القصيدة التوحيدية للشاعر الشيخ خليل حيدرية، أداء علي عماش الألمعي


القصيدة التوحيدية للشاعر خليل حيدرية

أَريحي الهوى يا أمَّ شَمْعٍ ومِشْعَل
على كلِّ قبرٍ دارسٍ أو مُجَلَّلِ

فلستُ بِراجٍ قبرَ مَنْ كنتُ زائراً
أقبرَ وَلِيٍّ كان أم قبرَ مُرْسَلِ

فَمَنْ يَرْجُ أو يَنْزِلْ بِمَيْتٍ فإنَّما
رَجائي بِحَيٍّ لا يموتُ ومَنْزِلي

فيا راجياً غَوْثَ الرِّفاعيِّ دَهْرَهُ
متى جاءَ غَوْثٌ مِنْ تُرابٍ وجَنْدَل

فلو كان غَيَّاثاً لما احتاجَ حُفْرَةً
تَقيهِ وُحوشاً إنْ تَنَلْ منهُ تَأكُلِ

فَدَعْ مَيِّتاً يحتاجُ لِلقبرِ واستغِثْ
بِحَيٍّ كريمٍ مُنْعِمٍ مُتَفَضِّل

ويا أيُّها الرّاجي حُسَيْناً لِكَرْبةٍ
أ ترجو لِكَرْبٍ مَنْ أُصيبَ بِكَرْبَل

فَلَوْلا حُسَينٌ كان يَمْلِكُ نَجْدَةً
لَأنْجَدَ نَفْساً منهُ في ضَنْكِ مَنْزِلِ

فَدَعْ كَرْبَلِيّاً واستَغِثْ بِمُهَيْمِنٍ
بِهِ الكَرْبُ يُمْحى والبَلِيّاتُ تَنْجَلي

ويا أيُّها الرّاجي عَلِيّاً لِقُوَّةٍ
أتَرجو القُوى مِمَّنْ تَقَوّى بِجَحْفَلِ

فلو كان يَسْتَغْني عنِ الجُنْدِ ساعةً
لما ظَلَّ يشكو منهمُ كلَّ تِنْبَلِ

فما لِعَلِيٍّ لَمْ يَلِ البَأْسَ وَحْدَهُ
وما لِعَلِيٍّ وَحْدَهُ الحربَ لَمْ يَل

وما لِعَلِيٍّ لَمْ يَقِ القتلَ نفسَهُ
بِعاقِبةٍ جارَتْ عليهِ بِمَقْتَلِ

فَخَلِّ ضعيفاً دونَ حولٍ وقُوَّةٍ
وبِاسْمِ القَوِيِّ الحقِّ سَبِّحْ وحَوْقِلِ

ويا راجياً عيسى لِرِزْقٍ ومَأْكَلٍ
متى كان عيسى فَيْضَ رِزْقٍ ومَأْكَلِ

فها هُوَ عيسى يسألُ اللهَ ربَّهُ
كما جاءَ في إنجيلِ عيسى المُنَزَّلِ

هُوَ القائلُ ارزقنا كَفافاً إلهَنا
فَما لَكَ عن رزّاق عيسى بِمَغْفَلِ

فَدَعْ سُؤْلَ عَبْدٍ ليس يَمْلِكُ رِزْقَهُ
وَأَمِّلْ بِرَبٍّ فوقَ سُؤْلِ المُؤَمِّلِ

وَيا مَنْ يُرَجّي المصطفى لِبَلائِهِ
لقد سِرْتَ ضِدَّ المصطفى فَتَمَهَّلِ

فَما المصطفى كَرْبَ العبادِ بِكاشفٍ
ولا المُصطفى حالَ الورى بِمُحَوِّلِ

فَلَوْ كانَ منهُ الأمرُ كانَ شَفى ابنَهُ
وألقى الهدى في قلبِ عَمٍّ مُضَلَّلِ

فلا تَدْعُوَنَّ المصطفى وَادْعُ قادراً
بِكافٍ ونونٍ مِنْهُ هَمُّكَ يَنْجَلي

هُوَ اللهُ رَبُّ الكونِ والكونُ عَبْدُهُ
فلا تَسْألَنَّ العبدَ واللهَ فَاسْألِ

هُوَ اللهُ مولانا لهُ المُلكُ وَحْدَهُ
وليسَ لِغَيْرِ اللهِ حَبَّةُ خَرْدَلِ