بسم الله الرحمن الرحيم
إن للاحتساب أهمية كبرى في حياة المؤمن للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله - سبحانه وتعالى -..
فإذا كنت من أهل اليقظة - نسأل الله أن يجعلنا جميعا منهم- كان لك من الاحتساب نصيب - إن شاء الله - بقدر تيقظك للآخرة وبقدر تذكرك للموت وما بعده...
وبقدر ذلك كان تذكرك للاحتساب أسرع ونصيبك منه أوفر..
وما أجمل كلام ابن القيم - رحمه الله - في ذلك حيث قال: \"أهل اليقظة عاداتهم عبادات،، وأهل الغفلة عباداتهم عادات\".
ومن هنا نبدأ.... بحيث تتيقظ دائما لأن تحتسب حتى عاداتك المباحة واليومية لوجه الله وبذلك تصبح في حقك عبادة...
كيف ؟ ومتى ؟
إليك أخي المسلم أختي المسلمة بعضا من النقاط التي تعينك - إن شاء الله - على تذكر هذه الفرصة العظيمة:
فن الاحتساب في رمضان:
-بأن تتذكر نية الاحتساب عند إفطارك وذلك بأن تنوي في قلبك بأنها عبادة مأمورين بها وبأن تعجيله سنة
لا لأننا فقط نريد أن نسد نهمة جوعنا وعطشنا، فيصبح لك أجران - إن شاء الله -...
- كذلك في عملية السحور بأن تحتسب أنك بسحورك تتعبد الله - عز وجل - وتستحضر هذه النية لدى سحورك وأن فيه بركة، وليس أنك تأكل فقط كي لا تتعب خلال النهار أو لكي لا يحصل لك دوار أو إرهاق، وبذلك تحصل على أجرين - إن شاء الله -.
- كذلك في صلاة التراويح، إننا لا نصلي لأن جميع الناس يصلون ولأن فيها رياضة للجسم وراحة للمعدة، الخ، فإنها ليست عادة إنما هي عبادة نستحضر فيها نية الاحتساب لله عز وجل بأن يغفر الله لنا ويجعلها لنا بأجر صلاة الليل ويرحمنا ويعتقنا من النار...
وقد ذكر لنا رسولنا الكريم ذلك في قوله - عليه الصلاة والسلام -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
- في قراءة القرآن العظيم في رمضان: لتحتسب أن قراءة القرآن الكريم في رمضان هو تعبد منك إلى الله - سبحانه وتعالى - وتقرب منك إليه كي تفوز بمغفرته ورضوانه في هذا الشهر الكريم ولكي يتدبر قلبك آياته وأحكامه فيزيد إيمانك وتعود وتتوب إلى الله - عز وجل- وليس للفوز بعدد الختمات وكميتها وسردها بدون تدبر أو بدون حصول هذه العبودية، وبذلك تحصل على أجرين.
وهناك فن للاحتساب في باقي الأيام ومن أمثلتها:
- احتساب الأكل والشرب واستحضار النية عند ذلك أنه ليس فقط لأنه مباح ولنا شهوة فيه، إنما آكله كي أتقوى على باقي العبادات الحسية والمعنوية، إذ بدونه لا أستطيع أن أعبد الله - عز وجل-..
- كذلك عادة النوم، نحتسبها كي تأخذ أجسامنا قسطا من الراحة لتواصل عبادتها لربها وقيامها وصيامها، وعلمها، وليس فقط لحاجتنا الشخصية المجردة للنوم فقط، وبذلك تصبح عبادة وتفوز بأجرين بعكس الذي ينسى نية الاحتساب.
- عادة النوم، نحتسبها كي تأخذ أجسامنا قسطا من الراحة لتواصل عبادتها لربها وقيامها وصيامها، وعلمها، وليس فقط لحاجتنا الشخصية المجردة للنوم فقط، وبذلك تصبح عبادة وتفوز بأجرين بعكس الذي ينسى نية الاحتساب..
- كذلك ليحتسب المسلم والداعية بالذات اعتناءه بأناقته ومظهره وليجعلها عبادة بحيث يعطي فكرة حسنة وظريفة ومحببة لدى غير المسلمين لجذبهم إلى الدين - وذلك في إطار الشرع بالنسبة للرجل والمرأة - وكذلك بالنسبة للمسلمين مع بعضهم وحتى لو لم يجد وقتاً لذلك فليحتسب وليجعلها عبادة فالإنسان مفطور على حب الجمال وهذا مظهر من مظاهر الداعية الناجح....
-الاحتساب في جعل النزهة المباحة أو الترفيه عن النفس المباح إذا وجدت نفسك بحاجة إلى ذلك بجعلها عبادة، وذلك باستحضار النية أثناء النزهة بأنك تشحذ همتك وطاقتك للعمل أكثر والاستزادة في طاعة الله واستعادة نشاطك الأخروي وبذلك يصبح هذا الأمر في حقك عبادة.
- أيضا عمل المرأة في بيتها الذي يتكرر يوميا وكرات ومرات واعتناؤها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت ذلك واستحضرت النية بأنها تعمل ذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، إنما طاعة لله ولرسوله فإنها تصبح عبادة وتأخذ أجرين بدل الأجر الواحد.
-وبالنسبة للهدية، إذا احتسبت أنك سوف تهدي الآن هذه الهدية تحقيقا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «تهادوا تحابوا» وليس على سبيل العادة لأن فلاناً أهداني هدية في مناسبة ما فلا بد أن أرد عليه بهدية مقابلة، فستصبح في حقك عبادة وتأخذ أجرين وفي حق غيرك عادة.
وعلى هذا فقس أخي المسلم أختي المسلمة،،
لتجعل أي عادة مباحة في حياتك عبادة بأن تحتسبها لوجه الله – سبحانه-.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى،،
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد