مارية القبطية


 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

 

هي مارية بنت شمعون المصرية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم ولده إبراهيم، أسلمت على يدي حاطـب بن أبي بلتعة وهو قادم بها من مصر الى المدينـة ، وكانت -رضي الله عنها- بيضاء جميلة ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطؤها بملك اليمين ، وضرب عليها الحجاب..





أهداها له المقوقس القبطي ملك الإسكندرية ومصر سنة 7هـ ومعها أختها سيرين وألف مثقال ذهباً وعشرين ثوباً , وبغلته دُلدُل وشيخ كبير خصي يقال له: مابور. وأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية وحسنها فاكتفى بها وأهدى أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت فأنجبت له ولده عبد الرحمن بن حسان.


أسلمت هي وأختها وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أول قدومها في منزل لحارثة بن النعمان, فاشتدت غيرة السيدة عائشة منها فتقول: ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية وذلك أنها كانت جميلة جعدة بيضاء. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة الليل والنهار عندها, فجزعت, فنقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العالية، فكان يذهب إليها هناك فكان ذلك أشد علينا، ثم رزقه الله منها الولد وحُرمناه منه.



ولقد سعدت مارية أن تهب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الولد من بعد خديجة التي لم يبقَ من أولادها سوى فاطمة -رضي الله عنها- ، ولكن هذه السعادة لم تُطل سوى أقل من عامين ، حيث قدّر الله تعالى أن لا يكون رسوله -صلى الله عليه وسلم- أباً لأحد ، فتوفى الله تعالى إبراهيم ، وبقيت أمه من بعده ثكلى أبَد الحياة .




فقد مَرِض إبراهيم وطار فؤاد أمه ، فأرسلت إلى أختها لتقوم معها بتمريضه.. مضت الأيام والطفل لم تظهر عليه بوارق الشفاء ، وأرسلت الى أبيه ، فجاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليرى ولده ، وجاد إبراهيم بأنفاسه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَدَمِعَت عيناه وقال : ( تَدمَع العين ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا ، والله يا إبراهيم ، إنا بك لَمَحزونون )




قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- : ( إنّكم ستفتحون مِصـر ، وهي أرض يُسمّى فيها القيـراط ، فإذا فتحتوها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورَحِماً )  (((وقد حفظ الصحابة ذلك فراح الحسن بن علي -رضي الله عنهما- يكلّم معاوية بن أبي سفيان لأهل ( حفن ) -بلد مارية- فوضع عنهم خراج... و عندما أتى عبادة بن الصامت مصر فاتحاً ، بحث عن قرية مارية ، وسأل عن موضع بيتها ، فبنى به مسجداً )))


وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقيت مارية على العهد إلى أن توفاها الله في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في شهر محرم سنة ست عشرة (((رضي الله عنها وأرضاها )))

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply