مسؤولية آل البيت


 



الشجــــرة الزكيــــة
في الأنساب
وسير آل بيت النبوة



تأليف
اللواء الركن السيد يوسف بن عبدالله جمل الليل




مكتبة مكتبة
جُل المعرفة التوبة

من ص 9 إلى ص 11

 

 


تنبيــــه

أعلم أنه يتأكد في حق الناس عامة وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة رعاية هذه الأمور :


1) الاعتناء بتحصيل العلوم الشرعية وآدابها وآداب العلماء فإنه لا فائدة في نسب من غير علم .


2) ترك الفخر بالآباء وعدم التعويل عليهم من غير اكتساب العلوم الدينية . فقد قال الله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . وفي الصحيحين قبل : يا رسول الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة إلا عن أعمالكم ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . رواه مسلم من جملة حديث : ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) .


ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته على تقوى الله وخشيته ، وأن لا يؤثروا الدنيا على الآخرة اغتراراً بأنسابهم ، وأن أولياؤه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة المتقون من كانوا وحيث كانوا .


3) تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لأنهم خير الأمم قال الله تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس) الآية . وخير قرون هذه الأمة ما جاء في الحديث المتفق على صحته : (خير القرون قرني ) . وقد جاءت الأحاديث الدالة على فضلهم وكمالهم ووجوب محبتهم وبراءتهم من النقائض والجهالات . عمن أراد توفيقه وهدايته ما تولى عليه المحن والغبون والفتون . فاحذر أن تكون إلا مع السواد الأعظم من هذه الأمة أهل السنة والجماعة، وحاذر أن تتخلف مع أولئك المتخلفين عن الكمالات إخوان الهوى والبدع والضلال والجهالات . فلا ينفعك حينئذ نسب وربما سلبت الإسلام .


4) أعلم أن ما أصيب به الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في يوم عاشوراء إنما هو الشهادة الدالة على حظورته ورفعته ودرجته عند الله. فمن ذكر ذلك اليوم مصابه لا ينبغي أن يشتغل إلا بالاسترجاع امتثالا لقول الله عز من قائل : ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون) . ويجب أن يشتغل ببدع الرافضة ونحوهم من الندب والنياحة والحزن ، إذ ليس ذلك من أخلاق المؤمنين . وإلا كان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم أولى بذلك وأحرى . أو ببدع الناصبة المتعصبين على أهل البيت من إظهار الفرح والسرور وإظهار الزينة فيه . فصار هؤلاء لجهلهم يتخزونه موسماً ، وأولئك لرفضهم يتخزونه مأتماً ، وكلاهما مخطئ ومخالف للسنة .


5) إن الغيرة على ضبط هذا النسب الشريف من أولى العلم والفضل أو ممن ينتسبون إليه وضبطه حتى لا ينتسب إليه صلى الله عليه وسلم أحد إلا بحق . وروى الإمام البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه، وهو يعلمه إلا كفر ، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم فليتبوأ مقعده من النار) . وروى الإمام مسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم : ( من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) .


لم تزل أنساب أهل البيت النبوي مضبوطة على تطاول الأيام، وأحسبهم التي بها يتميزون محفوظة بتصحيحها في كل زمان، وحفظ تفصيلها في كل أوان وخصوصاً أنساب الطالبين والمطلبين ومن ثم وقع الاصطلاح على اختصاص الذرية الطاهرة ببني فاطمة الزهراء : (الحسن والحسين ) من بين ذوي الشرف.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply