حوار هادئ بين صاحب قرآن وصاحب غناء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعملنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد

صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: \" إن بين يدي الساعة سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويتكلم الرويبضة قيل وما الرويبضة قال: حثالة الناس يتكلمون في أمر العامة \" والواقع شاهد على ما ذكرنا.

وقد شكا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أنس بن مالك رضى الله عنه ما يلقونه من الحجاج بن يوسف فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" رواه البخاري والواقع ـ أيضا ـ شاهد لما ذكرنا!.

وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال \" ليشربن ناس من أمتي الخمر ويسمونها بغير اسمها \"

فشربوا الخمور وسموها: مشروبات روحية

وتعاطوا الزنا باسم: الحرية الشخصية

والغناء والموسيقى باسم: الغذاء الروحي

والرشوة باسم: الهدية

والكذب والنفاق باسم: الدبلوماسية

والسفور والتبرج والعرى: التقدم والحضارة

وقد تقادم العهد وطال الأمد ودرست معالم السنن وتوالت السنون وتعقبت العصور فإنعكست الأمور وانقلبت الموازين،

فأصبح الحق باطلا والباطل حقا

والمنكر معروفا والمعروف منكرا

والأمر بالمعروف فضولا والنهى عن المنكر تطفلا

والتمسك بدين الله - تعالى -تزمتا والتمرد على شرع الله تحررا

وبغض الكفار و معاداتهم تطرفا و موالاتهم و محبتهم توسطا واعتذارا

والكذب سياسة و النفاق لباقة

والسكوت عن قول الحق حكمة و الصدع بالحق فتنة

و الناصح عدوا والعدو صديقا

و المجرم بطلا و المواطن مبطلا

و المصلح مفسدا و الداعي إلى الفساد مصلحا

و التهور شجاعة و الفوضى حرية

و الزواج قيدا و التعدد جريمة

و الحب فجورا و الفجور تسلية

و الغش ذكاء و الرشوة هدية

و الصلاة عادة و الزكاة غرامة

و الصوم كسلا و نوما و الحج نزهة

و العلم تكسبا واتباع الأئمة تعصبا

و الدعوة إلى الله تحزبا

و تتبع الرخص دينا و الفقه جمودا

و الفن مجونا و الرياضة غاية!!

و هكذا انعكست الأمور و انقلبت الموازين فصارت ظهرا لبطن و رأسا لعقب ولكن:

فجائع الدهر أنواع منوعة  ***  و للزمان مسرات و أحزان

و للحوادث سلوان يسهلها *** و ما لما حل بالإسلام سلوان

من أجل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان

 

فهلا عكست الأمر إن كنت حازما ***  و لكن أضعت الحزم لو كنت تفهم

و تزعم مع هذا انك عارف  *** كذبت يقينا في الذي تزعم

و ما أنت إلا ظالم ثم جاهل ***   و انك بين الجاهلين مقدم

إذا كان هذا نصح عبد لنفسه *** فمن ذا الذي من الهدى يتعلم

وفي مثل هذا الحال قد قال من ***  مضى و احسن فيما قاله المتكلم

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وان كنت تدري فالمصيبة اعظم    

 

الأحاديث الصحيحة في تحريم الغناء

(1) عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" ليكون من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر و المعازف \" رواه البخاري

تعريف المعازف:

في القاموس المحيط: هي الملاهي كالعود و الطنبور، و العازف اللاعب بها0

و قال ابن القيم - رحمه الله -: و هي آلات اللهو كلها لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك0

و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: المعازف اسم لكل آلات الملاهي التي يعزف بها كالمزمار و الطنبور و الشبابة و الصنوج.

(2) وفي رواية \" يمسخ منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة \" صحح هذه الزيادة الشيخ الألباني 0

(3) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة \" صححه الألباني 0

(4) عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" إن الله حرم عليّ ـ أو حرم ـ الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام \" أخرجه أبو داود وأحمد والبيهقي والطبراني وصححه الألباني

والكوبة هي الطبل ويدخل في معناه كل وتر ومزهر ونحو ذلك من الملاهي والغناء 0

(5) عن عمران بن حصين - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف قيل يا رسول الله ومتى ذلك قال: إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشربت الخمور \" أخرجه الترمذي في كتاب الفتن وصححه الألباني 0

قوله \" وكثرت القيان \" القيان جمع قينة وهي المغنية من الإماء وتجمع على قينات أيضا 0

 

نتف من أقوال المخالفين:

قال بعضهم: (ومن اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الآذان: الغناء.. ولا بأس بأن تصحبه الموسيقى غير المثيرة).

وقال بعضهم أيضا: (كل ما روي فيها ـ أي الأغاني ـ باطل موضوع).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply