حلقة 708: صرف الزكاة للأخ الفقير وبقية الأقارب الفقراء - الزكاة على رأس المال والربح - زكاة المال الضائع - حكم دعاء الإستفتاح في الصلاة - الحديث الذي وردت في كتاب إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون في فضل السور

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

8 / 50 محاضرة

حلقة 708: صرف الزكاة للأخ الفقير وبقية الأقارب الفقراء - الزكاة على رأس المال والربح - زكاة المال الضائع - حكم دعاء الإستفتاح في الصلاة - الحديث الذي وردت في كتاب إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون في فضل السور

1-   هل يجوز صرف الزكاة على الابن والأخ الذي يرث من أمه، أو الأخت التي ليس لها زوج؟ نرجو أن توجهونا جزاكم الله خيراً، وكذلك الابن إذا كان محتاجاً؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا حرج في صرف الزكاة للأخ الفقير والأخت الفقيرة وبقية الأقارب الفقراء كالأخوال والأعمام وابن العم ونحوهم لعموم الأدلة، ومنها قوله جل وعلا: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ.. (60) سورة التوبة، فهم يدخلون في هذه الآية الكريمة، أما الابن فلا، أما الأولاد فلا، لأنهم بضعة من الرجل، فلا يصرف فيهم الزكاة، وعليه نفقتهم، فأولاد الإنسان من ذكور وإناث وأولاد أولاده وإن نزلوا كلهم لا يعطون من الزكاة إذا كانوا فقراء، يعطيهم من ماله ينفق عليهم من ماله ولا يعطيهم من الزكاة، هذا هو الذي عليه أهل العلم، وهكذا الآباء والأمهات والأجداد والجدات لا يعطون من الزكاة ينفق عليهم ولدهم أيضاً من غير الزكاة.   
 
2-  هل تجب الزكاة على رأس المال المستثمر في شركة في شكل أسهم، أم أن الزكاة على الربح فقط إذا بلغ النصاب، وما مقدار النصاب؟
هذا فيه تفصيل: فإن كانت السهام للبيع وجبت الزكاة فيها والأرباح جميعاً، والنصاب في الذهب عشرون مثقالاً، وفي الفضة مائة وأربعون مثقالاً، ومقداره من الذهب بالجنيه السعودي إحدى عشر جنيه وثلاث أسباع الجنيه، ومثله من الفضة ستة وخمسون ريالاً فضة سعودي، فالزكاة تجب في السهام وفي الأرباح إذا كانت للبيع، كأن يساهم في أرض للبيع أو يساهم في سيارات للبيع، أو ما أشبه ذلك للبيع فيـزكي الجميع، أما إذا كانت المساهمة في شيء للاستغلال لا للبيع، يعني الأرض ساهم فيها يستغلونها للزراعة ونحوها أو بالتأجير، فهذه الزكاة في نتاجها الزراعة إذا بلغت النصاب الحبوب يزكوها إن كانت تمور زكوها إذا بلغت النصاب وهكذا، المقصود إذا كانت المساهمة في أرض ليست للبيع مثلاً بل للاستغلال للزراعة ونحوها أو بالتأجير فليس فيها زكاة إنما الزكاة في نتاجها الأجرة التي تؤخذ عنها إذا بلغت النصاب تزكى، إذا حال عليها الحول، الحبوب والثمار التي فيها تزكى إذا بلغت النصاب وهكذا.  
 
3-  هل تجب الزكاة على المال الشبه ضائع، والذي في علم الغيب ولا يعرف هل سيعود إلى صاحبه أو لا؟
المال الضائع لا زكاة فيه، مثل الإبل الضائعة أو الغنم الضائعة أو البقر الضائعة، أو نقود ضاعت لا يدري أين ذهبت ليس عليه زكاة حتى يجدها، ثم يستقبل حولاً جديداً، إذا وجدها يبدأ الحول، وهكذا الديون اللي على المعسرين لأنها كالضائع، الدين الذي على المعسر لا يستطيع الأداء ليس عليه زكاة حتى يسلم له حتى يقبضه منه فيستقبله حولاً كاملاً، وهكذا الديون التي على المماطلين الذين لا يعطون الحق، يماطلون ولا يعطون الحق ليس فيه زكاة حتى يقبض المال، فالمماطل من جنس المعسر، صاحبه تعبان ما معه ليس عنده مال في الحقيقة حتى يقبضه، فإذا قبضه زكاه إذا حال عليه الحول بعد قبضه، والخلاصة أن المال الضائع والمفقود الذي ما يدري عنه أين ذهب سواء كان نقود أو إبل أو بقر أو غنم ما فيه زكاة حتى يجده ربه ثم يستقبله حولاً كاملاً، ومن ذلك ما كان على المعسرين، ديون على المعسرين لا زكاة فيها حتى تقبض ويستقبلها حولاً كاملاً، أو على المماطلين الذين لا يؤدون الحق إلا بالتعب والأذى فهذا لا زكاة فيه حتى يعطوه حقه.  
 
4-  هل تجوز الصلاة بدون قراءة دعاء الاستفتاح في أول الصلاة؟
الاستفتاح سنة مستحب، ولو صلى ولم يستفتح صلاته صحيحة عند جميع العلماء، الاستفتاح سنة مستحبة، والاستفتاح هو أن يقول بعد التكبيرة الأولى: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"، هذا يسمى استفتاح بعد التكبيرة الأولى، تكبيرة الإحرام، وإن استفتح بغير هذا مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حسن، مثل: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)، فهذا صحيح أيضاً رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، كان يستفتح به النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات، وهناك استفتاحات أخرى صحت عنه عليه الصلاة والسلام. والحاصل أنه إذا استفتح بشيء مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل القراءة فهو مستحب وسنة، ولو ترك ذلك فلا حرج عليه وصلاته صحيحة. - نفس السؤال تقريباً إنما: عن القنوت في الوتر؟ ج/ سنة أيضاً القنوت، من فعله فهو أفضل، ومن تركه فلا حرج. إذن من جاء بدعاء الاستفتاح وجاء بالقنوت في الوتر فثوابه أحسن؟ ج/ فهو السنة، فهو السنة، ومن ترك فلا حرج عليه. - ولكن الثواب لمن جاء به؟ ج/ نعم، من فعل السنة له ثوابها، ومن ترك فلا حرج عليه، مثل صلاة الراتبة في الظهر، صلاة الراتبة في المغرب صلاة العشاء صلاة راتبة الفجر، الرواتب، صلاة الضحى، من أتى بها حصل أجرها، ومن تركها فاته أجرها.  
 
5-   هناك كتيب صغير باسم: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، يشتمل على بعض السور القرآنية والأدلة بالأحاديث النبوية مع فضل قراءتهما ومنزلتهما، مثل: سورة الملك، والواقعة، والدخان، ويس، والكهف، والسجدة، والحاقة، فهل يركز القارئ عليها دون غيرها من السور القرآنية؟
هذا يحتاج إلى نظر؛ لأن كثيراً من هذه الأحاديث غير صحيحة، التي أشار إليها صاحب الكتيب، لا بد ينظر فيها فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعمل في الليل أو في النهار فعله المؤمن، وما لم يثبت فلا يستحب، يقرأ كبقية القرآن، يقرأ مع القرآن كبقية القرآن، أما أن يخص سورة أو آية بشيء فلا إلا بدليل، مثل: آية الكرسي بعد الصلاة تستحب، مثل: قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة مستحبة، وتكرر في المغرب والفجر ثلاث مرات بعد الفجر، وبعد المغرب؛ لأنه ثبت عن النبي هذا عليه الصلاة والسلام، أما شيء يأتي به الإنسان من نفسه لا، مثل أن يقول: أريد أكرر سورة كذا سورة الأعراف، سورة -مثلاً- الأنعام، لا، لا يكرر إلا بالدليل، يقرؤها مثل بقية القرآن، إلا ما ثبت فيه الدليل، ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصه بشيء يخص، وهذا الكتاب يحتاج إلى نظر. - هناك كثير من الكتب تروي أحاديث وتقول: إنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتذكر فضائل بعض السور كالسور التي ذكرها صاحب السؤال! رأيكم في مثل هذه الكتب -سماحة الشيخ-؟ ج/ الواجب على طالب العلم أنه يبين الصحيح من الضعيف، إذا صنف كتاب يبين، أما أنه يذكر الغث والسمين والصحيح والضعيف ولا يبين ما يستقيم، لا بد من بيان؛ لأن العامة لا يعرفون الصحيح من السقيم، فلا بد في حق المؤلف أن يحسن في جمعه ويبين الصحيح ويترك الضعيف، حتى يستفيد المؤمن من كتابه، وينتفع المؤمن من كتابه، ويستريح من التعب في الضعيف، المقصود أن أهل العلم يجب على طالب العلم، بل يشرع له لا الوجوب، لا يجب، بل يشرع له أن يعتني بالصحيح، حتى يكون العامة على بصيرة ولا يجعل لهم الضعيف والصحيح، فإنهم لا يميزون، لكن أهل العلم جمهور أهل العلم ذكروا أنه يجوز ذكر الضعيف للترغيب والترهيب، كما فعل صاحب الترغيب والترهيب المنذري رحمه الله، ذكر جملة من أحاديث الترغيب والترهيب، على هذه القاعدة أنها من باب الترغيب والترهيب، وذكر غيره من أهل العلم مثل صاحب بلوغ المرام وفي المنتقى وغيرهم ذكروا أحاديث ضعيفة؛ لتعرف أو ليضمها طالب العلم إلى غيرها مما يتقوى بها، فالحاصل أنه ينبغي لمن ألف كتاباً أنه يوضح الصحيح؛ ولا سيما الكتب التي فيها بيان خصوصية بعض السور أو خصوصية بعض الأذكار يبين أنها صحيحة، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الله عليه وسلم أنه قال كذا، في كذا، حتى يكون المطالع للكتاب على بينة.   
 
6- هل درجة الثواب لقارئ القرآن نظراً أو غيباً تستوي في الأجر أو لا؟
الأجر مو هو على حسب القراءة، الأجر على حسب الإقبال على القرآن والخشوع فيه والتدبر، من قرأه نظراً أو حفظاً فهو على خير عظيم إذا أراد به وجه الله، لكن يختلف الثواب، فالقراءة مع التدبر والتعقل والخشوع والحرص على الفائدة أفضل بكثير من القراءة العادية، سواء نظراً أو حفظاً، فينبغي للقارئ أن يركز على التدبر والتعقل والإخلاص لله في القراءة، وقصد الفائدة، وبهذا يحصل له الأجر العظيم والفائدة الكبيرة، سواء قرأ من المصحف أو قرأ عن ظهر قلب. - إذن ليست العبرة بكون القارئ يقرأ غيباً أو نظراً؟ ج/ نعم، العبرة بالإقبال على القراءة والتدبر، والاستفادة من القراءة والعناية بها، وأن يقرأ كما ينبغي من غير لحن ولا تساهل. - على قدر استطاعته؟ ج/ على قدر استطاعته، فاتقوا الله ما استطعتم، نعم. - الفائدة إذن التي تركزون عليها سماحة الشيخ والتي يجب أن يستفيد منها قارئ القرآن هي؟! ج/ يركز على التدبر، يقول الله جل وعلا: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ.. (29) سورة ص، ويقول سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) سورة محمد، فأنا أدعو كل مؤمن وكل مؤمنة إلى العناية بالقراءة والتدبر، يقرأ مع التدبر والقلب حاضر يتدبر ما يقرأ، إذا مرت عليه الآيات التي فيها الجنة سأل الله الجنة، وفرح بهذا الشيء وتدبر هذا الشيء، وإذا مرت عليه آيات النار كذلك استعاذ بالله من النار وخاف منها وحصل لقلبه وجل من ذلك، يتدبر إذا مرت به أسماء الله عظَّمها وأثنى عليه سبحانه وسبحه سبحانه، إذا مرت عليه القصص يعتبر بالقصص، قصص الأنبياء ومن مضى، هكذا، يعتني يتدبر حتى يستفيد. - العمل بما يعلم من القرآن الكريم سماحة الشيخ هل يترتب الأجر على ذلك أو لا؟ ج/ الأجر عظيم إذا عمل، ولكن يختلف: إن كان واجب وجب عليه العمل، وإن كان مستحب استحب له العمل، مثل: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ (43) سورة البقرة، هذا واجب، عليه أن يقيم الصلاة وعليه أن يؤتي الزكاة، حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ (238) سورة البقرة، هذا واجب فرض عليه أن يحافظ، وعليه أن يقيم الصلاة ويؤديها بطمأنينة ويحسن الصلاة ويؤدي الزكاة هذا من أهم الفروض، أما إذا كان مستحب، مثل: ذكر الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (41-42) سورة الأحزاب، هذا يجتهد لأن هذا مستحب ما هو بواجب، فكونه يكثر من ذكر الله ويسبح بكرة وأصيلاً هذا مستحب وليس بواجب، وأشباه ذلك، الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، ويقول جل وعلا: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا.. (10) سورة الجمعة، كل هذا على سبيل الاستحباب، فالحاصل أن التدبر والتعقل مطلوب ومشروع، ثم العمل مشروع ومطلوب، لكن إن كان الأمر فريضة وجب عليه، كالمحافظة على صلاة الفريضة، إقامة الصلاة، أداء الزكاة تجنب الربا، وما أشبه ذلك، وإذا كان الشيء مستحب مثل الإكثار من ذكر الله، فعَلَ المستحب. - إذن يكون الحرف بعشر حسنات إذا عمل المرء بما علم من القرآن الكريم؟ ج/ لا، ولو ما عمل، القراءة هذه القراءة، كل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، للقراءة. - هذا للقراءة؟ ج/ للقراءة، أما العمل فله أجر آخر، القراءة مستحبة وعمل صالح، والحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لكن إذا كان مع العمل صار أجر آخر، إذا كان يقرأ المسلم ولكن ما تدبر يكون له الأجر هذا، لكن إذا تدبر يكون أجره أعظم، والعمل واجب عليه في الواجبات ومستحب في المستحبات، سواء قرأ ولَّا ما قرأ.   
 
7-   إذا فسد صيام شخص ما وهو يغتسل، وتسرب الماء إلى حلقه عن طريق فمه أو أنفه وليس بإرادته، فهل عليه إطعام مسكين عن ذلك اليوم، وهل عليه الإعادة؟
ليس عليه إعادة، إذا ما تعمد ليس عليه إعادة صومه صحيح، وليس عليه إطعام مسكين، لو دخل الماء في حلقه عند الوضوء أو الغسل أو عند الاستنشاق ولم يتعمد فصومه صحيح، وليس عليه شيء.
 
8-  إذا دفعتُ الزكاة لشخص أعتقد أنه فقير وتبين غير ذلك، هل أكون قد أديت الزكاة؟
نعم، الصحيح أنه يجزي؛ لأن ضبط فقر الناس فيه تعب، فإذا ظن أنه فقير بالعلامات أو بشهادة بعض الناس ثم بان أنه غني يجزئ، يجزؤه ما أخرج.  
 
9-  هل إذا كان لدى امرأة مال في حدود ثلاثة آلاف ريال وربما أقل، هل تجب فيه الزكاة حينئذ؟
نعم، في الثلاثة الآلاف وما دونها أيضاً، متى صار عنده نصاب وجبت عليه الزكاة إذا حال عليه الحول، ولو قليل، لو حال الحول عليه وعنده مائة ريال يزكيها بريالين ونصف، أو ألف ريال يزكيها خمسة وعشرون، المقصود إذا حال الحول وعنده نصاب وجبت عليه الزكاة، ولو كان قليلاً. - يبدو أنه لا يعرف النصاب! ولهذا يعتقد أن الثلاثة آلاف ليس فيها زكاة ولذلك سأل؟ فنذكرهم بالأنصبة لو تكرمتم؟ ج/ نعم، النصاب من الفضة ستة وخمسون ريالاً فضة وما يقوم مقامه من العمل المعروفة، من الدولار أو الريال السعودي أو من الدنانير فما يقوم مقامها يزكى، ستة وخمسون ريال وما يقوم مقامها.  
 
10-   هل هي واجبة أو لا، إذ أني أنجبت أربعة أطفال، بنتين وولدين ولم أعمل عن أحد منهم عقيقة، هل هي واجبة فأقضيها الآن، أم كيف توجهونني؟ جزاكم الله خيراً
العقيقة سنة مؤكدة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها، فالسنة للمؤمن أن يعق، عن أولاده عن الذكر ثنتان وعن الأنثى واحدة من الغنم، هذه السنة، والعقيقة مثل الضحية، جذع ضأن أو ثني معز، وليست واجبة، ولكنها سنة مؤكدة، فيشرع لك أيها السائل أن تعق عن أولادك الأربعة.  
 
11-  هل هناك أدعية تقال عند قراءة القرآن من أجل الحفظ؟
ما نعلم شيء من أجل الحفظ خاص، لكن يسأل ربه ويستعين بالله، يسأل ربه أن الله يوفقه للحفظ ويرجع إليه في أوقات الإجابة مع الصدق والله يعينه سبحانه وتعالى، مثل الأوقات التي مثل آخر الليل مثل جوف الليل، مثل آخر الصلاة، مثل السجود في الصلاة، مثل بين الأذان والإقامة، يقول يا رب حفظني كتابك، يا رب أعني على حفظ كتابك، يسأل ويصدق في السؤال، نسأل الله أن يسهل أمرها.   
 
12-  هناك أدعية تقال قبل الأكل بعد كلمة بسم الله، نرجو أن تذكروا واحداً منها على الأقل؟ حزاكم الله خيراً
السنة للمؤمن أن يسمي الله في أول الطعام، ويحمد الله في آخر الطعام، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة: (سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)، وبعد الطعام يحمد الله جل وعلا، يقول: (الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة)، (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين) (الحمد الله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجاً)، كل هذا طيب، (الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مكفور ولا مودَّع ولا مستغني عنه ربنا) كل هذه أنواع من الثناء، فالسنة للمؤمن أن يبدأ بالتسمية ويأكل بيمينه يقول: (بسم الله)، أو: (بسم الله الرحمن الرحيم)، ثم يأكل بيمينه مما يليه، إذا كان الطعام نوعاً واحداً كالرز أو .....! أو نحوه، وإن كان أنواع خبر وأرز فله أن يأكل من هذا ويأكل من هذا، ولو كان من غير جنبه، النوع اللي ما هو بحوله، ويسمي الله في أوله، ويحمد الله في آخره، بالمحامد التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها كما تقدم، من المحامد ما تقدم، أن يقول: (الحمد لله رب العالمين)، أو (الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة)، (الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجاً)، (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)، (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)، (الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مكفور ولا مودَّع ولا مستغنٍ عنه ربنا) كل هذه جاءت عنه عليه الصلاة والسلام. اللهم صل عليه.  
 
13-  لي والدة أتشاجر معها أحياناً؛ لأني لا أستطيع أن أتمالك نفسي، فماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.
الواجب عليك الرفق بالوالدة وحسن المعاملة وعدم المشاجرة، الوالدة حقها عظيم، وهكذا الأب حقه عظيم، الله يقول جل وعلا في كتابه العظيم في مواضيع كثيرة: ..وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً.. (83) سورة البقرة، (36) سورة النساء، (151) سورة الأنعام، (23) سورة الإسراء. ويقول سبحانه: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) سورة لقمان، ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (23-24) سورة الإسراء، فالواجب على الولد أن يتقي الله وأن يرفق بوالديه، وألا يشاجرهما، بل يسكت، أو يخاطب بالتي هي أحسن، إذا قال أبوه له كلام شديد أو سبه يقول: هداك الله، رضي الله عنك، جزاك الله خير، لا يقابل بالشدة ولا بالكلام السيء حتى ولو سبه أبوه أو أمه يقول: جزاك الله خيراً، رضي الله عنكِ، هداكِ الله يا والدة، ونحو هذا من الكلام الطيب، لا يقابل بالسوء أبداً، ولا يجوز له أن يقابل بالسوء ولا مشاجرة ولا رفع الصوت على أبيه ولا أمه. نسأل الله للجميع الهداية.  
 
14-  كيف تكون، وذلك أنه رأى عدة طرق، ويرجو الطريقة الصحيحة الشرعية؟ جزاكم الله خيراً.
إن كانت الذبيحة بقرة أو من المعز والغنم يسدحها على جنبها الأيسر، ثم يضع رجله على رقبتها ثم يمسك الرأس بيده ويذبحها في الحلقوم والمريء، يقطع الحلقوم والمريء والودجين، يعني العرقين المحيطين بالحلقوم والمريء، هذه السنة، يضع رجله على صفحتها، حتى يكون أسهل عليها من الاضطراب، ويكون الذبح بسكين حادة قوية، بقوة حتى لا يعذبها، ويكون في الحلق، يقطع الحلقوم والمريء والودجين، هذا الكمال، وإن قطع الحلقوم والمريء كفى، وإن قطع معهما أحد الودجين كفى، ولكن الأفضل أن يقطع الحلقوم والمريء والودجين، وهو ماسك الرأس بيده اليسرى ويذبح باليمنى، ويضع رجله على صفحتها حتى لا تضطرب، وإن كان المذبوح بعيراً يطعنه باللُّبَّة بالحربة في لُبَّته، اللي بين الصدر والرقبة، فاللبة هي محل الطعن والذبح، ولو ذبحه مثلما يذبح البقرة أجزأ، لكن كونه مع اللبة أفضل، ويسمي الله عند الذبح يقول: باسم الله والله أكبر، عند الذبح، بنسم الله والله أكبر، هذا هو المشروع في الذبح. ويسمَّى الطعن باللبة نحر، ويسمى قطع الحلقوم والمرئ بالسكين يسمى ذبح، ويكون الأفضل مستقبل القبلة، يوجهها إلى القبلة هذا هو الأفضل، ولو ذبح إلى غير القبلة أجزأت، لكن كونها إلى القبلة أفضل.  
 
 
15-  يسألان عن صلاة المنفرد خلف الصف: إذا دخل الإنسان ووجد الصف قد امتلأ فهل يشرع في الصلاة أم كيف يكون حاله؟ جزاكم الله خيراً.
المشروع له أنه يبقى حتى يجد فرجة، يعني يلتمس فرجة في الصف حتى يدخل فيها، أو مع الإمام عن يمينه إذا تيسر ذلك، وإلا فليبقَ لا يصلي وحده، لعله يجد أحداً من الجماعة الداخلين من جديد، يصلون معه، ولا يصلي وحده، إن صلى وحده ما صحت صلاته، لا بد إما أن يجد فرجة، يتأنى ويصبر حتى يجد فرجة لا يعجل، أو يقف مع الإمام عن يمنيه، فإن لم يجد مع الاجتهاد انتظر لعله يأتي أحد فيصف معه، فإن صلوا ولا أتى أحد يصلي وحده، النبي عليه الصلاة والسلام: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، ولما رأى رجلاً صلى وحده خلف الصف أمره أن يعيد، رأى رجلاً صلى خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة، ولما ركع أبو بكرة دون الصف نهاه وقال: (زادك الله حرصاً ولا تعد)، فلا يركع دون الصف ثم يمشي إلى الصف، ولا يصلي وحده خلف الصف، ولكن عن يمين الإمام أو يلتمس فرجة لعله يجد حتى يدخل في الصف، فإن تعذر عليه ذلك بعد الاجتهاد انتظر، ولا يجذب أحداً أيضاً. - الواقع أن العمل لدى كثير من الناس هو هذا الجذب سماحة الشيخ؟ ج/ لا، ما ينبغي لأن الجذب تصرف فيه وتعدٍ عليه، وفتح فرجة في الصف أيضاً، يفتح فرجة من الصف لأجل مصلحته، والصف يجب سدد خلله، والإنسان يفرح بالصف الذي قبله، قبل مكانه، يعني يكون صاحب الصف يحب أن يبقى في صفه، فالحاصل أنه لا يحذب، أما حديث: (ألا اجتررت رجلاً؟) فهو حديث ضعيف، حديث: (ألا دخلت معهم أو اجتررت رجلاً) هذا ضعيف، الصواب أنه لا يجذب أحد، ولكن يلتمس فرجة، فإن وجد الفرجة وإلا يصف عن يمين الإمام، فإن لم يتيسر انتظر ولا حرج عليه، والحمد لله. - أما أن يصلي وحده أو يجتذب أحداً فهذا كله لا يجوز؟ ج/ ممنوع، نعم، لا يجوز.  
 
16- إن أقامت في الريف ارتكبتها الأمراض وضعفت صحتها، وتأبى أن تبقى معي في المدينة إلا لمدة أربعة أشهر فقط، ويسأل: هل لي أن أجبرها على الإقامة معي؟
ليس له ذلك، ليس له إجبارها بل يرفق بها ويعتني بها ويجعلها في المكان الذي يناسبها، وإذا لم يتيسر مكان يناسبها إلا بخادم التمس لها خادماً يخدمها إذا كانت عاجزة عن نفسها، من أقاربه أو من غير أقاربه ويؤدي الأجرة إن استطاع ذلك، فيرفق بأمه لا يجبرها على شيء لا تريده، الواجب عليه برها والتماس رضاها، وجعلها في المكان الذي يناسبها. المقدم: جزاكم الله خيراً،  

390 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply