الإنسان والمال رأي في تجارة الأسهم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد للهº يعطي ويمنع، ويبسط ويقبض، ويرفع ويخفض، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، وهو على كل شيء قدير، نحمده على ما أعطى، ونشكره على ما أولى (وما بكم من نعمة فمن الله) وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك لهº له الحكم والتدبير في خلقه، وله الحكمة البالغة في قضائه وقدره، وأشهد أن محمدا عبده ورسولهº عرض عليه ربه الدنيا فرضي بالكفاف، وخيَّره بين النبوة مع الملك، وبين العبودية مع النبوةº فاختار أن يكون عبدا رسولا، على أن يكون ملكا رسولا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابهº آمنوا به، وهاجروا معه، وقاتلوا دونه، وبذلوا في الإسلام كل ما يملكونº إرضاء لربهم، وتصديقا لإيمانهم، ونصرة لدينهم، فمنهم من قضى ولم ينل من الدنيا شيئا، ومنهم من أدرك شيئا من حظها، فخاف أن تكون طيباته قد عجلت له، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل - في العسر واليسر، والرخاء والشدةº ففي التقوى تفريج لكرب الدنيا الآخرة (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

 أيها الناس: خلق الله - تعالى – الأرض وما عليها، وأفاض على العباد من أرزاق السماء وبركات الأرض ما يكون عونا لهم في حياتهم الدنيا، وأمرهم بعبادته وحده لا شريك له. (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه).

 والمال هو من جملة ما سخره الله - تعالى - للبشر، وبه يتبايعون ويتعاملون، وبه يُقَدِّرون قيمة ما يتبادلون، والمال شهوة من الشهوات، وقد رُكِّب في بني آدم محبة الشهوات (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقنـاطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعـام والحرث) وفي الآية الأخرى (وتحبون المال حبا جما) وهو من زينة الدنيا التي يحب البشر نماءها وزيادتها، ولا يشبعون منها مهما كانت كثرتها (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وروى ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) رواه الشيخان

 وليس إمداد الله - تعالى -عبده بالمال دليل رضى ومحبة، بل قد يكون ابتلاء أو استدراجا أو عذاباº كما قال - سبحانه - في حق الكافرين (أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) وقال - سبحانه - في حق أبي لهب (ما أغنى عنه ماله وما كسب) وفي المنافقين (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون).

 وكثير من الناس يظنون أن من رضى الله - تعالى -إغداق النعم على العباد، وأن من عدم الرضى قلة المالº ولذا جاء في القرآن الزجر عن هذا الفهم الخاطئ (فأما الإنسـان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن، كلا) أي ليس الأمر كما تظنون.

 ولما تفاخر أغنياء الكفار بكثرة أموالهم وأولادهم على فقراء المؤمنين (وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين) كان الجواب عليهم (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صـالحا) ولذلك يقال لهم يوم القيامة (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون).

 إذا تقررت هذه الأصول العظيمة عند المؤمن، وفهمها حق الفهم، وأيقن أن المال مال الله - تعالى -، يقسمه بين عباده كيف شاءº فإنه لا يجزع لفوات شيء منه، ولا تتطلع نفسه إلى ما ليس له، ويرضى بما قدر عليه فيه.

 ومجالات تنمية الأموال في هذا العصر قد تنوعت، وتعددت وسائلها، وقذفت النظم الرأسمالية بمئات الصور في إدارة الاقتصاد وتنمية الأموال، تنتظم في سلك الحرية المطلقة من أية قيود دينية أو أخلاقية تحول بين الرأسماليين وبين الأرباح الكبيرةº فاتسعت دائرة الربا والغش والنجش والغرر والاحتكار، وصار الأقوياء أكثر قدرة على اصطياد الضعفاء وإغرائهم، ثم سحقهم وإنهائهم. ويكفي تصريحٌ أو تلميحٌ أو إشارةٌ من أحد كبار المرابين ليحدث على أثره ارتباك كبير في أسواق المال والأعمال، يأتي على السواد الأعظم من الناس

 وسوق الأسهم هي من الأسواق الحديثة التي أفرزها النظام الرأسمالي، وأقبل على الاتجار بها كثير من الناسº فتقلّبوا في أرباحها وخسارتها، وذاقوا حلاوتها كما طعموا مرارتها، وجربوا فيها الثراء السريع، كما جربوا الخسارة الكبيرة، وكثرت فيها أقوال الفقهاء والمفتينº فأحلها قوم وحرمها آخرون، وتوقف فيها قوم وفصل القول فيها آخرون وكثير من معاملتها يخالطها شيء من الربا أو الاحتكار أو النجش، ومن يدخل سوقها من عامة الناس يدخلونها على غرر وعدم علم، إِن هُم إلا مقلدون لغيرهم، متبعون للأثرياء منهم.

 وما الأسهم إلا من البلاء الرأسمالي الذي أغرق العالم كله بأنواع المعاملات المحرمة والمختلَطة والمتشابهة التي تحار فيها العقول، ويختلف فيها المجتهدون

 ومهما كثر الاختلاف حولها، وقال الناس فيها ما قالواº فإن مما لا خلاف فيه أن من تورع عنها استبرأ لدينه، ولم يخاطر بماله. ومن تاجر فيها بفتوى عالم معتبر فلا ينكر عليه في ذلك، ولكن عليه الحذر من الفتنة بهاº إذ هي باب من فتنة المال عظيم، ومجال من مجالات الكسب والخسارة سريع، يصبح صاحبها على حال، ويمسي على حال أخرى، فإن ربح فرح وشكر، وإن خسر سخط وضجر، لا يرحم سوقها في ضعيف ضعفه، ولا يمهله حتى ينظر في أمره، من دخلها فماله ليس له حتى يخرجه منها رابحا أو خاسرا، فإن خرج رابحا لا يلبث فرحه إلا قليلا فترتفع مرة أخرى فيحزن لفوات الربح الجديد، وإن خسر تربص لعلها تعود كما كانت، فتزداد خسارة إلى خسارتها حتى لا يجد من يشتريها منه، فلا تمتع بأرباحها لما ربحت، ولا سلم من خسارتها إذ خسرت، كأن الواحد في سوقها يمد حبلا مطاطا يزداد طوله مع استمراره في شدِّه، وهو يعلم أنه منقطع لا محالة لكنه لا يدري متى ينقطع، فلا سلم له حبله، ولا توقف هو عن مَدِّه!! وليس للواحد فيها أمد يعلم أنه ينتهي إليه، بل تغريه وتغريه حتى يتملكه الطمع، ويستبد به الجشع، فيصبح رقيقها، تملكه ولو كان هو مالكها، ومن أَسَرَته فلا هنئ بنوم، ولا التذَّ بطعام، فهو منشغل البال، دائم التفكير، مضيع الحقوق، وكم من صلاة ضيعت لأجلها! وكم من حقوق للأهل والعيال أهدرت في سبيلها! وفي طريقها الطويل تهلك أنفس قبل أن تبلغ غايتها منها، ومن كانت هذه حاله معها فسلامته منها خير لنفسه ودينه وأهله.

 ومن أبى إلا اقتحامها فعليه أن يستعين بالله - تعالى -عليها، ويستخيره فيها، ويتحرى أقربها إلى الحلال، وأكثرها سلامة من الإثم، ولو كان ربحها أقل من غيرها، فقليل الحلال خير من كثير الحرام.

 وعليه ألا يخاطر بماله كله فيها، فضلا عن أن يحمل نفسه ما لا تطيق بقرض أو رهن أو نحوه، ومن الطمع المذموم أن يرهن شيئا تتعلق منافعه بغيره، كداره التي يسكنها أهله وولده فإنه إن خسر شُرِّدُوا منها، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى أن يوصي الرجل بشطر ماله في أعمال البرº خشية أن يضيع الورثة بعد موته، فكيف بمن يعمل على إضاعتهم وهو حي فيجني عليهم بسبب طمعه وجشعه؟!

 ولا يجوز له أن يتاجر فيما فيه مخاطرة بأموال لا يملكها وهو وصي عليها، كأموال اليتامى والأرامل والقاصرين ونحوهم، وسلامته من أموال غيره مهما كانوا قريبين منه خير له من أن يخاطر بها، فإن ربحوا عزوا الربح إلى السوق، وإن خسروا نسبوا الخسارة إليه، ولا سيما إذا شارطهم على بعض أرباحها. وكم من ضغائن وقعت، وقرابة قطعت بسبب ذلك! والناس في أغلبهم محبون ما دام يربحون، فإن خسروا أموالهم تأثروا وأبغضوا.

 فإن سلم من ذلك كله، وتاجر ببعض ماله فيها، فلا يجعلها أكبر همه، ولا يصرف عليها جُلَّ وقته، بل يعطيها ما تستحق من الوقت والجهد والمتابعة بلا إفراط ولا تفريط، محافظا على الحقوق التي عليه لربه ولنفسه ووالديه وأسرته وقرابته، مُوطِّنا نفسه على الربح والخسارةº فلا الربح يستخفه، ولا الخسارة تجزعه، وعليه ألا يصغي إلى الشائعات، أو يكون مصدرا من مصادرها، أو يسعى في بثها ونشرها.

 ومن رأى من نفسه ضعفا شديدا تجاه المال، وأحس أن المال بدأ يتسرب من يده إلى قلبه، وعلامة ذلك: إضاعة الحقوق والواجبات لصالح الأسهم والشاشات، فعليه أن ينجو بنفسه قبل أن يَرِّقَّ دينه، أو تعتل صحته. ورقة دينه تسهل عليه تجاوز الحلال إلى الحرام، بتسويغات يقنع بها نفسه، وتأويلات يلتف بها على أحكام دينه. ومن استحوذ المال على قلبه اعتلت صحته بسبب اضطراب أسواق الأسهم والمال، فكل خسارة توجد فيه علة، وكل ربح يحدث فيه خفةº حتى يفقد نشاطه وصحته، ولربما فقدته أسرته في قارعة من قارعات الأسهم. فلا استمتع بماله، ولا سلم من تبعته وإثمه. وكل امرئ أبصرُ بنفسه، وأدرى بكوامن قلبه، ومن بَلى نفسه واختبرها، وأيقن بضعفها أمام المال، وتبين له أنها نزاعة إلى الطمع، ولا تتحمل الصدمات الفجائية في سوق الأسهم، ولاسيما من كان مريضا بأمراض مزمنة تتأثر بالهمِّ والحزن فحرام عليه ثم حرام أن يهلك نفسه ويوبقها من أجل المال، وليسلك من التجارة مسلكا آخرº فذلك أتقى لربه، وأنقى لدينه، وأحفظ لنفسه. والغنى غنى النفس، والفقر فقرهاº كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) رواه البخاري

 أسأل الله - تعالى - أن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه، وأن يجعل غنانا في قلوبنا، إنه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم، فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

 

الخطبة الثانية

 الحمد للهº الخلقُ خلقُه، والملك ملكه، وإليه يرجع الأمر كله، نعمه على عباده تترا، وخيره وإحسانه إليهم لا يعد ولا يحصىº أحمده حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

 أما بعد: فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه، واشكروه ولا تكفروهº فكم من نعمة أنزلها! وكم من نقمة دفعها! وكم من ضراء كشفها! لا تضيق بالعبد حال إلا أعقبه الله - تعالى - بعدها فرجا، وأوجد له منها مخرجا (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا).

 أيها الناس: المال عزيز على النفوس، يرتفع بزيادته أقوام، ويسفل بخسارته آخرون، وهو سبب الجاه، كما أن الجاه سببهº ولذا كان فقده شديد الوطأة على النفس، ولكن العاقل من يتمالك نفسه، ويقلل آثار خسارته، فإن خسر ماله فلا يخسر دينه بجزعه، ولا يخسر أجره على مصابه بقلة صبره، بل الواجب عليه أن يصبر ويحتسب، وأن يوطن نفسه على الصبر عند الصدمة الأولى، كما أمر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -.

 فإن قابل مصيبته على خسارته بالرضى عن الله - تعالى -، فذلك أعلى المنازل، وأشرف المقامات، روى أبو عمرو الكندي فقال: (أغارت الروم على جواميس لبشير الطبري نحوا من أربع مئة جاموس فركبت معه أنا وابن له، فلقينا عبيده الذين كانت معهم الجواميس معهم عصيهم، فقالوا: يا مولانا ذهبت الجواميس، فقال: وأنتم أيضا اذهبوا معها فأنتم أحرار لوجه الله - تعالى -، فقال له ابنه: يا أبت أفقرتنا! قال: اسكت إن ربي اختبرني فأردت أن أزيده)

 وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ما يصيب المؤمن خير له في كل الأحوال فقال - عليه الصلاة والسلام- : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)رواه مسلم

 وعليه ألا يعَلِّق قلبه بالمخلوقين من خبراء السوق والمال، ومديري البنوك والشركات، بل يهرع إلى الله - تعالى -بالدعاء والاسترجاع، ويسأله التثبيت والتعويضº كما روت أم سلمة - رضي الله عنها - فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله - تعالى -: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله - تعالى -له خيرا منها)رواه مسلم

 وعليه أن يحذر أشد الحذر من قوادح التوحيد كالجزع والتسخط، وكثرة اللوم وفتح باب (لو) فيقول: لو أطعت فلانا فبعت، أو لو عصيت فلانا فلم أبع لكان كذا وكذا، وحينئذ يفتح على نفسه عمل الشيطان. وليوقن أن كل ذلك بقضاء الله - تعالى -وقدره، ولا يدري ما الخير له، فقد يطلب الربح وهو شر له، وقد يكون في خسارته حفظ دينه أو نفسه وهو لا يدري، فيسخط على ربه وهو يحفظه، روى قتادة ابن النعمان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء) رواه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم.

 وعليه أن يحمد الله - تعالى -أنَّ مصيبته كانت في ماله أو في جزء منه، ولم تكن في دينه أو نفسه أو ولده، ولو قُدِّر على ولده مرض لا يعافى منه إلا ببذل ماله كله وزيادة، لبذل ماله واقترض، أفإن سلَّم الله - تعالى -ولده، وقدَّر عليه مصيبته في ماله جزع وتسخط، وقد كان يبذله لعافية ولده؟!

 ثم لينظر إلى حاله قبل أن يملك ما ملك، من الذي رزقه وأعطاه ووفقه وقد كان لا يملك من قبل شيئا؟! فلا يخدع نفسه ويخدعه شيطانه بأنه ورثه كابرا عن كابر، أو أعطيه على علم عندهº ففي الناس من هم أمكن منه عملا، وأكثر سعيا، وأوفر عقلا، ولكن الله - تعالى -أعطاه وحرمهم، أفإن أخذ الله - تعالى -بعض ما أعطاه، وأبقى له من النعم ما لا يعد ولا يحصى يغضب ولا يرضى؟!

 وعليه أن يحذر من أن ينفس عن غضبه فيمن لا حول له ولا قوة، ولا ذنب له في خسارته، من والد وولد، وزوجة ورعية. فضعاف الرجال من لا يثبتون في الأزمات، ولا يواجهون المشاكلات، فلربما عقَّ الواحد منهم والده ووالدته، أو طلق زوجته، أو آذى ولده، أو عاقب من هم تحت إدارته، بسبب خسارته، وهذا ظلم عظيم، وعقوق كبير، فما ذنب هؤلاء في تصرفاته السيئة، ومخاطرته بأمواله؟!

 وليعلم أن العوض من الله - تعالى -فليطلبه منه، ورزق الله - تعالى -يطلب بطاعته، واجتناب معصيته. فإن تبدلت حاله، وعادت خسارته أرباحا فليتذكر حاله من قبل، ويقارنها مع حاله بعد عافيته من خسارتهº ليعرف قدر نعمة الله - تعالى -عليه، فينسب الفضل إليه، لا لأحد من خلقه مهما علت منزلتهº فإن الأمر لله - تعالى -من قبل ومن بعد، وعسى أن يكون ما مضى من خسارته موعظة له حتى لا يأخذه العجب والبطر، وكفران النعمة، ومن أبواب الشكر:الإكثار من الصدقةº فإنها تنمي المال وتباركه، وما نقصت صدقة من مال، بل تزده بل تزده. وصلوا وسلموا

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply