صلاة الاستخارة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



تعريفها لغة: الاستخارة مصدر استخار، ويقال استخار الله طلب منه الخيرة، وخيرته بين شيئين: أي فوضت إليه الخيار.

اصطلاحاً: الاستخارة طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما.



كيفية صلاة الاستخارة:

هي أن يصلي المرء ركعتين من غير الفريضة في أي وقت من الليل أو النهار، يقرأ فيهما بما شاء بعد الفاتحة، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كان النبي يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي - فاصرفه عني، واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، ويسمي حاجته).



فضل صلاة الاستخارة:

لو لم يكن فيها من الخير والبركة إلا أن من فعلها كان ممتثلا لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكفى.

قال النووي - رحمه الله - وينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له، ولا يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا لله، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتها لله - تعالى -، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.



الآثار الواردة في الاستخارة:

1 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد، فلحد للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

2 - قال بن أبي جمرة – رحمه الله تعالى -: (الاستخارة في الأمور المباحة وفي المستحبات إذا تعارضا في البدء بأحدهما، أما الواجبات وأصل المستحبات والمحرمات والمكروهات كل ذلك لا يستخار فيه).

3 - قال أيضا: الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء (دعاء الاستخارة) أن المراد حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة، فيحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة، لما فيها من تعظيم الله، والثناء عليه، والافتقار إليه مآلا وحالا.



ضرورة الالتزام بالوارد في الاستخارة:

قال أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحاج - رحمه الله تعالى -: على المرء أن يحذر مما يفعله بعض الناس ممن لا علم عنده، أو عنده علم وليس عنده معرفة بحكمة الشرع في ألفاظه الجامعة للأسرار العلية، لأن بعضهم يختارون لأنفسهم استخارة غير الواردة، وهذا فيه من اختيار المرء لنفسه غير ما اختاره له أرحم الراحمين.



وبعضهم يستخير الاستخارة الشرعية ويتوقف بعدها حتى يرى مناما يفهم منه فعل ما استخار فيه أو تركه أو يراه غيره، وهذا ليس بشيء، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بالاستخارة لا بما يرى في المنام، ثم إنه اختار لنا ألفاظا منتقاة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، حتى قال الراوي في صفتها والحض على التمسك بها وبألفاظها (كان الرسول يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن).



من فوائد الاستخارة:

1 - دليل على تعلق قلب المؤمن بالله - عز وجل - في سائر أحواله.

2 - الرضا بما قسم الله وقدر للإنسان.

3 - من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.

4 - راحة الإنسان حيث يسعى بما تيسر له من الأسباب بعد أن يطلب الخير من الله وحيثما رضي وقنع فارتاح.

5 - الحاجة إليها ملحة في كل أمر صغير أو كبير.

6 - الاستخارة ترفع الروح المعنوية للمستخير، فتجعله واثقا من نصر الله له.

7 - الاستخارة تزيد ثواب المرء وتقربه من ربه، لما يصاحب ذلك من الصلاة والدعاء.

8 - الاستخارة دليل على ثقة الإنسان في ربه ووسيلة للقرب منه.

9 - المستخير لا يخيب مسعاه وإنما يمنح الخيرة ويبعد عن الندم.

10 - في الاستخارة تعظيم لله وثناء عليه.

11 - في الاستخارة مخرج من الحيرة والشك وهي مدعاة للطمأنينة وراحة للبال.

12 - في الاستخارة امتثال للسنة المطهرة وتحصيل لبركتها.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply