درر وفوائد من سلسلة دروس (مدخل لدراسة العلل) للشيخ حاتم العوني


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسانٍ, إلى يوم الدين..أمّا بعد:

ففي يوم السبت 20-5-1427هـ.... بدأت دورة العلل للشيخ الشريف حاتم العوني (- حفظه الله -)، وكانت في خمس مجالس كل مجلس يتراوح بين الساعة والنصف إلى الساعتين، وكانت مشحونةً بالفوائد والدرر. فجزى الله الشيخ حاتم خير الجزاء على جهوده المباركة.

 

وهذه فوائد انتخبتها لألفت عناية الأخوة إلى هذه الأشرطة والاستماع إليها:

1- قال الجاحظ في كتاب (العثمانية) وهو مهم لطلبة العلم الشرعي وفيه فوائد حديثية قد لا توجد في كتب المصطلح كلها: ومتى ادعينا ضعف حديث وفساده فاتهمتم رأينا وخفتم ميلنا أو غلطنا فاعترضوا صناع الحديث وأصحاب الأثر فإن عندهم الشفاء فيما تنازعنا فيه والعلم بما التبس علينا منه، وقد أنصف كل الإنصاف من دعاكم إلى المقنع مع قرب داره وقلة جوره، وأصحاب الأثر من شأنهم رواية كل ما صح عندهم عليهم كان أو لهم. اهـ

 

2- جملة كتب مهمة في علم (العلل):

كتب العلل النظري:

منها: كتاب العلل الصغير للترمذي وشرحه لابن رجب، كتاب الحاكم معرفة علوم الحديث إلى الكتب المتأخرة كمقدمة ابن الصلاح في مبحث الحديث المعل.

من المعاصرين:

الحديث المعل لخليل ملا خاطر.

مقاييس نقد المتون مسفر الدميني.

الحديث المعلول حمزة المليباري.

قواعد العلل وقرائن الترجيح عادل الزرقي.

العلة وأجناسها لمصطفى باحو. وهذا من أجود ما كُتب في علم العلل.

 

مقدمة الدكتور همام سعيد لتحقيقه لشرح العلل. وهي مقدمة متميزة من أوائل الدراسات العصرية لعلم العلل.

مقدمة تحقيق العلل لابن أبي حاتم. بإشراف الشيخين سعد الحميّد وخالد الجريسي وفيها مقدمة مهمة.

منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث. بشير علي عمر.

منهج الإمام أحمد في التعليل. أبو بكر كافي.

منهج الإمام أحمد في التعليل. جامعة أم القرى رسالة علمية. عيسى المسمري.

علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام. إبراهيم الصدّيق الغماري.

 

3-كتب في نقد العلل من الصحابة:

أ-جزء حديثي (ما ردته عائشة على الصحابة)لأبي منصور البغدادي. ت: محمد عزيز شمس.

ب-الزركشي. إجابة ما استدركته عائشة على الصحابة.

 

4- منهج التعليل يكاد يكون ملامحه واضحة في زمن أتباع التابعين، وخصوصاً في عصر شعبة بن الحجاج.

 

5- تميزت مدرسة التعليل في البصرة بسبب كثرة الروايات في البصرة فتنوعت أسباب الوهم والخطأ في روايات البصرة فزادت قواعد التعليل عند أهل البصرة.

 

6- طبقات علماء العلل:

أ- شعبة بن الحجاج.

ب- عبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطّان.

ت- أحمد وعلي المديني ويحيى بن معين والفلاّس.

ث- أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري ومسلم والدارمي.

ج- أبو داود والبزّار ويعقوب بن شيبة.

ح- ابن خزيمة ومسلم والعقيلي وابن أبي حاتم.

خ- الدارقطني(وقف عنده) وابن حبّان وابن عدي.

د- الحاكم.

ثم أصبح شأن العلماء أن يفهموا كلام هؤلاء الأعلام.

7-كتاب محمد بن سيرين في تعبير الرؤى لا يصح نسبته إليه.

8-كتاب اللكنوي، من أجود الكتب التي استفدتها أيام بدايات الطلب فينبغي أن يُحمد لمؤلفه ومحققه، وكتاب العبد اللطيف في حقيقته إعادة ترتيب لكتاب اللكنوي(الرفع والتكميل)، وكتاب الشيخ إبراهيم اللاحم ممتاز.. من الكتب الممتازة. (محادثة جانبية بين الشيخ وأحد الطلبة بعد الدرس).

9-مقدمة علي المديني في العلل في غاية النفاسة وتتكلم عن ما تدور حوله الأسانيد..

10-كتاب العلل لعلي بن المديني لها عدة روايات لكن أشهرها رواية ابن البراء وهو الوحيدة التي وصلتنا، لكن ابن كثير أكثر في النقل من روايات أخرى في مسند الفاروق، وفيها أهمية كبرى لاستكمال تصورنا عن تعليل علي المديني.

11-للإمام أحمد عدة كتب جمعها تلاميذه:

أ-العلل ومعرفة الرجال برواية ابنه عبدالله.

ب-العلل ومعرفة الرجال برواية المروذي والميموني وصالح. في مجلد واحد.

ج-يكثر كلام الإمام أحمد في ثنايا مسائله الفقهية. مثل: مسائل ابن هانئ ومسائل صالح ومسائل الكوسج ومسائل الكرماني وسؤالات أبي داود ومسائل الخلاّل فجمع مسائل العلل في ثلاثة مجلدات وهو مفقود، ويوجد منتخبه لابن قدامة ولم يصل من المنتخب إلا قطعة صغيرة طُبعت منه قطعة ولم تُطبع قطعة منه، وفيه من العبارات والمسائل التعليلية التي لا نجدها في غيره ولا نجد في غيره ما نغني عنه.

12-يحيى بن معين له كتب ليست من تأليفه لكنها من جمع تلاميذه وكلها مطبوعة.

وهناك رسالة ماجستير (الأحاديث التي أعلها يحيى بن معين بعلل خفية) للأخ هشام الحلاّف. من جامعة الإمام.

13-البخاري أودع علمه الجم في العلل في (التاريخ الكبير).

وتضمن الكتاب أربعة علوم مهمة:

أ- التعريف بالرواة. وهو الغرض الرئيسي من تأليف الكتاب.

ب- بيان مراتبهم من الجرح والتعديل. ولم يكن غرضه الرئيسي من تأليف الكتاب.

ت- علم المراسيل. سماعاً وإرسالاً.

ث- علم العلل.

وله في التاريخ الكبير من التعليلات الشيء العجيب ولا يزال بحاجة إلى خدمة من ناحية بيان مقاصد البخاري في كتاب التاريخ الكبير.

14-(الناسخ والمنسوخ)لأبي بكر الأثرم. وهو مليء بذكر علل الحديث وليس خاصاً بالناسخ والمنسوخ.

15-الإمام مسلم:

له (كتاب التمييز) وهو مهم جداً. وقد نقل البيهقي في السنن الكبرى من الجزء المفقود من كتاب التمييز وأيضاً (فتح البارئ) لابن رجب.

16-يعقوب بن شيبة:

وله المسند المعلل ويسميه العلماء (المسند الفحل) لقوة الكتاب، وتوفي ولم يتمّه، ولم يبق من الكتاب إلا قطعتين:

أ- قطعة طُبعت وهي مسند عمر بن الخطّاب.

ب- قطعة وهي المنتخب من المسند ولم يُطبع.

17-أبو داود:

أ- سؤالات الآجري.

ب- كتاب المراسيل. وفائدته في التعليل: أنه لو اختُلف في حديث للزهري وصلاً وإرسالاً فأخرجه أبوداود في المراسيل فإنه يعني أن رواية الزهري صحت مرسلة لا متصلة من طريق الزهري.

ت- رسالة أبو داود لأهل مكة.

18-كيف نكّون ملكة فهم العلل؟

أ- التمكن من قواعد القبول والرد النظرية التي هي علوم الحديث.

ب- التمكن مع باب معين من أبواب الحديث وهو علم الجرح والتعديل.

ت- قراءة كتب العلل بتمعّن. تأخذ علل الدارقطني وتقرأ فيه وتقف مع كل حديث وما هو سبب ترجيح الدارقطني وكيف توصل إلى ذلك وماهي وسائل الترجيح التي أعانته إلى الخروج بمثل هذه النتيجة.

19-طبعة علل الترمذي لم تُخدم الخدمة الكافية، فطبعة السامرائي أجود من حيث النص لا من حيث التخريج المختصر للأحاديث.

20-مشاريع معينة حال القراءة في كتب العلل:

أ- حاول أن تنظر في الأحاديث التي وقع فيها اختلاف بين العلماء في التعليل. مثل: كتاب العلل لابن أبي حاتم عندما يختلف مع أبو زرعة. وهذا مهمٌ جداً.

ب-أن تحاول أن تستنبط قرائن الترجيح في كلام العلماء. مثل: لأنه رواه عدد. وهو فقه العلل.

ج-أوهام المقبولين من ثقات وغيرهم وهذه مهمة جداً.

21-دراسة علة حديث معيّن:

أ-جمع طرق الحديث. الذي هو علم التخريج.

ب-ملاحظة الفروق بين الروايات.

ج-توزيع الأسانيد وتقسيمها على تلك الأوجه والاختلافات. مثلاً الحديث اخُتلف في لفظة: منهم من زادها ومنهم من نقصها.. تُجمع تحت تقسيم معين. فهذا يعين على تصور طبيعة الاختلاف.

د-تحديد ملتقى الأسانيد عموماً وتحديد ملتقى كل فرقٍ, منها. وهو الذي يعبر عنه العلماء(مدار الحديث).

هـ- عرض الطرق عرضاً كاملاً، إما عن طريق فرشها على طريقة الدارقطني في علله. أو عن طريق مشجرات.

و-محاولة التأمل والتحليل لأسباب الاختلاف. وهناك أربعة صور للخلاف لا خامس لها:

-أن تكون هذه الأوجه روايات متعددة كلها صحيحة.

-أن لا يصح من هذه الأوجه إلا وجه واحد والباقي خطأ.

-أن يكون عدد منها صحيح وعدد منها خطأ.

-أن يصل اضطرابها واختلافها إلى درجة لا يستطيع الناقد أن يرجح.

 

ز-مرحلة التحليل والتأمل السابقة تحتاج إلى ثلاثة أمور:

1- علم الجرح والتعديل وبيان أعيان الرواة.

2-ملاحظة اختلاف الروايات ومحاولة تفسير أسباب الوهم.

3-النظر في أحكام النقّاد وتعليلاتهم إن وُجدت.

22-قاعدة مهمة في التعليل:

إذا اتحد مخرج الحديث فالأصل عدم تعدد الوجوه الصحيحة إلا بدليل.

ويُلحق بهذه القاعدة:

كلما نزلت طبقة مخرج الحديث في الإسناد كلما كان القول بعدم صحة تعدد الأوجه أقوى.

23-مناقشة كلام ابن رجب (- رحمه الله -) في ادعّاءه الخلاف المنهجي في التعليل بين الدارقطني وعلي المديني: ص729-730ط. نور الدين عتر.

24-ملاحظة على منهج الإمام الألباني في التعليل:

الرابط الصوتي في المرفقات.

25-ذكر أسباب العلة الخفية:

أ- بعمد: كالتدليس.

ب- بغير عمد:

ضبط صدر:

1- نسيان الحديث بالكلّية.

وهذا قسمان:

أ-حديث واحد فقط.

ب-نسيان أغلب حديثه وهذا يقع كثيراً مع المختلط.

2-سوء التلقي: لم يتقن حديثه عند سماعهº فلم يكن حازماً أثناء التلقي كأن سمعه حال المذاكرة.

3-حفظ ثم خلّط بسبب عدم تعهد المحفوظ أو ضعف الذاكرة أو البدعة.

4-الرواية بالمعنى لمن لا يحسن الاختصار في الحديث المعيّن أو الأحاديث عامة.

5-التساهل في الرواية: فيتساهل المحدّث أثناء تحديثه حال المذاكرة.

ضبط كتاب:

1-عدم الإفادة من ضبط الكتاب: إما لفقده أو عدم حضوره أو عمي بعد أن كان مبصراً.

2-أن لا يكون الكتاب صالحاً للإفادة: كأن يكون الكتاب غير مضبوط.

3-أن يقرأ على الكتاب ما يجعله غير صالحٍ, للإفادةº كأن يعيره أحد أقرانه فيحرّفه.

4-نقص أو ضعف الاستفادة من الكتاب كما ينبغي.

26-الأدلة والقرائن التي يُبنى عليها التعليل:

1- الأصل عدم اجتماع الأشخاص على وجهٍ, واحد في الوهم:

يقابل ذلك أن المنفرد المخالف واهمº ومن هنا كانت قرينة العدد من قرائن الترجيح.

2- ما يصعب حفظه أولى أن يكون صواباً، ما يسهل حفظه أولى أن تذهب الأوهام إليه. وصورته: سلوك الجادة بأن تكون هناك أسانيد مشهورة مثل ثابت عن أنس، قال أحمد: أهل مكة إذا أخطأوا قالوا ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة إذا أخطأوا قالوا ثابت عن أنس. يتفرع عليه قاعدة أخرى: وجود الاسم الغريب في السند يدل على حفظ راويهº لأن غرابة الاسم تقتضي نسيانه فدلّ حفظ الراوي على إتقانه.

3- قيام الدليل على ضبط الراوي لجزء من الحديث مما أخطأ فيه غيره يشهد لصحة الجزء الذي لا نجد دليلاً على ضبطه فيه والعكس بالعكس. مثاله: ذكره الدارقطني في العلل.

4- الأحفظ في عموم رواياته أولى من الذي أقل حفظاً منه.

5- وجود سببٍ, لقوة الحفظ يقدّم الرواية على ما لايوجد فيه ذلك السبب: كأن يكون الراوي قد حضر قصة الواقعة فهذا أقوى في ضبطه ممن لم يشهد الحادثة أو أن يكون الراوي من أهل بيت شيخه أو أن يكون تابعي معين له عناية واختصاص ببعض أبواب المعتقد على سبيل المثال.

6- المحفوظ أدوم على وجهٍ, واحد من الوهم: فدوام الراوي على وجهٍ, واحد في النقل يدل على ضبطه وإتقانه.

7- الأصل عدم وهم الراوي المقبول ولا يخُرج عن هذا الأصل إلا بدليلٍ, أقوى.

هذا آخر ما تيسر من الفوائد التي قيّدتها من هذه الدورة المباركة، وما تركته أكثر منها فدونكم الأشرطة.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply