<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة الممتحنة - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون | |
إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله | |
ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم | |
بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " </h1></p> | |
<p>يا أيها الذين | |
صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, لا تتخذوا عدوي وعدوكم خلصاء وأحباء, تفضون إليهم | |
بالمودة, فتخبرونهم بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم, وسائر المسلمين, وهم قد | |
كفروا بما جاءكم من الحق من الإيمان بالله ورسوله وما نزل عليه من القرآن, يخرجون | |
الرسول ويخرجونكم- أيها المؤمنون- من " مكة " لأنكم تصدقون بالله ربكم, | |
وتوحدونه, إن كنتم- أيها المؤمنون- هاجرتم مجاهدين في سبيلي, طالبين مرضاتي عنكم, | |
فلا توالوا أعدائي وأعداءكم, تفضون إليهم بالمودة سرا, وأنا أعلم بما أخفيتم وما | |
أظهرتم, ومن يفعل ذلك منكم فقد أخطأ طريق الحق والصواب, وضل عن قصد السبيل. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم | |
بالسوء وودوا لو تكفرون " </h1> | |
<p>إن يظفر بكم هؤلاء الذين تسرون إليكم بالمودة يكونوا حربا عليكم, | |
ويمدوا إليكم أيديهم بالقتل والسبي, وألسنتهم بالسب والشتم, وهم قد تمنوا- على كل | |
حال لو تكفرون مثلهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله | |
بما تعملون بصير " </h1> | |
<p>لن تنفعكم قراباتكم ولا أولادكم شيئا حين توالون الكفار من أجلهم, يوم | |
القيامة يفرق الله بينكم, فيدخل أهل طاعته الجنة, وأهل معصيته النار والله بما | |
تعملون بصير, لا يخفى عليه شيء من أقوالكم وأعمالكم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم | |
إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة | |
والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك | |
لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير " </h1> | |
<p>قد كانت لكم-أيها المؤمنون- قدوة حسنة في | |
إبراهيم عليه السلام والذين معه من المؤمنين, حين قالوا لقومهم الكافرين بالله: | |
إنا بريئون منكم ومما تعبدون من دون الله, كفرنا بكم, وأنكرنا ما أنتم عليه من | |
الكفر, وظهر بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ما دمتم على كفركم, حتى تؤمنوا | |
بالله وحده, لكن لا يدخل في الاقتداء استغفار إبراهيم لأبيه; فإن ذلك إنما كان قبل | |
أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدو لله, فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه, ولنا عليك | |
اعتمدنا, وإليك رجعنا بالتوبة, وإليك المرجع يوم القيامة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز | |
الحكيم " </h1> | |
<p>ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا بعذابك لنا | |
أو تسلط الكافرين علينا, فيقول الكفار: لو كان هؤلاء على حق, ما أصابهم هذا العذاب, | |
فيزدادوا كفرا, واستر علينا ذنوبنا بعفوك عنها ربنا, إنك أنت العزيز الذي لا | |
يغالب, الحكيم في أقواله وأفعاله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن | |
يتول فإن الله هو الغني الحميد " </h1> | |
<p>لقد كان لكم- أيها المؤمنون- في إبراهيم | |
عليه السلام والذين معه قدوة حميدة لمن يطمع في الخير من الله في الدنيا والآخرة, | |
ومن يعرض عما ندبه الله إليه من التأسي بأنبيائه, ويواال أعداء الله, فإن الله هو | |
الغني عن عباده, الحميد في ذاته وصفاته, المحمود على كل حال. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير | |
والله غفور رحيم " </h1> | |
<p>عسى الله أن يجعل بينكم- أيها المؤمنون- وبين الذين عاديتموهم من | |
أقاربكم من المشركين محبة بعد البغضاء, وألفة بعد الشحناء بانشراح صدورهم للإسلام, | |
والله قدير على كل شيء, والله غفور لعباده, رحيم بهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من | |
دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " </h1> | |
<p>لا ينهاكم الله -أيها المؤمنون- عن الذين لم | |
يقاتلوكم من الكفار بسبب الدين, وأخرجوكم من دياركم أن تكرموهم بالخير, وتعدلوا | |
فيهم بإحسانكم إليهم وبركم بهم إن الله يحب الذين يعدلون في أقوالهم وأفعالهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم | |
وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " </h1> | |
<p>إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم بسبب | |
الدين وأخرجوكم من دياركم, وعاونوا الكفار على إخراجكم أن تولوهم بالنصرة والمودة, | |
ومن يتخذهم أنصارا على المؤمنين وأحبابا, فأولئك هم الظالمون لأنفسهم, الخارجون عن | |
حدود الله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله | |
أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم | |
يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا | |
تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم | |
بينكم والله عليم حكيم " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, إذا جاءكم النساء المؤمنات | |
مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام, فاختبروهن. <br> | |
لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن مؤمنات بحسب ما يظهر | |
لكم من العلامات والبينات, فلا تردوهن إلى أزواجهن الكافرين, فالنساء المؤمنات لا | |
يحل لهن أن يتزوجن الكفار, ولا يحل الكفار أن يتزوجوا المؤمنات, وأعطوا أزواج | |
اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم | |
لهن مهورهن. <br> | |
ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم | |
اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا لهم ما أنفقوا من مهور نسائهم | |
المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم, ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم | |
به بينكم فلا تخالفوه. <br> | |
والله عليم لا يخفى عليه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت | |
أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون " </h1> | |
<p>وإن لحقت بعض زوجاتكم مرتدات بل الكفار, ولم | |
يعطكم الكفار مهورهن التي دفعتموها لهن, ثم ظفرتم بهؤلاء الكفار وانتصرتم عليهم, | |
فأعطوا الذين ذهبت أزواجهم من المسلمين من الغنائم أو غيرها مثل ما أعطوهن من | |
المهور قبل ذلك, وخافوا الله الذي أنتم به مؤمنون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله | |
شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن | |
وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم " </h1> | |
<p>يا أيها النبي إذا جاءك النساء المؤمنات بالله ورسوله يعاهدنك على ألا | |
يجعلن مع الله شريكا في عبادته, ولا يسرقن شيئا, ولا يزنين, ولا يقتلن أولادهن بعد | |
الؤلادة لو قبلها, ولا يلحقن بأزواجهن أولادا ليسوا منهم, ولا يخالفنك في معروف | |
تأمرهن به, فعاهدهن على ذلك, واطلب لهن المغفرة من الله. <br> | |
إن الله غفور لذنوب عباده التائبين, رحيم بهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من | |
الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " </h1> | |
<p>يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله, لا تتخذوا الذين غضب الله عليهم; | |
لكفرهم أصدقاء وأخلاء, قد يئسوا من ثواب الله في الآخرة, كما يئس الكفار | |
المقبورون, من رحمة الله في الآخرة. <br> | |
حين شاهدوا حقيقة الأمر, وعلموا علم اليقين أنهم لا نصيب لهم منها. </p> | |
<p> </p> | |
</div> |