حسن الظن والتوكل على الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



إخوتي وأخواتي في الله

من الحقائق المهمة الواجب معرفتها انه لا يقع في هذا الكون حادث صغير ولا كبير،مما يفرح الناس له أو يحزنون،إلا بقدر سابق سطره القلم في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومما قدره الله على هذه الأمة أنها امة مرحومة، يقول - صلى الله عليه وسلم -: إن هذه الأمة مرحومة عذابها بأيديها. فالله - سبحانه - جعل عقوبتها في الدنيا وذلك بتسليط الأعداء عليها وإلباسها شيعاً،وابتلائها بالفقر والتقهقر الحضاري. كل ذلك ليطهرها ويرفع درجتها في الدنيا والآخرة، فمن حسن الظن بالله - سبحانه - معرفة هذه الحقيقة وبالتالي التوكل عليه وحده (وعلى الله فليتوكل المؤمنون). فعلى الله يتوكل المؤمن لا يلتفت إلى سواه ولا يرجو عوناً إلا منه،ومن توكل على الله حق توكله فانه لا يبقى في قلبه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها،وعلامة هذا انه لا يبالي بإقبالها وإدبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند إدبار ما يحب منها وإقبال ما يكره لان اعتماده على الله وسكونه إليه قد حصنه من خوفها ورجائها، وبهذا التوكل يثبت المسلم على الطريق ويصبر على الأذى (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا) إنها كلمة المؤمن الصادق المطمئن إلى موقفه وطريقه. عن ابن عباس - رضي الله عنهما – قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم - عليه السلام - حين القي في النار، وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا له (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)



والتوكل على الله ليس مجرد كلمة تلوكها الألسن ولا تعيها القلوب: وتتحرك بها الشفاه ولا تفهمها العقول وإنما هو عمل وأمل مع هدوء قلب وطمانينة نفس واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشا لم يكن.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply