بسم الله الرحمن الرحيم
لَّقَد كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ {17}، {72} المائدة
يعتقد أكثر النصارى أن الله وعيسى شيء واحد. وأن عيسى هو ابن الله خرج منه [يوحنا 8: 42: لأَنِّي خَرَجتُ مِنَ اللهِ]، مولود غير مخلوق.
أَلَا إِنَّهُم مِّن إِفكِهِم لَيَقُولُونَ {151} وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ {152}الصافات
لكن عندما يقول هؤلاء (أن عيسى هو الله) فإنهم لم يصنعوا ولم يحققوا شيئاً. فتلك غلطة فادحة قد زلّ فيها أسلافهم.
فالله - سبحانه وتعالى - لا نعلم (ماهو). فالله لا يُدرك ولا يُعرف ماهو.
عندما نسأل (ما هو الله؟) و(مم هو الله؟) و(أي شيء هو الله؟) فالجواب لا يأتي أبداً.
فهذا سؤال لا جواب له. وأي جواب لهذا السؤال يكون لا معنى له.
وهذه حقيقة لا جدال فيها، ويسلّم بها كل إنسان عالم منصف عاقل.
لا يستطيع أحد أن يحدد ماهو الله بأدنى وأقل تحديد. فإدراك ماهو الله محال يستحيل.
لذلك عندما يقول النصارى أن: عيسى = الله، فهم لم يحققوا شيئاً. لأن عبارتهم هذه خاوية لا معنى لها، ولكنهم لا يعلمون.
ما قالوه حقّاً هو التالي: عيسى = مالا يمكن أن يُعرف أو يُدرك ماهو قط.
إذن عيسى هو (ما يستحيل أن يُعرف أو يُدرك ماهو على الإطلاق)، وبالتالي يكون ما هو عيسى مجهولاً (100 %).
ويكون النصارى بذلك يثبتون ويقرّون بكذب كل ماجاء بالإنجيل حول عيسى من نصوص تذكر أن الناس قد عاصروه ورافقوه وصاحبوه ولمسوه ورأوه وخالطوه وضيّفوه وحاربوه ومسكوه وأوثقوه وعذّبوه وصلبوه ودفنوه. وبذلك فهم يكفرون بنصوص أناجيلهم وبعيسى الإنجيل.
فيبدو أن النصارى لا يقدّرون الله حقّ قدره فربما اعتبروه كخلقه، فلا يدرون ما تتلفظ به ألسنتهم.
قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لاَ تَغلُوا فِي دِينِكُم غَيرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهوَاء قَومٍ, قَد ضَلٌّوا مِن قَبلُ وَأَضَلٌّوا كَثِيرًا وَضَلٌّوا عَن سَوَاء السَّبِيلِ {77} المائدة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.
وسبب النهي واضح. فيحسب المتعجّل، كما حسبت النصارى أن هناك سؤالاً حقيقياً هو: (من خلق الله؟)
ولكن السؤال بصورته الحقّة سيكون كالتالي: من خلق (الذي لا يُعرف ولا يُدرك ماهو)؟
فالسؤال خاوٍ, لا معنى له، لأن الله (لا يُدرك ماهو).
فالحذر الحذر من الخوض في وصف ماهو الله:
وَلَكُمُ الوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} الأنبياء
فَلاَ تَضرِبُوا لِلّهِ الأَمثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ {74} النحل
هذا هو النور المبين:
لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ {11} الشورى.
لاَّ تُدرِكُهُ الأَبصَارُ {103} الأنعام
قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَم يَلِد وَلَم يُولَد {3} وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} الإخلاص
الله هو ذلك (الحقّ المبين) الواحد الأحد الذي خلق كل شيء
فخير للنصارى أن ينتهوا ويكفّوا عن تلك الأقوال التي ليس لها أي معنى، إن كانوا أهل فهم وعقل، وإلا فهم يظلمون أنفسهم ويحمّلونها آلاماً لا طاقة لهم بها، ستحقّ عليهم ولو بعد حين.
وَإِن لَّم يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {73} المائدة .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد