السؤال: سائل يسأل يقول هل يجوز يا شيخ أن أطلب من أي أحد من المسلمين أن يدعو لي، وهل هذا الطلب ينافي التوكل؟
الجواب: أبداً، يجوز، بل يشرع للمسلم إذا رأى من يغلب على ظنه أنه تُجاب دعوته أن يطلب منه أن يدعو له، في سورة يوسف: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ}، وذكر النووي في كتاب الأذكار باب استحباب طلب الدعاء من أهل الفضل قال: "وإن كان الطالب أفضل من المطلوب، والدعاء في المواضع الشريفة، يقول: إعلم أن الأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصر، وهو مجمع عليه".
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام طلب الدعاء مشروعٌ من كل مؤمن لكل مؤمن، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر لما استأذنه في العمرة: "لا تَنسَنا يا أُخيَّ مِن دعائِكَ"، يقول إن صح الحديث لأن فيه كلام لأهل العلم، وحتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر أن يطلب من أويسٍ القرني أن يستغفر له، وإن كان الطالب وهو عمر أفضل من أويس بكثير، وثبت.. يعني قصة أويس القرني ثبتت في الصحيح، النبي عليه الصلاة والسلام قال: "يقدُمُ عليكم شخصٌ من أهل اليمن يقال له أويس كان برّاً بأمه، فمن لقيه منكم فليطلب منه أن يستغفر له".
دل ذلك على أن طلب الاستغفار والدعاء من الرجل الصالح لا بأس به، لعل الله يجيب دعوته، والله أعلم.