مسائل التكفير من المسائل العظام


بسم الله الرحمن الرحيم




* الكثير من الشباب يخوض في مسائل التكفير بغير علم، فمن له الحق في التكفير وما هي شروط التكفير وموانعه؟

- مسائل التكفير من المسائل العظام التي لم يكلف بها عامة الناس والواجب الحذر من الخوض فيهاº فإن من خاض فيها وهو ليس بأهل لها فقد زلت قدمه، والأمر خطير يمس دين المرء والتساهل فيه أمارة خذلان والعياذ بالله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امريء قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) أخرجه مسلم. فالأمر خطير والإنسان يجب عليه الحذر من زلات اللسان فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سأله معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، أنحن مؤاخذون بما نتكلم به، أجابه - صلى الله عليه وسلم -: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).



فالحذر..الحذر..من الولوج في هذا الباب، وأنا أنصح إخواني طلاب العلم بالحرص على طلب العلم النافع والتدرج في ذلك فيحرصون على تعلم التوحيد وتحقيقه والحذر من ضده، ثم المسائل الفقهية الأهم فالمهم وهكذا، وألا يكون هم الواحد منهم النظر في المسائل المشكلة والقفز إليها والقراءة فيها فيظن أنه أدرك وهو مخطئ لأنه لا أساس علمي راسخ يبني عليه ما قرأ ونظر فيه، ومن أساسيات العلم والتعلم الصبر والمصابرة في طلب العلم، فإن العلم لا يأتي بسرعة بل بمرور الوقت مع الجد في طلبه وسؤال الله التوفيق، والصحابة - رضي الله عنهم - كان الواحد منهم ربما جلس ثماني سنين في سورة واحدة يتعلمها وهم من عاصروا التنزيل وصحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما الشأن بمن هم دونهم بكثير كثير، أسأل الله العفو والعافية لي ولجميع إخواني المسلمين.



حكم قتل المعاهد

* ما حكم محاولة قتل بعض الجنسيات من أهل العهد والذمة؟

- قتل المعاهد، حال عهده، محرم ومن كبائر الذنوب، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة). والواجب الحذر والتبصر في الأمور، والانطلاق من نصوص الكتاب والسنة والالتزام بهما وعدم التسرع وأخذ الفتاوى من غير أهله. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.



هذه أصول الخوارج

* هل الخروج على ولاة الأمر وتحريض الشباب وتهيجهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

- الخروج على ولي أمر المسلمين منكر يجب على المستطيع أن يغيره على حسب علمه وقدرته، وعد الخروج على الولاة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من أصول الخوارج وقانا الله شرهم.



نصيحة لطالب العلم

* كلمة توجيهية لطالب العلم وإيضاح المطلوب منه في الأوضاع الراهنة ؟

- سبق أن ذكرنا، أن النصيحة لطالب العلم هي الجد في طلب العلم، ومراعاة التدرج، والبعد عن المشكلات، والصبر على هذا الطريق، والتلقي عن الثقات الأمناء، فإن هذا العلم دين فلينظر طالب العلم عمن يأخذ دينه، وليكن في ذلك كله حسن النية والقصد متقربا إلى الله - عز وجل - بهذا العمل فإنه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وليكثر الدعاء والضراعة بين يدي ربه - عز وجل - يسأله التوفيق والإعانة والعمل بما علم، فإن ذلك أحرى للانتفاع بالعلم.

أسأل الله للجميع التوفيق والهداية والحرص على اتباع الكتاب والسنة في كل دقيق وجليل إنه - سبحانه - قريب مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



ربط الدعوة السلفية بالإرهاب باطل ظاهر البطلان

* هناك محاول لربط العمليات الإرهابية بالدعوة السلفية؟ فما حقيقة الدعوة السلفية؟

- الدعوة السلفية إنما هي دعوة لتجديد الدين وإزالة ما علق به من بدع وخرافات أدخلها الجاهلون أو المفسدون، وأساس الدعوة السلفية الحقة هو العودة إلى الكتاب والسنة والأخذ منهما وفق ما فهمه سلف هذه الأمة، وأما ربط العمليات الإرهابية التي يقصد بها الإفساد في الأرض، بهذه الدعوة فهذا باطل ظاهر البطلان، إذ أن الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة واضح بين في إنكار هذه الجرائم وتحريمها، وما دعاة السلفية إلا متبعين وملتزمين بما جاء في القرآن والسنة، فهذه التهم إنما يقصد منها تشويه الدعوة الحق وقلب الحقائق وضرب أهل الإسلام بعضهم ببعض، وتشجيع البدع والخرافات التي تبعد أهل الإسلام عن دينهم، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [يوسف: 21].



الاستحمام بالماء المقروء فيه

* بعض الناس يقرؤون القرآن على الماء ثم يستحمون به في الحمام فما حكم ذلك؟

- الاستحمام بهذا الماء خارج الحمام هو الأولى والأكمل محافظة على حرمة القرآن.



تابة القرآن بالزعفران ثم غسله وشربه

* قرأت في كتيب أنه لا يجوز أن يقرأ الإنسان على ورق أو طبق ويغتسل به ويشرب للاعتقاد أنه يشفيه، فهل يجوز أن يقرأ القرآن في الماء للشرب أم أن تلكم الكيفية غير جائزة أيضا؟

- كتابة القرآن في طبق بمادة كالزعفران مثلا ثم غسله بماء وشربه هذا لا مانع منه، أفتى به بعض السلف، يكتبون في الطبق آيات من القرآن وأدعية من المأثور من سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيغسلون ذلك بماء ويشربونه فهذا لا مانع منه، وكذلك القراءة في الماء وشرب ذلك الماء المقروءة فيه أيضا لا مانع فيه.



حم صياغة الذهب

* ما حكم الشرع في مهنة صياغة الذهب جملة وتفصيلا؟

- صياغة الذهب وبيع الذهب وضرب الذهب لا مانع منها، هي من المهن التي يحتاج الناس إليها ولا أحد يستطيع أن يمنع الناس منها، بل ما زال الصاغة موجودين في عهد نبينا - صلى الله عليه وسلم - وعهد خلفائنا الراشدين على قدرهم، المهم ليس الصياغة، المهم ما يتعامل به الصاغة فإن تعاملوا بشرع الله ووافقوا أمر الله ووقفوا عند حدود الله فلا مانع وتلك حرفة من الحرف ومهنة من المهن، ولا مانع منها، إذا لم تخالف شرع الله، وجميع المهن والحرف لا يعاب أهلها، العيب فيما فيه مخالفة للشرع فالأمور المحرمة مصانع الخمور والعياذ بالله، الأمور المحرمة شرعا هذه ممنوعة، وأما الأمور المباحة فلا مانع منها، وصياغة الذهب وضرب الذهب لا مانع منه المهم التزامهم شرع الله في بيعهم وشرائهم وأن يتعلموا من شرع الله ما يصحح معاملاتهم.



أبرز أسباب الغلو في الدين

* ما هي أبرز أسباب الغلو في الدين؟ وكيف نعالج مشكلة الغلو في الدين؟

- أسباب الغلو في الدين كثيرة، وترجع في غالبها إلى الجهل، واتباع الهوى، فالجهل يسهل اقتياده، فإن قاده شخص إلى الغلو في الدين انقاد وإن قاده إلى الجفاء عن الدين انقادº فليس له علم يحصنه، ويعرف به الحق من الباطل.

وعلاج هذا بالعلم، فيؤمر بطلب العلم على العلماء الإثبات وأخذ العلم من مصادرهº وبهذا ينجو من طرفي الضلالة.

أما صاحب الهوى فهذا في الغالب يعرف الحق لكن لا يسلكه لهوى في نفسه والله - تعالى -يقول: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [القصص: 50] وهذا لا حيلة فيه إلا بالموعظة وتذكيره بالله - عز وجل - وتخويفه من عقابه ودعاء الله له أن يصلح حاله وأن يرزقه اتباع الحق حيث علمه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply