بسم الله الرحمن الرحيم
تعلم العربية، ودراسة السنة النبوية من اللوزام الأساسية لتعلم القرآن الكريم.
من الوسائل المعينة على حفظ كتاب الله: استجماع الهمة، وصدق العزيمة مع تقوى الله.
إذا كان العمل هو لب التعامل مع القرآن الكريمº فالفهم مفتاح ذلك العمل.
القرآن خاتمة الكتب السماوية، فهو مطبوع بطابع الكمال والتمام، ومتوج بتاج النور الذي لا يرام \"كتابٌ أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير\"، وبمثل هذا الاختيار تم اختيار الأصحاب والأنصار الذين أحسنوا التعامل معه، فارتقوا في سلم المجد والخلود.
بهذه المقدمة استهل الدكتور: عيادة أيوب الكبيسي كتابه النفيس \"أبرز أسس التعامل مع القرآن الكريم\" موضحاً لتلك الأسس على تعددها وتشعبها، وقد قسمها المؤلف إلى أربعة أقسام هي: (التلاوة – الحفظ – الفهم – العمل).
وقبل أن يشرع في تفصيل تلك الأقسام أورد أموراً هي من لوازم ما تقدم، إذ لا بد من معرفتها لمن أراد التمعن في القرآن الكريم، والوقوف على أسراره وحكمه، من أبرزها: تعلم العربية لأنها الوسيلة لفهم مراد الله، كذا دراسة السنة النبوية دراسة واعية باعتبارها مصدراً لا بد منه لفهم القرآن الكريم، فهي الشارحة له، والمبينة لمعانيه.
التلاوة:
ابتدأ في القسم الأول بشأن تلاوة القرآن الكريم، ذاكراً فضل التلاوة وآدابها، مقسماً إياها إلى قسمين (تلاوة تأملية - تلاوة يومية) مؤكداً على أن التلاوة اليومية هي تلك المستمرة عن طريق ورد يومي لا يغفل عنه صاحب التلاوة، وأن تكون التلاوة بطريقة الختم من بداية القرآن وحتى نهايته، أما التلاوة التأملية فهي تلك التي يستشعر فيها التالي لآيات القرآن الكريم عظمة المتكلم - عز وجل -، مع حضور القلب، وإعمال الفكر، وتقليب النظر في آيات الكتاب العزيز، مما قد ينتج عنه استنباط الأحكام، واستخراج الحكم، لاسيما للعلماء والعاملين، أو انقداح الإشارات، واللطائف العجيبة.
الحفظ:
وهو القسم الثاني كما أورده المؤلف مستهلاً ذلك القسم بمجموعة من الوسائل التي تعين على حفظ كتاب الله من أبرزها: استجماع الهمة، وصدق العزيمة، مع تقوى الله - عز وجل -، إضافة إلى فراغ الوقت وتنظيمه، مع اختيار شيخ محفظ متقن، كما أكد على عامل صغر السن الذي يعد من العوامل المساعدة على الحفظ ورسوخ المحفوظ في الذهن، وهذا لا يعني أن الحفظ محال في حق الكبار، بل هو ممكن ميسور، وما أكده سابقاً محمول على الغالب، ثم ذكر المؤلف فوائد الشيخ المحفظ، والتي من أهمها: شد أزر الطالب وتعليمه النطق الصحيح.
وقد أورد في هذا القسم ما أسماه خير وسيلة للحفظ، وهي الطريقة الجزئية، وتتمثل في تحديد حجم المادة التي يراد حفظها نحو: سبعة أسطر أو عشرة أو صفحة أو حزب.. الخ، ثم أكد على ضرورة المحافظة على المحفوظ وذلك بكثرة مراجعته، ودوام تكراره.
الفهم:
وهو المقصود الأكبر من القرآن الكريم، فإذا كان العمل هو لب التعامل مع القرآن الكريمº فالفهم مفتاح ذلك العمل، وقد تساءل المؤلف في هذا القسم عن معنى فهم القرآن، موضحاً إجابته بالقول إن هناك فهماً لمعاني مفرداته الكريمة وما لا بد منه من سياق الكلام، وهناك فهم دقيق، وتأمل عميق للوصول إلى معرفة مقاصد القرآن الكريم ومراميه، لافتاً إلى أن الفهم من أهم بنود التعامل مع القرآن الكريم، مورداً الآيات القرآنية الدالة على ذلك على كثرتها.
العمل:
وهو ثمرته اليانعة ولبه كما ذكر ذلك المؤلف، وكل ما تقدم من أقسام يصب في هذا القسم (العمل)، وينقسم إلى قسمين:
الأول: ذاتي ويقوم على امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ومراعاة الأخلاق والآداب،
الثاني: عمل متعد، بمعنى إيصال الخير إلى الغير، وهو الدعوة والتذكير من أجل رد الناس إلى دينهم، وحثهم على العمل بالقرآن، وهذا النوع من العمل مترتب على ذاك ومتوقف عليه، فمن لم يحسن الأول فلا خير في إحسان الثاني.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد