بسم الله الرحمن الرحيم
يتقطّع القلب حسرة بل حسرات عندما نقرأ ما تيسر من كتاب الله العزيز، ولا نعرف ما المراد بالآية أو الآيات التي نتلوها، ولا يتم التلذذ بما نقرأ من كتاب الله - تعالى - إلا إذا عرفنا تفسير ما نقرأ، ولذا يبكي أحد السلف إذا مرّ بهذه الآية (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) بالكسر.
أخي: هل سألت نفسك يوماً ما عن معنى (والعاديات ضبحاً * فالموريات قدحاً) أم أنك تقرأ ولا تدري ما المعنى؟ منذ الصبا ونحن نقرأ (فأثرن به نقعاً فوسطن به جمعاً) هل وقفنا على المراد والمعنى؟ كيف نرجو الخشوع والتلذذ بما نقرأ ونحن لم نقف يوماً على التفسير، أعتقد أن الوقوف على التفسير مطلب ملحّ، وسلف هذه الأمة من علماء التفسير اجتهدوا وأجادوا، وما عليك إلا أن تنهل من معينهم الذي لا ينضب..
أخي: ستدرك الفرق واضحاً بين تلاوتك السابقة للقرآن قبل الرجوع للتفسير، وتلاوتك بعد رجوعك إليه، وستستشعر حاجتك إلى هذا العلم، وستتحسر على أوقات مضت من عمرك لم ترجع فيها إلى التفسير، أتدري ما المراد بالنجم في قوله - تعالى -(والنجم والشجر يسجدان) إنه خلاف ما تتوقع فارجع إلى تفسيرها!!
نقرأ عن السلف وعن تلذذهم بالقرآن وخشوعهم عند تلاوته يحيون به ليلهم، فلا نجد ما يجدون، هل سألت نفسك عن سبب ذلك؟ من أسباب ذلك جهلنا بتفسير ما نقرأ، أخي: ضع لك برنامجاً يومياً تخصص فيه وقتاً للقراءة بالتفسير على مدى العام، وكن جادّاً ومتابعاً لنفسك في ذلك، ولا ينبغي أن يصرفك عنه أيّ صارف، وستحصد ما زرعت، وستقطف، وستجني ثماراً يانعة من أطايب الثمر بإذن الله - تعالى -، وأتمنى ألا تمرّ بآية من كتاب الله - تعالى - إلا وتعرف ما فيها من المعاني والأحكام والأسرار، وثق أخي أنك ستصل إلى مرادك، واحرص في البداية على التفاسير الميسرة والواضحة في أسلوبها وأرشح تفسير الشيخ العلامة / ابن سعدي - رحمه الله تعالى - ففيه إيضاح عجيب وأسلوب بديع.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد