الرد على من نفى التفريق بين السنة والشيعة - فضيلة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله


السؤال: ما تقولون في رجل قال: ليس هناك فرق بين سني وشيعي، بل كلهم مسلمون، وهو مفتٍ في إحدى ديار المسلمين؛ حيث أجريت معه مقابلة في إحدى المجلات منذ شهر، ويقول: حرام علينا أن نقول: هذا سني وهذا شيعي، فهل هذا الكلام لا بأس به؟ أو ماذا ترون فيه؟
 
الجواب: هذا الكلام فيه إجمال وخطأ، لأن الشيعة أقسام وليسوا قسماً واحداً، الشيعة أقسام، وقد ذكر الشهرستاني أنهم اثنتان وعشرون فرقة، فهم يختلفون، فيهم من بِدعتُه تكفِّره، وفيهم من بدعته لا تكفره، مع أنهم في الجملة مبتدعون، الشيعة في الجملة مبتدعون، وأدناهم من فضل علياً على الصدِّيق وعمر، قد أخطأ وخالف الصحابة؛ ولكن أخطرهم الرافضة أصحاب الخميني ، هؤلاء أخطرهم، وهكذا النصيرية أصحاب حافظ الأسد وجماعته في سوريا ، فـالباطنية التي في سوريا والباطنية التي في إيران والباطنية في الهند وهم الإسماعيلية، هذه الطوائف الثلاث هي أشدهم وأخطرهم، وهم كفرة، لأنهم والعياذ بالله يضمرون الشر للمسلمين، ويرون المسلمين أخطر عليهم من الكفرة، ويبغضون المسلمين أكثر من بغضهم للكفرة، ويرون أهل السنة حلٌ لهم دماءهم وأموالهم، وإن جاملوا في بعض المواضيع التي يجادلون فيها، ويرون أن أئمتهم يعلمون الغيب، وأنهم معصومون، ويُعبَدون من دون الله، كالاستغاثة بهم، والذبح والنذر لهم، هذا حالهم مع أئمتهم.
 
فـالرافضة الذين هم الطائفة الإثنا عشرية، ويقال لهم: الجعفرية، ويُقال لهم الآن: الخمينية ، الذين يدعون إلى الباطن من شر الطوائف، وهكذا طائفة النصيرية من شر الطوائف، وهكذا طائفة الإسماعيلية، هؤلاء باطنية، في الباطن يرون إمامة الصدِّيق وعمر وعثمان باطلة، ويرون الصحابة كفاراً مرتدين عن الإسلام إلا نفراً قليلاً مثل: علي، والحسن، والحسين، وعمار بن ياسر، واثنين أو ثلاثة أو أربعة من بقية الذين يرون أنهم يوالون علياً فقط، وأما بقية الصحابة فعندهم أنهم مرتدون قد خرجوا عن الإسلام وظلموا علياً، إلى غير هذا مما يقولون، نسأل الله العافية، مع ما عندهم من غلو في أهل البيت، ودعواهم أنهم يعلمون الغيب، وأن الواجب إمامتهم، وأن هذه الإمامات التي بعد علي وقبل علي كلها باطلة، وأن ما عندهم التي هي حق إلا ولاية علي والحسن فقط، وأما هذه الولايات التي من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا كلها باطلة عند الرافضة، نسأل الله السلامة.
 
المقصود: أن الشيعة أقسام، وليسوا قسماً واحداً، ومنهم الزيدية المعروفة في اليمن، هؤلاء عندهم التفضيل، ليسوا بالكفار إلا من عَبَدَ الأوثان منهم، وغلا في أهل البيت ودعاهم من دون الله، أما مجرد تفضيل علي على الصدِّيق وعمر لا يكون كفراً؛ ولكنه بدعة وخطأ، والواجب تفضيل الصدِّيق، ثم عمر، ثم عثمان على علي.
 
علي هو الرابع رضي الله عنه، هذا هو الحق الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فالذي يفضل علياً عليهم يكون قد أخطأ، ولا يكون كافراً، وإنما الكفار منهم الرافضة، والنصيرية، والإسماعيلية الذين يغلون في أهل البيت، ويعبدونهم من دون الله، ويرون أن ولايتهم جائزة، وأن أئمتهم يعلمون الغيب، إلى غير هذا مما يقولون، نسأل الله السلامة.