حلقة 884: صلاة المرأة بالنساء - سماع القرآن من الإذاعة أو الشريط - نصيحة لإمهات الزوجات - صلاة المريض في البيت - صيد الطيور - من يجمع الزكاة ويعطي والديه الفقيرين

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

34 / 50 محاضرة

حلقة 884: صلاة المرأة بالنساء - سماع القرآن من الإذاعة أو الشريط - نصيحة لإمهات الزوجات - صلاة المريض في البيت - صيد الطيور - من يجمع الزكاة ويعطي والديه الفقيرين

1- هل يجوز أن تصلي المرأة بالنساء، وإذا كان الجواب: نعم فهل يحصل لهن أجر الجماعة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.. فلا بأس أن تصلي المرأة بالنساء، قد ورد ذلك من فعل عائشة وأم سلمة - رضي الله عنهما - ونرجو لهن في ذلك فضل الجماعة وأجر الجماعة، وفيه مصالح؛ لأن إمامتها للنساء في فوائد من التعليم والتوجيه، كل واحدة تتعلم من أخواتها ما تحتاج إليه في صلاتها ولاسيما إذا كانت الإمامة متعلمة وقد يكون فيهن أيضاً متعلمات، فيستفدن جميعاً، فصلاتهن جماعة فيها مصالح كثيرة.  
 
2- إذا استمعت إلى القرآن الكريم من شريط أو أي إذاعة فهل لي الأجر؟
نعم، إذا استمعتَ للقراءة فأنت مأجور داخلٌ في قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ) فأنت على خيرٍ عظيم؛ لأنك شريكٌ للقارئ في كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، فنوصي جميع إخواننا المسلمين العناية بسماع القرآن والاستماع له من القراء ومن إذاعات القرآن، وإذا جلسوا جميعاً قرأ عليهم أحدهم واستمعوا له واستفادوا وتدبروا فهذا فيه خيرٌ عظيم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اجتمع بأصحابه يقرأ القرآن، ويعلمهم وإذا مر بالسجدة سجد وسجدوا معه عليه الصلاة والسلام، وربما أمر بعض الصحابة أن يقرأ عليه الصلاة والسلام، أمر مرةً عبد الله بن مسعود أن يقرأ فقرأ أول سورة النساء والنبي يستمع له عليه الصلاة والسلام، فلما بلغ قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا) قال له: (حسبك، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان) تذكر هذا الموقف عليه الصلاة والسلام فبكى عليه الصلاة والسلام، والمقصود أن الاجتماع على قراءة والقرآن والاستماع للقرآن والإنصات والتدبر والتعقل فيه خيرٌ عظيم، واستماعه من الراديو ومن إذاعة القرآن فيه خيرٌ أيضاً ومصالح كثيرة، فنوصي باستماع القرآن وبالتدبر والتأمل والعمل، كما نوصي بالإكثار من قراءة القرآن في بيتك وفي المسجد، وفي الطريق وفي الطائرة وفي القطار وفي السيارة، تجتهد في قراءة القرآن بالتدبر والتعقل كما قال سبحانه: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) وقال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ القرآن فله بكل حرفٍ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة).   
 
3- شكوى بمرارة من أم زوجته، وختم رسالته سماحة الشيخ بالرجاء التنبيه على أم هذه الزوجة حتى لا يتدخلن بين الزوج وزوجته فيفسدون عليهم حياتهم؟
نوصي أمهات النساء وأخوات النساء وعمات النساء وخالات النساء نوصي الجميع بتقوى الله وأن يكن ناصحات لقريباتهن وأن يرغبنهن في السمع والطاعة لأزواجهن في المعروف، وأن يكن من أسباب الاجتماع لا من أسباب الافتراق، وإذا كان الخطأ من الزوج فلا مانع من أن ينصحن الزوج ويوصينه بتقوى الله في زوجته، وأن يعدل فيها ولا يظلم، فالمقصود الوصية أن يكن مع المظلوم لا مع الظالم، وأن يكن موجهات للخير للزوج وللزوجة، وأن لا يعِنَّ الزوج على الباطل ولا الزوجة على الباطل، بل يجب أن يكن معينات على الخير للزوج والزوجة جميعاً، وناصحات للزوج والزوجة جميعاً، سواءٌ كانت الناصحة أماً أو جدةً أو خالةً أو عمةً أو أختاً أو غير ذلك، والله جل وعلا يقول في كتابه الكريم سبحانه وتعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ويقول سبحانه: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم) فنوصي أمهات النساء خاصة وقريباتهن بصفات عامة في تقوى الله وأن يكن عوناً على الخير، وناصحات للجميع وأن لا يكن عوناً للمرأة على زوجها في الباطل، بل يجب أن يكن عوناً في الحق، وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً  
 
4- لقد أصبت بمرض منذ ثمان سنين، فجعلني حبيس المنزل، وهذا المرض اكتئاب شديد، ثم إني استقلت من العمل نتيجةً لذلك المرض، ولا أستطيع الخروج من المنزل أو الذهاب إلى المسجد؛ لأن المسجد في مكان مرتفع، وكما تعلمون أن معظم منازل مكة مرتفعة؛ ولا أستطيع الصعود إليه لأنه -كما سبق وذكرت- أنني مريض، رغم أني أصلي صلاة الجمعة في المسجد إياه، أما باقي الصلوات فإنني أصليها في المنزل، فهل علي إثم في هذا، رغم أنني ولله الحمد أصلي النوافل، وأسبح الله كثيراً ولله الحمد؟
نسأل الله أن يمنحك الشفاء والعافية وأن يثبتنا وإياك على الهدى، والله سبحانه يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم) فإذا كنت لا تستطيع الوصول إلى المسجد للصلوات الخمس فإنه لا بأس عليك أن تصلي في البيت، أما إذا كنت تستطيع فالواجب عليك أن تصلي في المسجد مع إخوانك، وأن تحذر الكسل وطاعة الشيطان، وأن تحذر أيضاً التشبه بالمنافقين المتخلفين عن الصلاة في الجماعة، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً فنوصيك بالجد والنشاط والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وسؤال الله العافية والشفاء وأنت في السجود وفي آخر الصلاة، وفي صلاة الليل، وبين الأذان والإقامة اسأل ربك واضرع إليه بصدق أن يعافيك وأن يمنحك الشفاء، وأن يعينك على كل عملٍ يرضيه وأبشر بالخير إذا صدقت، فالله جل وعلا سوف يعينك على أداء ما فرض عليك على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى.  
 
5- كما سبق وذكرت أنني استقلت من العمل ومريض، وليس لي دخل، ولي أسرة كبيرة؛ وعندما أطلب المساعدة من والدي وإخوتي يرفضون مساعدتي ويقولون: ليس لك حق علينا في مساعدتك! رغم أنني عندما كنت أعمل وعندما كنت مقتدراً كنت أخصص لوالدي مبلغاً من المال، فما هو توجيهكم؟
الواجب على والدك وعلى إخوتك أن يساعدوك، وأن يعطوك من أموالهم ما يعينك إذا استطاعوا ذلك، ولعل امتناعهم من مساعدتك لقصد حثك على العمل، حتى لا تكسل، ولعلهم يكذبونك في دعوى العجز، فأنت اتق الله وبادر بالعمل حتى تستغني عنهم وعن غيرهم، اجتهد في العمل في التجارة في وظيفة إذا تيسرت وظيفة مباحة طيبة، في الخدمة العمل خطاط بناء حداد نجار، اجتهد في العمل الذي تستطيعه، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل أي الكسب أطيب؟ قال عليه الصلاة والسلام: (عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (ما أكل أحدٌ طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده) فاتقِ الله واعمل واجتهد في أي عمل يدر عليك من الأعمال المباحة الطيبة، فإن عجزت فالواجب عليهم أن ينفقوا عليك ولا مانع أن تسأل من إخوانك الأغنياء أن يساعدوك من الزكاة وغيرها إذا كنت صادقاً في أنك عاجز عن العمل ولم يحصل لك وظيفة.   
 
6- هل يجوز صيد الطيور البرية من الحمام واليمام والعصافير بواسطة بندقية ضغط الهواء أو الأسلحة النارية، علماً بأنني عند إطلاق النار عليها أقول: بسم الله، والله أكبر؟
لا مانع من صيد الطيور المباحة من الحمام والعصافير وغيرها بالأسلحة النارية لا مانع من ذلك والحمد لله، فإن أدركته حياً فاذبحه، وإن أدركته قد مات فهو حلٌ لك. 
 
7- ما هو حكم من يقوم بجمع أموال الزكاة ويعطي منها لوالديه الفقيرين، علماً بأنه لا يستطيع الإنفاق عليهما؟
إذا كان يطلب من الناس المساعدة لإخوانه الفقراء ومن جملتهم والداه وهما فقيران فهو مأجور وهو وكيل، يكون وكيلاً لصاحب الزكاة، فإذا كان صادقاً متحرياً لأهل الحاجة فلا بأس عليه، يعطي والديه وغير والديه إذا كانا فقيرين.
 
8- جمعنا أموال الزكاة وأقمنا بها مسجداً يتعلم فيه الناس الصلاة، علماً بأنه ليس هناك من يستحق هذه الزكاة في المكان الذي جمعت منه، فهل في ذلك حرج؟
المساجد لا تبنى من الزكوات في أصح قولي العلماء، عند جمهور أهل العلم فالذي قدم الزكاة لبناء المسجد يجب عليه أن يعيد ذلك وأن يزكي زكاة أخرى للفقراء والمساكين أو الغارمين أو غيرهم ممن تصح لهم الزكاة، وهذه النفقة التي صرفتها للمسجد تكون صدقة مطلقة له أجرها وفضلها عند الله عز وجل، وعليه أن يخرج الزكاة في أصنافها بدلاً من المال الذي صرفه في تعمير المسجد، هذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم وهو أصح قولي العلماء؛ لأن تعمير المساجد ليس من أصناف الزكاة الثمانية، وأما قوله سبحانه: (وَفِي سَبِيلِ اللّهِ) فالمراد به الجهاد كما هو قول جمهور أهل العلم. 
 
9- هل يجوز لفرد ما أن يأخذ من أموال الزكاة إذا كان عليه دين ولا يستطيع أن يسدده؟
نعم، له أن يأخذ من مال الزكاة ما يقضي به الدين إذا كان عاجزاً عن قضاء الدين وليس له صرفه في غير ذلك، فإذا أخذ من إخوانه الطيبين مساعدة في قضاء دينه من الزكاة فالواجب عليه صرف ذلك في قضاء الدين لا في حاجاته الأخرى. 
 
10-  أخبركم بأنني كنت أصلي، ولكن لم أحافظ على الصلوات، ولله الحمد أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً كافئاً بأن من علي بالهداية، وأنا الآن أحافظ على صلواتي الخمس في أوقاتها، وأقوم الليل لأداء صلاة التهجد، وأقرأ كل يوم جزأين أو ثلاثة أجزاء، ويوم الجمعة أقرأ فيه من ستة إلى سبعة أجزاء، وأتصدق بعض المال إذا كان معي، وأصوم الإثنين والخميس والأيام البيض، أحمد الله على ذلك، سؤالي: بماذا تنصحونني بزيادة العمل الصالح، جزاكم الله خيراً؟
الحمد لله الذي من عليك بالتوبة والرجوع إليه جل وعلا، ونوصيك بشكر الله والثناء عليه، وسؤاله الثبات على الحق، وسؤاله التوفيق للاستقامة على الحق وأبشر بالخير، نوصيك بالاستمرار في هذه الأعمال الطيبة والاستزادة من الخير مهما استطعت، والله جل وعلا لا يضيع للعاملين أعمالهم، بل يوفرها لهم ويضاعفها لهم على حسب إخلاصهم وصدقهم، فاستعن بالله واجتهد في عمل الخير وأنت على خير، من الصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عز وجل، والعناية ببر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وغير هذا من وجوه الخير وأبشر بالخير، رزقنا الله وإياك الاستقامة والقبول.
 
11- اعتمرت لكني لم أقصر شعر رأسي، وحينئذ صمت عشرة أيام، لكنني لم أصمها إلا بعد أن عدت من الحج إلى أهلي، فما هو توجيهكم؟
الواجب عليك التقصير ما عليك صوم، عليك التقصير؛ لأن التقصير ليس له حدٌ محدود وليس له وقتٌ معين الواجب عليك أن تقصر بنية العمرة، عليك أن تقصر ويكفي ولو في بلدك، والصيام الذي صمته لك فيه أجر إن شاء الله، عليك أن تقصر بنية حجك أو عمرتك، وأنت على خير والحمد لله، وليس عليك شيء لأجل الجهل وعدم البصيرة.   
 
12- بل يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: (( وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ ))[النساء:22]؟
يقول الله جل وعلا: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ) كانوا في الجاهلية يتساهلون في هذا، فأنزل الله عز وجل النهي عن ذلك فليس للإنسان أن ينكح زوجة أبيه، ولا زوجة جده المطلقة أو التي مات عنها، سواءٌ كان جد من جهة الأم أو من جهة الأب، حرم الله نكاح زوجات الآباء مطلقاً من جهة الأب ومن جهة الأم، سواءٌ كن مطلقات أو مات عنهن أزواجهن، فهن محارم لأولاد أزواجهن وأولاد أولادهن وإن نزلوا من الرضاع والنسب جميعاً، من النسب والرضاع. 
 
13- من كان معتاداً لصوم الاثنين والخميس فأفطر أحد هذه الأيام، هل يلزمه القضاء؟
ليس عليه قضاء؛ لأنها نافلة، إذا كان يعتاد صوم الاثنين والخميس وأفطر في بعض الأحيان فلا قضاء عليه الأمر واسع بحمد لله. 
 
14- ما حكم من دخل المسجد في الركعة الأخيرة في صلاة الجمعة ولم يدرك منها إلا الركوع، هل يتمها ظهراً أم جمعة؟
من أدرك الإمام في صلاة الجمعة في الركوع الثاني أتمها جمعة لما جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من أدرك ركعةً من الجمعة فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة) والصلاة تدرك بالركوع، فإذا جاء والإمام راكع ركع معه وإذا سلم الإمام قام فأتم الركعة الفائتة، وتسقط عنه الفاتحة؛ لأنه فاته القيام وصلاته صحيحة. 
 
15- إنني ألاحظ أن كثيراً من الناس يكثر الحلف عندما يتحدث، فبم تنصحون الناس؟
نوصي إخواننا جميعاً من الرجال والنساء بالحذر من كثرة الحلف، ونوصيهم بالتقليل من الحلف؛ لأن الله يقول سبحانه: (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم - ذكر منهم - رجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه) فالمقصود الوصية بترك كثرة الحلف، وأن لا يحلف إلا عند الحاجة له؛ لأن كثرة الحلف وسيلة للكذب، ووسيلة لعدم الكفارة في أيمانه التي يحنث فيها، فنوصي الجميع رجالاً ونساءً بالتقليل من الأيمان، وأن لا يحلف إلا عند الحاجة.
 
16- هل يجوز ذكر الإنسان بمحاسنه، وهل هذا يعتبر من الغيبة؟
ذكر الإنسان بمحاسنه لا حرج في ذلك، إلا إذا كان حاضراً يترك ذلك أولى إلا الشيء القليل؛ لأن ذلك قد يفضي إلى العجب والخطر العظيم في أن يعجب بنفسه؛ ولأنه قد يفضي أيضاً إلى التكبر أو غير هذا من ، ولهذا جاء في الحديث: (إذا رأيتم المداحين فاحشوا وجوههم التراب) ولما سمع النبي رجلاً يمدح شخصاً، قال: (ويحك قطعت ظهره) فالمقصود أن السنة التقليل من المدح في حضرة الرجل، وإذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس بأن يكون قليلاً، أما في غيبته فلا يضر ذلك. 
 
17- إذا كان أخي لا يصلي، فهل لي أن أبدي له المودة، علماً بأنني قد نصحته كثيراً؟
عليك أن تنصحه كثيراً، وأن تبدي له عدم المودة، والبغضاء على عمله، ويشرع لك هجره أيضاً إذا لم يتب، حتى يتوب إلى الله ويرجع عن عمله السيئ، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى وعليك أيضاً أن تستعين بإخوانك الآخرين وقراباتك الآخرين لعل الله يهديه بأسبابكم. 
 
18- ما حكم الكلام مع الخطيب في يوم الجمعة؟
إذا دعت الحاجة لا بأس، إذا دعت الحاجة أن يكلم الخطيب يقول ادع الله، استغث لنا ادع الله لنا نحن في جدب أو يسأله عن شيء ينفع الناس فلا بأس، وقد تقدم بعض الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب الجمعة وقال يا رسول الله: (هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا)، فاستغاث النبي عليه الصلاة والسلام). 
 
19- يرجو من سماحتكم أن تتفضلوا ببيان أحكام المسح على الشراريب؟
المسح على الخفين والشراب مشروع إذا كان الخف ساتراً والشراب ساتراً ولبسهما على طهارة، والخف يكون من الجلد، والشراب والجورب يكون من الصوف أو الوبر أو القطن أو نحو ذلك، فإذا كان الجورب ساتراً والخف ساتراً ولبسهما على طهارة شرع له المسح يوماً وليلة بعد الحدث مو بعد المسح في حال الإقامة وثلاثة أيام بلياليها في حال السفر، فالمقيم يوم وليلة، والمسافر ثلاثة أيام بلياليها بدءً من المسح بعد الحدث، إذا كان لبسهما على طهارة، وكانا ساترين، الخفان أو الجوربان، والخروق اليسيرة جداً عرفاً يعفى عنها إن شاء الله.   
 
20- علمت أن القنوت في الصلاة لا يكون إلا في النوازل فقط، وآمنت بذلك وصدّقت، ولكن إذا كانت الجماعة تقنت في صلاة الفجر في المسجد الذي أصلي فيه، فهل لي أن أخالفهم ولا أقنت معهم، أم أبقى معهم؟
لا مانع أن تبقى معهم وتنصحهم؛ لأن بعض أهل العلم يرى القنوت في الفجر، ورد في هذا بعض الأحاديث التي احتج بها بعض أهل العلم ولكنها ضعيفة، وإنما القنوت في الفجر حصل للنبي - صلى الله عليه وسلم - في النوازل وفي المغرب وفي العشاء وفي بقية الصلوات في النوازل، عندما يقع خوفٌ على المسلمين أو شرٌ عليهم يدعو الله على من ظلم المسلمين وتعدى عليهم، ويدعو الله للمسلمين المستضعفين للنجاة من شر أعدائهم، أما الاستمرار في قنوت الفجر فهذا خلاف الشرع، والصواب تركه، لكن إذا كنت مع قومٍ يقنتون وقد أفتاهم بعض أهل العلم بذلك فاقنت معهم وانصح الإمام أنت وإخوانك في ترك ذلك، هذا هو المشروع لك النصيحة أنت وإخوانك وإرشاده إلى أهل العلم ليعلمونه في أن القنوت في الفجر غير مشروع إلا في النوازل.   
 
21- إذا قنتنا في رباعية، ففي أي وقت يكون وبعد أي ركوع؟
في الركوع الأخير من كل صلاة، في الركوع الأخير بعد الركوع في الركعة الأخيرة.
 
22- ما هي المسافة التي يجوز لي فيها أن أقصر الصلاة، وما هي صفة القصر؟
المسافة ما يعد سفراً، وهو يوم وليلة للمطية، يقدر بثمانين كيلوا وما يقاربها حداً تقريبياً والقصر أن تصلي ركعتين، تصلي الرباعية ركعتين ؟؟؟؟؟؟؟ هذا القصر، أم الجمع فهو الجمع بين الظهر والعصر في السفر أو في المرض والجمع بين المغرب والعشاء في السفر والمرض هذا يسمى جميعاً، إذا صليت المغرب مع العشاء يسمى جمعاً، وإن صليت الظهر مع العصر يسمى جمعاً، أما إذا صليت الظهر ثنتين أو العصر ثنتين هذا يسمى قصراً، وفق الله الجميع.
 
23- في قريتنا رجل يحفظ القرآن الكريم كاملاً، ويؤم الناس في الصلاة، ولكنه يعمل بعض أعمال السحر، ويقول: إنها أعمال حب فقط - أي: جمع بين اثنين -، فهل تحل الصلاة وراءه، وإن لم يكن فهل ننصرف عنه إلى مسجد آخر
إذا عرف أنه يتعاطى السحر يجب أن يرفع أمره إلى المحكمة حتى يستتاب حتى تحكم المحكمة فيما يقتضيه الشرع المطهر، والصواب أنه أيضاً لا يستتاب بل يقتل، ولا يصلى خلفه، الساحر كافر، إذا ثبت السحر عند المحكمة فالمحكمة أعلم بحاله، ترفعوا أمره إلى المحكمة ولا تصلوا خلفه، واطلبوا من المسئولين في الأوقاف أن يعيِّنوا بدلاً منه من أهل الخير، ولا يجوز لكم الصلاة خلفه ولا تركه، بل يجب رفع أمره إلى المحكمة حتى تعمل ما يلزم من جهة استتابته من جهة إثبات سحره، والحكم عليه بما يقتضيه الحكم الشرعي، نسأل الله السلامة والعافية. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

504 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply