حلقة 887: الخصام الدائم مع الناس - إعطاء الأخ الفقير من الزكاة - الوصية بالثلث فقط - الجماعة تدرك بإدراك ركعة - صلاة الفريضة مرتين - صلاة الليل والنهار ركعتين ركعتين - حفظ الطيور والأسماك للزينة في المنزل - من تجاوز الميقات دون إحرام

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

37 / 50 محاضرة

حلقة 887: الخصام الدائم مع الناس - إعطاء الأخ الفقير من الزكاة - الوصية بالثلث فقط - الجماعة تدرك بإدراك ركعة - صلاة الفريضة مرتين - صلاة الليل والنهار ركعتين ركعتين - حفظ الطيور والأسماك للزينة في المنزل - من تجاوز الميقات دون إحرام

1- أنا ولله الحمد أصلي وأصوم، وقد أديت العمرة، ولكن مشكلتي أنني في خصام دائم مع أناس كثيرين، ومنهم أقرب الناس إليّ، فهل هذا الخصام يحبط أعمالي، وهل لا تقبل أعمالي الصالحة عند الله؟ وهل الدعاء الذي أدعو به لا يستجاب بسبب ذلكم الخصام؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإن الخصام والمنازعات التي بينك وبين الناس لا تحبط أعمالك والحمد لله، أعمالك على حالها ؟؟؟؟؟؟؟ إذا قبلها الله والخصام مع الناس والدعاوى لا تبطلها ولكن نوصيك بالحذر من المخاصمة بغير حق والنزاع بغير حق، أما إذا ظلمت وتعدي عليك فلك أن تخاصم وتطلب الحق عند المحكمة، بشرط أن تتحرى الحق ولا تقل إلا خيراً، أما أن تتعمد الباطل أو تأتي بشهود الزور فهذا حرام عليك ومعصية، ولكن لا يبطل أعمالك يكون نقصاً في إيمانك وضعفاً في إيمانك، فعليك أن تتحرى الحق ولا تخاصم بالباطل، وأن تجتهد في ترك الخصومات والتوبة إلى الله من ذلك، إلا إذا ابتليت وادعى عليك ناسٌ بغير حق، فلك أن تخاصمهم عند المحكمة حتى تبرئ نفسك ممن دعوك من الباطل.   
 
2- هل يجوز إعطاء الأخ جزءاً من الزكاة - زكاة المال - علماً بأنه موظف لكن دخله لا يكفي لأسرته؟
لا حرج في ذلك إذا كان الأخ أو العم أو الخال فقيراً ومرتبه ضعيفاً لا يقوم بحاله لا بأس أن يعطى من الزكاة، وهكذا ابن العم، أما الأب والأم لا والأولاد لا، يعطون من مال غير الزكاة، أما إذا كان الأخ ضعيفاً فقيراً، أو العم أو ابن العم أو ما أشبه ذلك من الأقارب فالصدقة فيهم من الزكاة صدقة وصلة، يعطون من الزكاة يكون فيها أجران، أجر الزكاة وأجر صلة الرحم والحمد لله. 
 
3- خالتي لم تلد، وكتبت لي شقة صغيرةً تملكها، وعندها بعض المال، ثم إنها كتبت لي توكيل بحيث يكون كل شيء لي بعد وفاتها، ولها أخوان وأخت، ثم إن أحوالهم متيسرة، ولهم أولاد، فهل علي ذنب إن أخذت ما أعطتني؟
إن كانت وصية فليس لك إلا الثلث فأقل والباقي للورثة، أما إذا أعطتك في حياتها عطية منجزة ثبتتها في حال صحتها وعدم مرضها صحة تامة، وثبت ذلك بالبينة الشرعية فلا بأس تكون عطية، أما ما أعطتك في حال المرض أو وصيةً لكِ، فليس لها إلا الثلث والباقي للورثة. جزاكم الله خيراً، وبالنسبة للتوكيل أيضاً لبقية التركة جزاكم الله خيراً؟ لا مانع من التوكيل توكل في ما أوصت به، والتركة لأهلها، لكن إذا كان له وصية بالثلث أو بالربع أو بأقل من ذلك، فلها أن توكل من الثقات من شاءت من الرجال أو النساء، من أقارب أو غيرها، الوكيل وكالة إذا ثبت فلا بأس، إذا كنت أهلاً للوكالة.   
 
4- هل إذا أدركت الإمام في التشهد الأخير أكون قد أدركت الجماعة؟
الجماعة لا تدرك إلا بركعة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة) فإذا لم تدرك إلا التشهد الأخير فقد فاتك فضل الجماعة، وعليك أن تبادر دائماً إن شاء الله إلى المسجد في أول الوقت حتى لا تفوتك الجماعة. 
 
5- إذا صليت فريضةً معينة في جماعتين، هل يجوز ذلك أو لا؟
الأولى هي الفريضة والثانية هي النافلة، إذا صليت الفريضة مع قوم ثم جاء آخرون وصليت معهم صارت الثانية نافلة والأولى هي الفريضة.
 
6- هل معنى أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى أن الأربع الركعات القبلية قبل الظهر أصليها على ركعتين ركعتين؟
نعم، يصليها ركعتين ركعتين في الليل والنهار، في الرواتب وغير الرواتب هذا السنة، لكن لو سرد في الوتر في الليل سرد ثلاثاً جميعاً أو خمساً جميعاً، أو سبعاً جميعاً، فلا بأس لكن كونه يصلي ثنتين ثنتين هذا هو الأفضل لقوله - صلى الله عليه وسلم -:(صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى) لكن ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أوتر بخمسٍ جميعاً، وبثلاثٍ جميعاً وبسبعٍ جميعاً سردها في بعض الأحيان لا بأس، لكن الأفضل دائماً ثنتين ثنتين، هذا هو الأفضل ثم يوتر بواحدة. 
 
7- هل تربية أسماك الزينة في حوض في المنزل، أو عصافير الزينة في المنزل جائز شرعاً، أم أنه لا يجوز؟
حفظ الطيور في المنزل إذا لم يهملها بل أكرمها وأحسن إليها، عصافير أو غير عصافير إذا أكرمها وأعطاها علفها فلا بأس، وإذا كان سمك جعله في بركة عنده فلا بأس. 
 
8- منذ خمس سنوات قدمت من العراق لأداء فريضة الحج بالطائرة، ولكن لم يكن معي إحرام، وعندما وصلت إلى مطار جدة اشتريت الإحرام ونويت الحج والعمرة معاً، هل يلزمني فدية لتجاوزي الميقات، وهل يمكن أن أفدي في بلدي؟
نعم، عليك ذبيحة تذبح في مكة للفقراء، ما هو في بلدك تذبح في مكة، وعليك التوبة إلى الله من ذلك، لا يجوز تجاوز الميقات إلا بإحرام، وأنت أخطأت تجاوزت بدونه، لو أحرمت في ثيابك، نويت العمرة كان عمرة أو حج ثم غيرت في جدة لا بأس، ويكون عليك فدية خاصة، فدية أقل من الذبيحة، فدية تطعم ستة مساكين، كل مسكين نصف صاع عن لبس الثياب، أو صيام ثلاثة أيام أو ذبح شاة مخير، إذا أحرم الإنسان في ثيابه، ما عنده محارم، جاء الميقات ما عنده إزار ورداء يحرم في قميصه، يكشف رأسه ويحرم قميص، وإذا وصل جدة يشتري ملابس الإحرام، ويلبس ملابس الإحرام ويزيل القميص، وعليه الكفارة، وهي مخيرة بين ثلاثة أمور إما صيام ثلاثة أيام في كل مكان، أو إطعام ستة مساكين لفقراء الحرم، أو ذبح شاة توزع لفقراء الحرم، أما الصيام ففي كل مكان، ولا يجوز له أن يتجاوز الميقات بغير إحرام، يحرم ؟؟؟؟؟؟؟؟ أو؟؟؟ إزار يحرم عليه ويكتفي به والحمد لله.   
 
9- عندي مبلغ من المال وأحفظه لأقوم بأي مشروع به، هل تجب الزكاة على هذا المال إذا حال عليه الحول؟
نعم، عليك الزكاة إذا حال عليه الحول حتى ؟؟؟؟؟؟؟ ما دام عندك لم تنفقه فعليك الزكاة إذا حال عليها الحول حتى تصرفه في مشروع في عمارة مسجد أو مدرسة أو تتصدق به على الفقراء أو نحو ذلك. 
 
10- هل يجوز أن أعطي أختي زكاة مالي التي لا دخل لها غير معاش والدي المتوفى؟
إذا كانت أختك مستقلة في بيتٍ وحدها عاجزة ما عندها ما يقوم بحالها لك أن تعطيها الزكاة، أما إذا كانت عندك في بيتك تنفق عليها فلا، لا تعطيها زكاة، هي غنية بنفقتك عليها، وإن أنفقت عليها من مالك وأعطيت الزكاة لغيرها فهذا أحسن وأحوط إذا كنت قادراً. 
 
11- إذا دخلت في صلاة الفرض أو صلاة النفل، وبعد تكبيرة الإحرام دخل رجل بجواري، هل تكون صلاتي جماعة، و إذا كانت صلاتي نفل فما هو الحكم أيضاً؟
نعم، يكون جماعة سواءٌ نفل أو فرض، إذا دخل معك واحد يكون عن يمينك وأنت الإمام ويكون لكما فضل الجماعة في الفرض والنفل. 
 
12- رضعت من خالتي دون أن يرضع معي أحد من أولادها، هل يصبح جميع أولادها إخوة لي إناثاً وذكوراً؟
إذا كان الرضاع في الحولين وأنت صغير لم تفطم في الحولين وكان اللبن لبن صحيح فلا بأس تكون ولداً لها، أما إذا كان مجرد ماء ما فيه لبن، ما يكون رضاع، لا بد تكون لبن، إذا درت عليك لبن وأنت في الحولين ما بعد فطمت خمس رضعات فأكثر تكون ولداً لها، وأخاً لأولادها للكبار والصغار، بهذا الشرط أن تكون صغيراً وأن تفطم، وأن تكون رضعت خمس رضعات، وأن يكون لبن صحيح ليس مجرد ماء؛ لأن بعض العجائز يكون عندها ماء ما ينفع يكون رضاع، إذا درت عليك لبن صحيحاً صارت أماً لك. 
 
13- هل لمس المرأة يبطل الوضوء؟
الصواب أنه لا يبطل الوضوء مطلقاً ولو كان بشهوة ولو كان بتلذذ ولو قبلة لزوجتك مثلاً، أو مسها الوضوء صحيح هذا الصواب، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ينتقض الوضوء إذا كان بشهوة، والصواب أنه لا ينتقض الوضوء بذلك فوضوئه صحيح؛ لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قبل بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ عليه الصلاة والسلام، وأما قوله تعالى: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فهذا المراد به الجماع في أصح قولي العلماء كما قاله ابن عباس وجماعة، المراد به الجماع، لامستم يعني جامعتم، الله يكني بالملامسة والمسيس عن الجماع سبحانه وتعالى، ولهذا قال قبل ذلك، أو جاء أحدٌ منكم من الغائط هذا الحدث الأصغر، وقوله أو لامستم النساء هذا الحدث الأكبر الجماع، أما مسها بقبلة أو بيدٍ فهذا لا ينقض الوضوء مطلقاً عن شهوة أو عن غير شهوة، لا ينقض الوضوء ووضوئه صحيح. .
 
14- نحن قُنَّاص للصقور، ويأتي علينا وقت نمشي فيه طويلاً، ووقت آخر نمكث عدة أيام، فهل يجوز لنا القصر أو الجمع، مع العلم بأننا نقصر وقت المكوث لعدة أيام، وأصدقائي يجمعون، فما هو توجيهكم؟
إذا كنتم مسافرين سفراً تقصر فيه الصلاة يعني سفر طويل يعني ثمانين كيلوا أو سبعين كيلوا من بلدكم أو ما يقارب ذلك، فأنتم مسافرون لكم القصر والجمع، إلا إذا عزمتم على الإقامة أكثر من أربعة أيام في المحل عزماً جازماً فإنكم تتمون تصلون أربعاً ولا تجمعون، إذا عزمتم على الإقامة أكثر من أربعة أيام في محل معين من أجل الصيد، أما إذا كنتم لا تجزمون، ما تدرون هل تقيمون يومين أو ثلاث أو أربع على حسب الصيد ما عندكم جزم، ولو أقمتم مدة طويلة ما عندكم جزم، فالسنة أنه لكم القصر والجمع أنتم بالخيار إن شئتم جمعتم وإن شئتم تركتم الجمع، وتركه أفضل إذا كنتم مقيمين جازمين، ترك الجمع أفضل، والصلاة في وقتها أفضل، وإن جمعتم فلا حرج ما دامت الإقامة أربعة أيام فأقل، أو غير مضمونة ما جزمتم عليها ولو طالت فلكم القصر والجمع جميعاً.
 
15- هل يجوز لنا التيمم إذا كان البحر قريباً منا، علماً بأن الماء الذي معنا مخصص للشرب والأكل؟
نعم، ليس لكم التيمم ما دام البحر قريب تتوضئوا من البحر، يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) فالبحر ماؤه طهور والحمد لله، ولو كان مالحاً، يلزمك الوضوء والغسل في الجنابة بماء البحر
 
16- نشاهد الكثير من الناس يكتبون لفظ الجلالة (الله) على جبين المولود بالكحل، فهل هذا جائز، وهل يجوز الاحتفال بالمولود بعد مرور سبعة أيام من ولادته، وهذا ما يسمونه بالسبوع؟
لا يجوز كتب أسماء الله على الولد ولا على غير الولد، ولا على الملابس ولا على الفرش تنزيهاً لاسم الله واحتراماً له. أما الاحتفال بالمولود يوم السابع بالعقيقة وأن تصنع وليمة من أجل العقيقة هذا مستحب، يصنعون عقيقة ويدعون من شاءوا من أقاربهم أو جيرانهم، ويأكلون ويطعمون سنة، عن الذكر ثنتان ذبيحتان من الغنم، وعن الأنثى واحدة يوم السابع أفضل، وإن ذبحوها بعد ذلك فلا بأس، ولكن يوم السابع أفضل، يأكلون ويطعمون، وإن وزعوها كلها أو بعضها فلا بأس. 
 
17- هل يجوز لبس الذهب للمرأة سواء قل أو كثر؟
الذهب مباح للنساء، فلها التحلي بالقليل والكثير ما دام جرت العادة بذلك، وإن اقتصدت ولم تتحلى إلا بالقليل فلا بأس، لكن لها أن تتحلى بما جرت به العادة وإن كثر، من أسورة وخواتم وأقرطة وقلائد كل هذا لا بأس، ينفعها في المستقبل وينفعها الورثة من بعدها لا يضر، لكن لا يكون في المباحات أو إسراف، تتحرى الشيء المناسب، تتحرى العادة الذي يلبسها أمثالها، هذا هو الأولى بها. 
 
18- نلاحظ كثيراً من الناس يعيشون على الدلالة، وكل ما يفعله هؤلاء الدلالون هو أن يوفق بين البائع والمشتري، على أن تكون عمولة للدلال كذا وكذا في المائة، فهل تجوز هذه المهنة، مع العلم بأن كثيراً من الدلالين يحلفون للبائع أو للمشتري بالكذب، حتى يوافق على تمام البيع، وبعض الدلالين يخفون العيب الذي يكون في الشيء المباع على المشتري لكي يتم البيع؟
الدلالة لا بأس بها، ويكون وكيل في بيع أرض فلان، بيت فلان وسيارة فلان ويأخذ أجرة لا بأس، لكن لا يجوز له أن يكذب ولا أن يغش البائع ولا أن يغش المشتري، حرامٌ عليه ينصح لهؤلاء ولهؤلاء، ولا يكتم العيب ولا يكذب على صاحب السلعة ويقول أن هذا حدها وهو يكذب لأجل مصلحة المشتري، المقصود أن عليه النصح والحذر من الكذب وإخفاء العيوب، وإذا فعل شيئاً من هذا فقد أثم وصار كسبه خبيثاً، لكن عليه أن يتقي الله وأن ينصح لهذا وهذا، للبائع والمشتري ويبرئ ذمته ولا يجوز له كتمان العيوب ولا الغش ولا الخيانة، ولا الكذب لا على المشتري ولا على البائع، هذا الواجب عليه أن ينصح لله ولعباد الله، وبذلك تكون مهنته لا بأس بها، ويكون أجره لا بأس به، أما متى غش الناس وخان الأمانة وكذب فقد تعاطى منكراً عظيماً نسأل الله العافية، وصارت دلالته فيها شرٌ كثير، ولم تطب له حلالاً بسبب غشه وخيانته وكذبه، نسأل الله العافية.  
 
19- ما الكفارة الواجبة على شهادة الزور، إذ أني شهدت وأنا في العمل حتى أبرئ أحد السائقين من حادث سيارة؟
عليك التوبة إلى الله وأن تبلغ أصحاب الحاجة أنك كاذب حتى يأخذوا حقهم، أو تغرم صاحب الحق حقه؛ لأنك ظلمت الناس بهذه الشهادة، فعليك التوبة إلى الله وعليك أن تبلغ أهل الحق حتى يعطوا حقهم، أو تغرم لهم الحق، لا بد من التوبة ولا بد من أداء الحق لمستحقه، نسأل الله العافية. 
 
20- هل يجوز لي أن أحج عن والدتي التي تبلغ من العمر سبعين عاماً وما زالت نشيطة؟
ليس لك أن تحج عنها إلا إذا عجزت لكبر السن ما دامت نشيطة تحج لنفسها والحمد لله.
 
21- ما مدى صحة دعاء ختم القرآن الكريم الموجود في بعض المصاحف، والذي نسمعه من بعض الأئمة في رمضان؟
لا بأس به، دعاء طيب لكن نسبته إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فيها نظر، لم أقف لها على الأصل، لكن هو دعاء طيب لا بأس به، إذا دعا به أو غيره من الدعاء لا بأس به. 
 
22- سمعت أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، سؤالي: يوجد لي قرابة، ولكن هؤلاء القرابة يسعون لي بالمضرة، وقد سعوا لي عدة مرات بالأذية، حتى أنهم عملوا لي السحر، هل أقاطعهم أم أصلهم؟
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخل الجنة قاطع رحم) قطيعة الرحم من الكبائر كبائر الذنوب وأسباب حرمان دخول الجنة، إلا إذا عفا الله عن صاحبها، فالقطيعة من المنكرات والمعاصي الكبيرة اتق الله ولا تقطعهم واصطلح معهم، ودعوى أنهم يسحرونك قد تكون هذه دعوى باطلة لا أساس لها، وقد تكون أوهاماً لا دليل عليها، فاتقِ الله وحاسب نفسك، وإذا تعدوا عليك فلك أن تسمح ولك أن تخاصمهم وتدعي عليهم عند المحكمة، ولا تقطع الرحم بمجرد الهواء أو الوساوس أو دعاوى لا أساس لها، فاتق الله وصل رحمك إلا إذا قطعوك وأبوك أن تأتيهم ولم يسمحوا لك فأنت معذور حينئذ، أما ما داموا لم يمنعوك فإنك تصلهم وتحسن إليهم ولو أنهم أساءوا إليك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها) وجاءه رجل فقال يا رسول الله: (إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل - المل يعني الرماد الحامي - ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) فالمؤمن يصل أرحامه وإن قطعوه ويحسن إليهم ويعالج الأمور إذا كان بينهم شحناء يعالجها بالحكمة، أو بتوسيط الأخيار الطيبين، ولا يستمر على القطيعة، يعالج الأمور، إذا كانوا على بدع ومعاصي ظاهرة ولم يتوبوا فلك أن تتركهم، ولك أن تهجرهم، أما من أجل الشحناء بينك وبينهم فعليك أن تعالجها بالحكمة والأسلوب الحسن، وتوسيط الأخيار حتى تزول الشحناء وحتى تحل محلها المحبة والصدق.   
 
23- إنها تحب الدعوة إلى الله، ولكنها تخشى إذا قامت إلى ذلك أن تصاب بالعين، إذ أنها لاحظت أن كثيراً من الناس قد أصيبوا بذلك، فأصبحوا يتكاسلون عن أداء العبادات، فما هو توجيه الشيخ؟
هذا من تثبيط الشيطان والعياذ بالله، عليها أن تقوم بالدعوة إلى الله إذا كان عندها علم عليها أن تقوم بالدعوة مثل الرجل، تعلم التعليم والإرشاد ولأقاربها وغيرهم، ترجوا ما عند الله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:(من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وأعظم من هذا قوله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وقوله سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ والرجل والمرأة إذا كان عندهما علم مشروع لهما الدعوة إلى الله، تبليغ الناس دين الله والصبر على ذلك، ولا تخشى العين ولا غير ذلك من الأوهام وطاعة الشيطان، فالعين أمرها بيد الله فتتوكل على الله وتسأل ربها العافية، والرجل كذلك يسأل ربه العافية ولا يحصل له إلا الخير إن شاء الله، عليه أن يتكل على الله ويعمل بالأسباب فسوف لا يرى إلا الخير، يقول صباحاً ومساءً: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ولا يضره شيء، وإذا أصبح أو أمسى يقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، ثلاث مرات صباح ومساء ولا يضره شيء، يتعاطى ما شرع الله، آية الكرسي بعد كل صلاة، يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة، يكرر السور الثلاث بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، كل هذا من أسباب العافية والسلامة، من شر العين وغيرها.   
 
24- تسأل عن معنى الصمد؟
الصمد فسر بمعنيين عند العلماء، أحدهما أنه لا جوف له، المصمد الذي لا جوف له، ليس من جنس المخلوقين، المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمد كما قال تعالى: (الصمد) وفسر الصمد بمعنى آخر، وهو أنه تصمدُ إليه الخلائق في حاجاتها، ترجوه وتسأله وتضرع إليه حاجاتها سبحانه، وهو الصمد لا جوف له، وهو الصمد ترفع إليه الحاجات جل وعلا: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ) ؟؟؟؟؟؟؟ المقصودين صمد؛ لأنه يقصد في طلب الحاجات، والله سبحانه هو الذي يقصد من جميع الخلائق لطلب الحاجة، هو سبحانه صمد لا يطعم ولا يحتاج إلى طعام ولا إلى شراب وليس من جنس المخلوقين يجوع أو يحتاج إلى كذا، بل هو الغني عن كل ما سواه، يُطعم ولا يَطعم سبحانه وتعالى. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

565 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply