حلقة 725: التسبيح بالأصابع أفضل - إعفاء اللحية وقص الشارب - حكم الغيبة بالقلب - الخشوع في الصلاة - دخول الحائض المسجد - عضل البنات عن الزواج - كتاب رياض الصالحين - الدعاء المستجاب ودعاء الرسول

25 / 50 محاضرة

حلقة 725: التسبيح بالأصابع أفضل - إعفاء اللحية وقص الشارب - حكم الغيبة بالقلب - الخشوع في الصلاة - دخول الحائض المسجد - عضل البنات عن الزواج - كتاب رياض الصالحين - الدعاء المستجاب ودعاء الرسول

1-   أنا أسبح بالسبحة في غير أوقات الصلاة، ليس لأنني أعتقد أن لها فضلاً على اليد، إنما لأنها تجذبني وتجعلني أذكر الله بكثرة، مثلاً: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) فلا أستطيع حساب ذلك إلا بالسبحة وجهوني جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالتسبيح بالأصابع أفضل وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعد في التسبيح والتحميد والتكبير بأصابعه -عليه الصلاة والسلام- وكان يأمر أن تعد هذه الأذكار بالأنامل -عليه الصلاة والسلام- وهذا هو الأفضل للمؤمن والمؤمنة أن يعد الأذكار بالأصابع وإن عدها بالنوى .......... أو بالحجر أو بغير ذلك أو بالسبحة فلا بأس, وقد روي عن كثير من السلف أنهم كانوا يعدون بالنوى وبغير ذلك من أنواع ما يُعد به فلا حرج في ذلك, ولكن الأفضل أن يكون العد بالأصابع وإذا فعل هذا في بيته بالنوى أو بالسبحة أو غير ذلك فلا حرج في ذلك, ولكن في المساجد وبين الناس الأفضل له والمتأكد في حقه أن يعد بالأصابع كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم-؛ ولأن حمل المسبحة معه في المساجد وغيرها قد يفضي إلى الرياء فينبغي له ترك ذلك وأن تكون المسبحة أو غيرها مما يعد به في البيت تعينه على الذكر لا حرج في ذلك, ولكن مهما كان فعده بالأصابع أفضل تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبأصحابه -رضي الله عنهم- وأوصي إخواني بالعناية بالذكر صباح ومساء فإن الأمر عظيم والفائدة كبيرة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح من قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب -يعني يعتقها- وكتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكان في حرزٍ من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله). هذا فضلٌ عظيم, فأنا أوصي كل مؤمن وكل مؤمنة بأن يأتي بهذا الذكر كل يوم فإذا كان في أول الصباح كان أفضل حتى يحصل له هذا الخير العظيم في جميع النهار يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير -جاء في رواية أخرى: يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير- مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكان في حرزٍ من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي, ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله) متفق على صحته، وقال: (من قال سبحان الله مائة مرة خطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) متفق عليه، وفي رواية مسلم: (من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة -وفي رواية أبي داود بإسناد صحيح: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). هذا فضل عظيم, فينبغي للمؤمن أن يحرص على هذا "سبحان الله العظيم وبحمده" -مائة مرة- صباح ومساء, يأتي بـ"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد هو على كل شيء قدير"- مائة مرة- في النهار في أول النهار في أثناءه كله خير، وقال أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير -عشر مرات- كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) متفقٌ على صحته فهذا فضل عظيم ينبغي للمؤمن أن يكثر من هذه الأذكار العظيمة لما فيها من الفائدة، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) متفق على صحته. فهاتان الكلمتان لهما شأن عظيم "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، ينبغي الإكثار منهما في ليلك ونهارك وفي الطريق وفي كل وقت، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم". يقول فيهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم), ودخل يوماً على بعض أزواجه -عليه الصلاة والسلام- وهي في مصلاها بعد صلاة الفجر دخل عليها الضحى فقال: (ما زلت في مصلاك منذ اليوم؟ قالت: نعم، قال: لقد قلت بعدك أربع كلمات -ثلاث مرات- لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته). هذه الكلمات الأربع يكررها الإنسان -ثلاث مرات-. - سماحة الشيخ تتكرمون بإعادتها؟ ج/ سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته) أربع كلمات, يكررها الإنسان -ثلاث مرات- في الليل في النهار في الطريق في أي وقت, يقول -صلى الله عليه وسلم- لإحدى زوجاته: (لقد قلت بعدك أربع كلمات -ثلاث مرات- لو وزنت بما قلت منذ اليوم –يعني من الصباح إلى ارتفاع الضحى- لوزنتهن سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه) هذه واحدة (سبحان الله رضا نفسه) ثنتين (سبحان الله زنة عرشه) ثلاث (سبحان الله مداد كلماته) أربع هذه الرابعة، ينبغي للمؤمن والمؤمنة تكرار هذا والإتيان بهذا (سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته) فضلٌ عظيم وخيرٌ كثير, نسأل الله للجميع التوفيق. جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.  
 
2-   هل ثبت عن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى)، وهل معنى هذا أن نترك اللحية تنمو وتكبر ولا نحلق أو نقص منها أي شيء، وإن كان ذلك هو الحال فإنها ستصبح غزيرة لدرجة كبيرة، وحدثونا عن الشارب، هل يقص من الأطراف أم من الوسط أم من جميع أجزائه أم يترك، وما هو الحال بالنسبة للمنطقة الوسطى التي بين الشارب واللحية؟
ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين, البخاري ومسلم -وهما أصح الكتب بعد القرآن- هذان الصحيحان, صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله -عز وجل- ثبت فيهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين) من حديث ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين) وفي اللفظ الآخر: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين) وفي اللفظ الآخر: (أحفوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين) وفي رواية مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس) فهذه الأحاديث الصحيحة كلها تدل على وجوب إعفاء اللحى وتوفيرها وإرخائها وعدم قصها أو حلقها ولو طالت، الواجب علينا السمع والطاعة لنبينا -عليه الصلاة والسلام- يقول الله -عز وجل-: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) سورة النــور. ويقول الله -جل وعلا-: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ (80) سورة النساء. ويقول –سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) سورة النــور. يعني المخالفة لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه خطرٌ عظيم؛ وذلك أن المخالف قد يصاب بالفتنة وهي الشرك -والعياذ بالله- أو بعذاب أليم في الدنيا وفي الآخرة بسبب المخالفة، وقال -جل وعلا-: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا (7) سورة الحشر. وقال -جل وعلا-: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم* وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (13-14) سورة النساء. وفي صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل يا رسول الله: من يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى). وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني). يقول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الشيخان البخاري ومسلم (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني) -يعني في المعروف- الأمير يطاع في المعروف لا في المعصية، كما في الأحاديث الأخرى: (إنما الطاعة في المعروف). والشوارب تقص (قصوا الشوارب) وتحف (أحفوا الشوارب) جميعها أطرافها ووسطها الواجب قصها جميعها أو حفها جميعها, ما هو بالأطراف فقط ويخلي الوسط، أو الوسط ويخلي الأطراف كفعل المجوس، لا، الواجب قصها، قال أبو محمد بن حزم في كتابه المحلى المعروف: (اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرضٌ) يعني واجب على المسلمين, وحكا الإجماع, إجماع العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض؛ لأن الأوامر جاءت بذلك, فالواجب على المؤمن أن يمتثل أما العنفقة التي تحت الشارب التي تحت الشفة السفلى فهذه تبع اللحية يقال لها العنفقة, الشعيرات التي تحت الشفة السفلة هذه تابعة للحية وأما الشارب فهو كل ما كان على الشفة العليا هذا يقال له الشارب, الواجب إحفائه أو قصه كما أمر به النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا يحلق, الأفضل لا يحلق يقص قص وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً  
 
3-  تسأل عن حكم الغيبة بالقلب؟
القلب لا يترتب عليه شيء يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم) فما كان في القلب من كونه يهوجس أن فلان كذا وفلان بخيل وفلانة سيئة الأخلاق وفلانة بخيلة ما يضر القلب, وإذا تركها لله كتب الله له حسنة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا هم العبد بالسيئة ثم تركها من أجل الله كتبها الله له حسنة, فإن تركها غفلة عنها أو شغلاً عنها لم تكتب عليه), مجرد الهم لا يكتب عليه؛ لأنه من عمل القلب, لكن متى هم وعمل سيئة كتبها الله له سيئة فإن هم ولم يعمل لم تكتب عليه, فإن تركها من أجل الله كتبها الله له حسنة وهذا فضله -سبحانه وتعالى- وجوده وكرمه. جزاكم الله خيراً.  
 
4-   إنني ولله الحمد أصلي الصلوات الخمس في أوقاتها، ولكني في أغلب الأحيان لا أشعر بخشوع وخضوع في الصلاة، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيراً.
أنصحك بأن تجتهدي في طلب الخشوع يقول الله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (1-2) سورة المؤمنون. فعليك أن تجتهدي في طلب الخشوع باستحضار عظمة الله وأنكِ بين يديه وأن هذه الصلاة عمود الإسلام وأن الخشوع من كمالها وتمامها فاستحضري هذا عند دخولك في الصلاة استحضري أنك بين يدي الله بين يدي الرب العظيم الذي خلقك من العدم وغذاك بالنعم وأوجب عليك الصلاة, استحضري هذا الرب العظيم وأن الواجب الخضوع له وأن تؤدى هذه العبادة في غاية من الكمال والتمام الذي أمر الله به حتى تخشيه حتى يخضع قلبك حتى يطمئن حتى يخشع لله حتى يبكي من خشيته, تستحضري عظمة الله وكبريائه وأنه ربكِ وإلهك وأن هذه الصلاة عمود الإسلام وأنك كلما خشعت فيها زاد أجرك وزاد ثوابك ومتى جاهدت نفسك حصل الخير كله, ولكن لا يضر الصلاة صحيحة ولو كان فيها بعض النقص بسبب عدم الخشوع الكامل لكن لا يضر الصلاة، الصلاة صحيحة إنما ينقص الأجر كلما زاد الخشوع زاد الأجر وكلما ضعف الخشوع ضعف الأجر حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرجل ل......الصلاة لا يكتب له إلا نصفها إلا ثلثها إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها إلا سبعها إلا ثمنها إلا تسعها إلا عشرها) بسبب الخشوع وعدمه كلما زاد الخشوع زاد الأجر وكلما نقص الخشوع نقص الأجر والصلاة مجزئة وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً.  
 
5-  هل يجوز للحائض دخول المسجد، وإذا كان الدم قد انقطع عنها ولكنها لم تغتسل بعد فما الحكم؟
إذا كان الدخول لحاجة تأخذ حاجة من المسجد تأخذ سجادة من المسجد تأخذ عصا تأخذ نعلين تأخذ حاجة من المسجد لا بأس, أما الجلوس فيه لا تجلس؛ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة: (ناوليني الخضرة الحصير الذي يصلي عليه -السجادة- قالت: يا رسول الله إني حائض، قال: إن حيضتك ليست في يدك) فأمرها بالدخول وأخذ الخضرة -يعني الحصير- فقال الله -جل وعلا- في هذا المعنى, وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ (43) سورة النساء. والجنب كالحائض, لا يدخل المسجد إلا عابري سبيل لا يجلس فأذن الله في عابر السبيل يمر مرور يأخذ حاجة ويمر سواءٌ وهو جنب أو حائض أو نفساء, أما الجلوس لا. جاء في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب) يعني الجلوس فيه ولهذا قال سبحانه: وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ (43) سورة النساء. جزاكم الله خيراً.   
 
6-   بعض الآباء إذا تقدم لبناتهم خاطبٌ لا يزوجونه، بحجة أن الفتاة لا تزال صغيرة، أو لأنها لا تحسن أعمال المنزل، فهل من كلمة إلى مثل هؤلاء الآباء؟
نعم، وصيتي للآباء ولجميع الأولياء من إخوة وبني إخوة وأعمام نوصي الجميع بأن يتقوا الله في مولياتهم من البنات والأخوات وبنات الأخ وبنات العم, نوصي الجميع بأن يتقوا الله فيهن وأن يحرصوا على تزويجهن متى جاء الخاطب الكفء ولو كانت غير متعلمة تتعلم عند زوجها, ما دامت أهلاً للزواج, وتتحمل الزواج بنت خمسة عشر بنت ستة عشر بنت سبعة عشر بنت أكثر تتحمل الزواج تقوى على الزواج فالواجب أن يجاب الخاطب بمشورتها ورضاها تستشار فإذا سكتت وهي بكر كان ذلك. النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذنها سكوتها) أما إن كانت ثيباً يعني قد تزوجت فلا بد من الإذن واللفظ تقول نعم لا بأس, والواجب على الولي أن يتقي الله وأن يحرص على تزويج الفتاة فإن جلوسها بدون زوج فيه خطرٌ عليها, فلا يجوز التساهل في هذا الأمر, والواجب على الآباء –أيضاً- الحرص على تزويج الأبناء إذا قدروا على ذلك؛ لأن جلوس الولد بغير زواج فيه خطرٌ عظيم, فالواجب على الأب أن يزوجه وأن يجتهد في تزويجه ولو تساهل الولد يلزمه بالزواج يجاهده حتى يتزوج حتى يسلم من الفتنة؛ لأن الزواج من رحمة الله ومن فضله من أسباب السلامة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج –يعني المئونة- فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء), فأمر -صلى الله عليه وسلم- الشباب بالزواج وقال إنه أغض للبصر وأحصن للفرج, وهذا يعم الفتاة والذكر يعم الشباب من الذكور والإناث فالواجب على الآباء وغيرهم أن يعتنوا بتزويج بنيهم وإخوتهم إذا تأهلوا للزواج وقدروا على تزويجهم من أموالهم ومن أموال المزوجين بحيث لا يتساهلون بهذا, إن كان ابنه غنياً جاهده حتى يتزوج وإن كان فقيراً زوجه من ماله إذا كان الولي غنياً, وهكذا البنت إذا خطبها الكفء زوجها وإذا تيسر أن يخطب لها هو يلتمس فهذا طيب, أن يلتمس هو من الشباب الطيبين, يقول يا فلان أنا عندي بنت أحب أن أزوجك إياها, أو عندي أخت إذا وافق فالحمد لله, عمر وهو أفضل الخلق بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد الصديق, عمر أفضل الخلق بعد نبي الله, بعد الأنبياء وبعد الصديق خطب لبنته حفصة لما خرجت من عدة زوجها الذي مات عنها عرضها على عثمان وعرضها على الصديق لفضلهما فعثمان اعتذر والصديق سكت؛ لأنه علم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- له رغبة فيها فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي حفصة, فكون الإنسان يخطب لابنته أو لأخته ليس فيه نقص بل هو مشكور ومأجور إذا التمس لها الزوج الصالح, فإذا جاء الزوج الصالح وخطب فالواجب البدار إلى إجابته ولا يؤخر ذلك لأن البنت كذا أو لأنه فقير أو وظيفته.........., لا، الرزق عند الله، الرزق عند الله، جاء في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكون فتنة في الأرض وفساد كبير) ولاسيما في عصرنا هذا عصر الفتن وعصر الانحراف, فالواجب الحذر من التساهل والواجب البدار بتزويج البنين والبنات إذا خطب البنات الأكفاء وتيسر الكفء ولو أن تخطب أنت لها, ولو أن تلتمس لها أنت, وهكذا بنوك وإخوتك وبنو أخيك إحرص على تزويجهم بالكلام والمشورة والنصيحة وبالمال إذا كانوا فقراء حسب طاقتك, يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) متفق على صحته، حديث عظيم يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته), فإذا كنت في حاجة أخيك في الزواج أو أختك أو بنتك فأنت على خيرٍ عظيم, أو أخيك أو ابن أخيك, ويقول الله -جل وعلا-: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة. فالتعاون على الزواج من التعاون على البر والتقوى, نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً.  
 
7-  تسأل عن كتاب: (رياض الصالحين)؟
رياض الصالحين كتابٌ عظيم نفع الله به الأمة, والظاهر -والله أعلم- أن مؤلفه ألفه عن نية صالحة -رحمة الله عليه- وعن قصد صالح ولعله سأل الله –عز وجل- فأجاب الله دعوته أن ينفع به العباد فنفع الله به العباد, فكل بلاد تستعمل هذا الكتاب فيما بلغنا يدرسونه في البيوت وفي المساجد وينتفع به الناس, وهو كتاب عظيم, والحديث الضعيف فيه قليل فهو كتابٌ ننصح بقراءته في المساجد وفي المجالس؛ لما فيه من الفائدة الكبيرة, نسأل الله أن يعفو عن مؤلفه وأن يضاعف مثوبته وأن ينفع بهذا الكتاب المسلمين كما نفع به سابقاً. جزاكم الله خيراً. 
 
8-  أيضاً تسأل عن كتاب: (الدعاء المستجاب, ودعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم)؟
كتاب الدعاء المستجاب كتاب فيه أحاديث ضعيفة وموضوعة لا ننصح به, بل ننصح بتركه وعدم الالتفاف عليه. جزاكم الله خيراً. 
 
9-  إن الزواج قسمةٌ ونصيب، هل هناك مجال للاختيار سماحة الشيخ، وبمَ توجهون الناس الذين يقولون مثل هذا الكلام؟
كل الأشياء قسمة ونصيب, كلها بأمر الله, كلها بإذن الله, كلها مقدرة, قدَّر الله الزواج, قدر الأولاد وقدر كل شيء من أعمال العباد, يقول -جل وعلا-: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) سورة القمر. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء) -سبحانه وتعالى-. كل شيء مقدر ولكن لا يمنع من تعاطي الأسباب أنت مأمور بالأسباب مأمور بأن تتزوج تلتمس الفتاة الصالحة تلتمس أسباب الرزق من زراعة من تجارة من نجارة من حدادة خياطة غير ذلك أنت مأمور بالأسباب وكله بقدر إذا زرعت الأرض فهو بقدر, إذا تزوجت فهو بقدر, إذا جاء لك ولد فهو بقدر, إذا كنت تستعمل النجارة فهو بقدر, الحدادة بقدر، كنت بناء عامل بقدر, كل شيء بقدر, لكن عليك أن تعمل الأسباب وتحرص, تجتهد في طلب الرزق, في فعل الخيرات, والله -جل وعلا- هو الموفق الهادي, اسأل ربك الإعانة والتوفيق, فإذا صليت مع الجماعة فهو بقدر, وإذا تعلمت القرآن وحفظته فهو بقدر, وإذا تعلمت العلم فهو بقدر, وإذا سلمت على فلان فهو بقدر, وإذا رددت السلام عليه فهو بقدر, وإذا زرت أخاك في الله فهو بقدر, وإذا عدت المريض فهو بقدر, وهكذا كل شيء بقدر, ولكن أنت مأمور بتعاطي الأسباب النافعة, والحذر من الأسباب الضارة, أنت مأمور بهذا, والله الموفق والهادي -سبحانه وتعالى-. 

333 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply