولا تقف، ولا تقل شيئاً عند مرور آيات من الإمام وهو يقرأ، ولا منك وأنت تقرأ في الفرض، أما في النافلة فالأمر واسع، في تهجد الليل ونحوه إذا قرأت تقف عند آية الرحمة تسأل، عند آية الوعيد تتعوذ، عند أسماء الله تسبح الله، عند ذكر النبي تصلي عليه، عليه الصلاة والسلام، وهكذا إذا كنت خلف الإمام في مثل التراويح أو القيام في رمضان وسكت يدعو دعوت أنت أيضاً، أو إذا سكت يصلي عليه صليت أنت، أما إذا استمر تنصت لأنك مأمور بالإنصات.
10- ما حكم أكل كلى الأغنام بدمها من غير طبخ أو شيء؟
الدم المحرم هو المسفوح الذي يصب من حلق الذبيحة عند ذبحها، أما الدماء التي تكون في الكلى أو داخل اللحم فلا يضر أكلها، نيأة ولا مستوية، لكن كونها مطبوخة ومشوية أفضل، ولو أكل منها شيئاً نيئاً ولا يترتب عليه مضرة فلا بأس، أما إن قال أهل الخبرة والطب أنه يضره إذا أكل شيئاً منها نيئاً فإنه يجتنبه للمضرة، أما إذا كان أكله نيئاً لا يضر، سواء كبد أو كلية أو غير ذلك، فلا حرج في ذلك؛ لأنها مباحة، وإنما طبخها وشيها يشهيها ويحسن أكلها، فإذا كانت بلا شَي لو أكله نيئاً لم يضره فلا حرج في ذلك. - بقية اللحم مثلاً؟ - كل اللحم، كل اللحم لا بأس أن يأكل من الإبل أو البقر أو الغنم أو صيد، لأن كونه يعني قد طبخ أو حصل له الشوي يكون أكمل وأفضل وأسلم من التبعة، لكن لو قدر أن بعض الناس أكل شيئاً نيئاً وليس فيه مضرة عند أهل الخبرة فلا حرج.
11- ما حكم صلاة المرأة في بيتها غير ساترة لرأسها أو رجليها وليس عندها أحد؟
ليس لها ذلك، يجب عليها ستر رأسها ورجليها على الصحيح، أما الوجه تكشفه، السنة لها كشف الوجه، أما الكفان فالأفضل سترهما وإن كشفتهما فالصحيح أنه لا حرج، لأن بهما الأخذ والعطاء والتعديل، فالأمر في الكفين واسع، وسترهما أفضل، أما الرجلان فجمهور أهل العلم على أنهما يستران ينبغي سترهما، كما قال أكثر أهل العلم، وجاء في حديث فيه لين عن أم سلمة أنها سُئلت عن ذلك عن كشف القدمين فقالت رضي الله عنها: إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها، لما قيل لها: يا أم المؤمنين، هل تصلي المرأة في درع وخمار من غير إزار، قالت: إذا كان الدرع سابغاًَ يغطي ظهور قدميها، وفي إسناده بعض الضعف، ويروى مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصواب أنه موقوف، فالحاصل أن سترها للقدمين أحوط للمؤمنة، وأما الكفان فأمرهما أوسع، وأما الوجه فيكشف في الصلاة إذا كان ما عندها أجنبي.
12- ما حكم لبس الثياب الضيقة التي تظهر أجزاء المرأة، وهل يجوز لها أن تصلي فيها أو لا؟
أقل أحوالها الكراهة، أقل أحوالها الكراهة، ما ينبغي أن تصلي في ثياب ضيقة، بل تكون وسط، لا ضيقة ولا واسعة جداً وسط، هذا السنة.
13- ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف؟
لا تصح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، ولما رأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده لما رأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده أمره أن يعيد الصلاة، عليه الصلاة ولم يسأله، ما قال له هل وجدت فرجة، أو ما وجدت فرجة، أمره أن يعيد سداً للباب، فليس لأحد أن يصف خلف الصف، بل ينتظر إذا لم يجد فرجة ينتظر، أو يتقدم مع الإمام إن تيسر يصلي عن يمين الإمام، أو يصبر حتى يجد فرجة، أو يجيء أحد يصلي معه، فإذا انتهت الصلاة صلى وحده.
14- ما حكم كشف زوجة العم على ابن أخي الزوج، حتى ولو كان بينهما تفاوتٌ في السن؟
ليس لها الكشف لأخي زوجها ولا عم زوجها ولا ابن عم زوجها ولا ابن أخيه، كلهم أجناب، ليس لها أن تكشف إلا للزوج أو أبيه أو جده أو أولاده، أما أخوه وأعمامه وأخواله وأبناء أخيه كلهم أجناب لا تكشف لهم، ولا تخلو بواحد منهم أيضاً، هذا لا يجوز، قال الله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ.. (البعولة يعني الأزواج) ..أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ.. (31) سورة النــور، أما أخو الزوج فليس منهم، ولا ابن أخيه ولا ابن عمه، ليسوا من هؤلاء، أما أبو الزوج فنعم، لأنه قال: (أو آبائهن أو آباء بعولتهن)، آباء البعولة يعني آباء الأزواج، والجد أب يعني أب الزوج وجد الزوج كلهم محارم، من الرضاعة أو من النسب، سواء من الرضاعة، أو من النسب، وهكذا أبناء الزوج من الرضاع أو من النسب محارم أيضاً، وهكذا أبناء بناته محارم.
15- ما هو الفرق بين الاتباع والابتداع؟
الاتباع هو اتباع الشرع اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي يقال له اتباع، لأن الله قال: اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء (3) سورة الأعراف، وقال جل وعلا: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) سورة الأعراف، فنحن مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وباتباع القرآن، فالتمسك بالقرآن بما قال الله والتمسك بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعل هذا هو الاتباع، السير على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وطريقه في الأوامر و النواهي هذا يسمى الاتباع، وهو واجب في الواجبات ومستحب في المستحبات. وأما الابتداع فهو: إحداث شيء في الدين لم يأذن به الله، يعني إحداث عبادة ما شرعها الله، هذا يقال له ابتداع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد(، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)، فلو أن الإنسان صلى صلاة زائدة على الخمس، قال بأنه يصلي ست يحطها ست، يعني يزود الخير يحط ست، إذا جاء الساعة أربع من النهار أو خمس من النهار بعد طلوع الشمس من الظهر يصلي سادسة! هذه بدعة، وباطلة، ولا يجوز له أن يفعلها ولا يدعو الناس إليها بنية أنها فريضة يعني يدعو الناس إليها، أما بنية أنها صلاة الضحى يصلي الضحى فلا بأس مستحبة، أما يجعل سادسة يؤذن لها ويقيم لها ويدعو الناس إليها هذا منكر،بدعة، أو يقول: السجدتين ما تكفي نحط سجدة ثالثة، في الركعة، نزيد سجدة ثالثة! هذه بدعة، إذا تعمدها تبطل الصلاة، أو قال: نحط ركوع ثاني، كل ركعة فيها ركوعين! هذا بدعة، إلا في صلاة الكسوف فيها ركوعان، صلاة الكسوف، وهكذا لو قال: نجعل ليلة من الليالي محل عبادة نصلي فيها عشر ركعات، عشرين ركعين، ليلة الجمعة أو ليلة الخميس من كل أسبوع، هذه بدعة، لا يخص ليلة من الليالي بشيء ما شرعه الله، أو قال: ليالي المولد، مولد النبي صلى الله عليه وسلم أو مولد فاطمة أو الحسين أو البدوي أو الصديق أو عمر، نجعله احتفال، يصلي فيه ويتحدث فيه ويذكر فيه، هذه بدعة، لأنه ما شرعها لله ورسوله، فالابتداع هو إحداث عبادة ما شرعها الله قولية أو فعلية، يقال لها بدعة، لأن الله ما شرعها، سبحانه وتعالى، ومن ذلك: ما فعله الناس في البناء على القبور، اتخاذ المساجد عليها والقباب يدعون أنها قربة ودين! هذه بدعة، الرسول نهى عن البناء على القبور، فالبناء عليها بدعة من وسائل الشرك، كذا التجصيص بدعة، إذا جصصت لتتقرب إلى الله بذلك هذا بدعة؛ لأن الرسول نهى عن التجصيص، عليه الصلاة والسلام، لأنه وسيلة إلى الشرك. وهكذا كونه يتوسل بأصحاب القبور يقول: أسألك بأصحاب القبور، أو أسألك بجاه النبي أو بحق النبي! بدعة، أو أسألك بجاه الصالحين بدعة، أما لو قال: أسألك بحبي لك، أو بإيماني بك، أو بإيماني برسولك، أو بأسمائك الحسنى هذا طيب، فالأسماء هذه وسيلة شرعية، فالبدع ما أحدثه الناس في الدين وهو ما شرعه الله ولا رسوله، هذا يقال له بدعة، والاتباع هو السير على المنهج الذي شرعه الله لعباده وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا يقال له: اتباع.
16- حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، اشرحوا لنا هذا القول جزاكم الله خيرا؟
هذا حديث صحيح، حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)، وفي اللفظ الآخر: (حُجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره)، المعنى أنه جعل بين النار وبين الإنسان ارتكاب الشهوات المحرمة، فإذا ارتكبها صار إلى النار، وانتهك الحجاب، وإن امتنع منها سلم، فالنفس قد تشتهي الزنا أو الخمر فإن طاوعها صار إلى النار، قد تشتهي ترك الصلاة والكسل ولا يصلي، فإن طاوع النفس صار إلى النار نعوذ بالله، قد تشتهي سب الدين والاستهزاء، فإن طاوع نفسه كفر وصار إلى النار، قد تشتهي الربا فإن طاوع نفسه وفعل الربا صار إلى النار، قد تشتهي النفس قطيعة الرحم والعقوق للوالدين فإن طاوعها هلك وصار إلى النار، فالنار حفت بالشهوات المحرمة. والجنة حفت بالمكاره بما تكرهه النفوس، النفوس قد تكره الصدقة، قد تكره الجهاد، لكن إذا خالفها وجاهد في سبيل الله وتصدق صار إلى الجنة، قد تكره المحافظة على الصلوات في الجماعة قد تكسل قد يكون ما عندها نشاط عندها كسل عندها كراهة في التقدم إلى الصلوات الخمس فإذا طاوعها هلك، وإن خالفها وصلى في الجماعة وحافظ على الصلاة في المساجد صار إلى الجنة، النفس أيضاً قد تكره صلة الرحم، بر الوالدين إكرام الجار، فإن طاوعها هلك، وإن خالفها وبر والديه ووصل أرحامه وأكرم جيرانه فاز بالسعادة، وهكذا.. المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ: في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام: كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
641 مشاهدة
-
1 حلقة 701: الصلاة في الثوب الذي فيه صور - كشف المرأة الغير متزوجة لرأسها - الجمع بين الظهر والعصر للمسافر - حلف أن يترك الدخان وعاد إليه - رفع اليدين بعد الصلاة في الدعاء ومسحهما بالوجه - كتاب البداية والنهاية
-
2 حلقة 702: الاضطباع في الحج والعمرة - الحفاظ على السر - قول لا إله إلا الله عند الوضوء - المسبوق يسجد مع إمامه للسهو - الرضعتان لا تحرمان - العدل بين الأولاد في العطايا - من أفطر عمداً بعد الفجر في رمضان
-
3 حلقة 703: التاجر الذي يربح أكثر من الثلث - الحاجة المسموح للمرأة الخروج من أجلها - المسافة التي يجوز للمرأة أن تخرج دون محرم - قيمة العشرين مثقال من الذهب بالغرامات - قص المرأة لشعرها في النسك وغيره - زكاة الحلي كل عام
-
4 حلقة 704: فرح الله بتوبة عبده - قصة الخضر مع موسى - من أراد أن يضحي لا يقص أظافره - العفو عمن ظلم - حد طول اللحية وحكم تقصيرها أو حلقها - إستبدال المصاحف القديمة بمصاحف جديدة من المسجد - الإستعارة من المساجد
-
5 حلقة 705: راتبة الظهر والعصر - الصلاة والحمام إلى القبلة - معنى حديث ما من مسلم يرد عن عرض أخيه - حديث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين - حكم الخروج إلى الحل ليأتي المعتمر بعمرة أخرى له أو لغيره - الفاصل بين العمرتين
-
6 حلقة 706: الصلاة مع المذياع - الإقتداء بالمصلين في المذياع - قص الشعر بالنسبة للمرأة - حكم إنفاق العمال من المزرعة بغير إذن صاحبها - الصلاة في أوقاتها - ترك حفلة الزفاف خوفاً من إختلاط الرجال بالنساء - إزعاج النائمين بقراءة القرآن
-
7 حلقة 707: الصلاة في المساجد التي فيها قبور - من طرق الصوفية الباطلة ضربهم أنفسهم بالسيف وأكلهم الزجاج - زكاة السيارة والمحل - الأفضل قراءة سورة مع الفاتحة - صلاة الجمعة لمن يبعد عن المسجد خمسة وثلاثين كيلو - القنوت في الفجر
-
8 حلقة 708: صرف الزكاة للأخ الفقير وبقية الأقارب الفقراء - الزكاة على رأس المال والربح - زكاة المال الضائع - حكم دعاء الإستفتاح في الصلاة - الحديث الذي وردت في كتاب إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون في فضل السور
-
9 حلقة 709: جلد الميتة يطهر بالدباغ - المريض يصلي حسب حاله - رؤية النبي في المنام - الترتيب بين الصلوات - من اغتسل بنية النظافة فلا يكفي غسله عن الوضوء - مس المصحف ناسياً وعليه جنابة - صام خمساً من ست شوال ولم يكمل
-
10 حلقة 710: التبليغ وراء الإمام - الإحرام في محل الإقامة - الهدي في حق المتمتع والقارن - شرح مناسك الحج
-
11 حلقة 711: دفع الزكاة للأخ الفقير والأخت الفقيرة - تقدم الإمام خطوتين إذا جاء ثالث - الطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة الشرعية - حكم المصافحة بالنسبة للرجال والنساء - ما يقال في الركوع والسجود - ما يفعله بعض الناس من البدع بعد الموت
-
12 حلقة 712: التبليغ وراء الإمام - المصافحة بالنسبة للرجال والنساء - ما يقال في الركوع والسجود - دفع الزكاة على الأخ والأخت الفقيرين - تقدم الإمام خطوتين إذا جاء ثالث - الطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة الشرعية - الحائض لا تقضي الصلاة
-
13 حلقة 713: صفة التوبة النصوح - صلاة الفجر بعد طلوع الشمس - حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد - مسألة في الربيب إذا رضع من لبن الرجل الجديد - وصول الماء إلى بشرة اللحية الكثيفة - تأخير قضاء رمضان إلى عدة أعوام
-
14 حلقة 714: نكاح الشغار - احتجاب المرأة بعد إنتهاء العدة على الزوج - الذهب المحلق للنساء - الصلاة خلف من يصلي بعض الفرائض ويترك البعض - تطويل الثوب من غير قصد الكبرياء - النياحة على الميت - الصلاة من أركان الإسلام
-
15 حلقة 715: حكم من زوّج أولاده ببنات أخيه دون مهر - أغتسل من الجنابة ناوياً الحدث الأصغر والأكبر - حكم دفع مبلغا من المال لقضاء مصلحة يخشى من تأخرها - قضاء رمضان لمن أفطر عمداً - نصيحة لرجل بلغ ستين عاماً وما زال يكذب ويغتاب الناس
-
16 حلقة 716: زيارة الأولياء ودعاؤهم - إذا زاد الإمام ركعة فلا يقوم المأموم معه - تقسيم تركة من توفي وخلف مبلغا من المال فأضافت إليه زوجته مبلغا آخر من عملها - لا يبطل الحج بالكبائر
-
17 حلقة 717: نقص حصاة واحدة في رمي الجمار يغتفر - حكم تارك الصلاة - حكم اللقطة - المريض الذي يضره الصيام - من حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه - قص شعر المرأة - الحناء في شهر صفر - الكحل والحناء ليلة الإثنين
-
18 حلقة 718: الصلاة في مسجد بني من الحرام - من لم يفرق بين الضاد والظاء - حكم من حلف على ترك شيء ففعله - تفسير أأمنتم من في السماء - من يدعو غير الله كافر - صلاة من به سلس البول - عدد ركعات صلاة التراويح
-
19 حلقة 719: كشف الوجه أمام أبناء العم - دخول الحائض المسجد - حكم من التقط شاة مع ولدها - الاستخارة إذا أراد التزوج من امرأة - حكم الحلف بالطلاق - حديث أنا والأنس والجن في نبأ عظيم - من حضر إلى قوم فقال في السنة عيدين وهذا الثالث
-
20 حلقة 720: الاعتماد على ما صححه الألباني - تفسير القرطبي - أحسن من شرح رياض الصالحين - نوى شخص أنه إذا طلق لا يقع الطلاق - من قال لزوجته أعتبري نفسك طالقة - سنة الجمعة - التلفظ بالنية - تحديد إتجاه القبلة - جواز الصلاة بالأحذية
-
21 حلقة 721: حكم إسقاط الجنين لمن تناولت دواء أدى إلى تشوهه - الحج عن تارك الصلاة - حكم من يعمل في محل ملابس النساء ويخاف على نفسه الفتنة - كفارة القتل الخطأ - الحج عن الغير - التغني بالقرآن للنساء - مدة الحداد - حكم من هجر زوجته أكثر من عشر سنين
-
22 حلقة 722: تفسير فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى - حكم نكاح من تزوج امرأة لا تصلي - بيان طريقة التوبة - المسح على الشراب - الحائض والنفساء تقضيان الصوم فقط - حكم من يشرب الخمر بحجة أنها غذاء للدم ولا تسكره
-
23 حلقة 723: نصاب زكاة الذهب - زكاة الحلي - زكاة الحلي المستعمل - حكم من أخذ بالقول الذي لا يوجب الزكاة على الحلي المستعمل - الأحوط زكاة الحلي المستعمل - حكم من أفطر في رمضان من شدة العطش - النوم إلى القبلة - قراءة القرآن للحائض
-
24 حلقة 724: قراءة القرآن بعد العصر - ردد الأذان بقلبه وهو في دورة المياه - الأيام التي كان النبي يتنفل بصيامها - الرواتب والسنن التي تصلى بعد الصلاة وقبلها - الحجاب للمرأة أمر لازم - صلاة الشكر - كلمة لمن يستمعون للأشرطة والندوات
-
25 حلقة 725: التسبيح بالأصابع أفضل - إعفاء اللحية وقص الشارب - حكم الغيبة بالقلب - الخشوع في الصلاة - دخول الحائض المسجد - عضل البنات عن الزواج - كتاب رياض الصالحين - الدعاء المستجاب ودعاء الرسول
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد