ما أحوجنا في هذا العيد لتأكيد الثوابت


بسم الله الرحمن الرحيم

 

(ليزداد الذين آمنوا إيمانا)

هذه الكلمات موجهة لعدة فئات:

- فهي أولا موجهة للمؤمنين المجاهدين في سبيل الله الذين يقدمون أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الله - تعالى -: (لا يخافون في الله لومة لائم)، وهي موجهة كذلك للمؤمنين الذين لم يجدوا حيلة للجهاد بأنفسهم فهم يجاهدون بأموالهم وألسنتهم، إلى هؤلاء الشرفاء الأنقياء نقدم هذه الكلمات (ليزداد الذين آمنوا إيمانا).

- ونوجهها إلى أصحاب الأصوات المهزومة في الأمة، التي رأت في أمريكا ملجأ ومستعاذا من دون الله - تعالى -، فرفعت الراية البيضاء مستسلمة مستجدية، أولئك الذين (يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين)، نقدم لهم هذه الكلمات تحذيرا من غضب الله الجبار: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهمون. فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون).

- وإلى ولاة أمور المسلمين نوجهها، تذكيرا لهم بواجباتهم أمام الله أولا وأمام شعوبهم ثانيا، رجاء أن يرفع الله الظلم عن أهلنا في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين على أيديهم، وإلا فليحذروا وعيد الله - تعالى -: (وإن تتولوا يسبتدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

- وبعد ذلك نوجهها إلى العقلاء في العالم الغربي، حتى لا ينساقوا خلف المزاعم الصهيونية والأمريكية الباطلة، التي تقود العالم اليوم نحو طريق الهاوية، وتفرض عليهم منطق الغاب، الذي يوقع الظلم والاضطهاد على الضعفاء دون أي اعتبار لمبادئ وقيم، إلى هؤلاء نقول كما قال ربنا - سبحانه -: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

أين نحن من هذه الآيات؟

1- وجوب رد العدوان: يقول الحق- تبارك وتعالى -: (أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).

(وأخرجوهم من حيث أخرجوكم).

(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).

(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين)

(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).

فالآيات السابقة توجب على كل مظلوم أن يسعى جاهدا لرفع الظلم والعدوان الواقع عليه، بل إن المقصر في ذلك يكون آثما في الآخرة ذليلا في الدنيا، ومن صور العدوان الواجب دفعها كما جاء في الآيات:

أ- تعرض المعتدَى عليه للقتل وكل ما يؤدي القتال إليه من جراحات وأسر وانتهاكات للأعراض ونهب للأموال وتدمير للمتلكات، فهم كما أخبر ربنا - تعالى -: (يقاتَلون) أي فرض القتال عليهم.

ب-  إخراجهم من بيوتهم وأوطانهم رغما عنهم بالقهر وقوة السلاح.

ت- تعرضهم لمختلف أنواع الفتن، في دينهم ومعاشهم، والآن مقدسات المسلمين تنتهك وتستباح، حتى سميت هذه الانتفاضة المباركة التي نعيش أحداثها بانتفاضة الأقصى المبارك، لرد العدوان عن مسرى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

إن جميع الشرائع السماوية (لا أقول تجيز بل) توجب على المظلوم المعتدى عليه أن يفعل ما بوسعه لرد الظلم والعدوان، فكيف إذا كان العدوان واقعا على أمة بأسرها؟

وكذلك فإن الفطرة السليمة تقتضي أن يهب المظلوم في وجه الظالم ليسترد حقه منه، ولا يوجد في تاريخ البشرية قانون وضعي يمنع ذلك أو يدينه.

 2- جزاء المعتدين:

إن الله - تعالى - العادل قضى في محكم التنزيل، وقوع الغضب والذلة والصغار على المعتدين ولو بعد حين. قال - تعالى -: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).

(ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).

(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين).

(فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم).

(لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).

(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب).

هذا هو حكم الله - تعالى - في المعتدين، وبينا قبل ذلك حكمه - تعالى - في المعتدى عليهم، فكيف ببعض أبناء جلدتنا يغيرون حكم الله - عز وجل -، فيجعلون حكم المعتدى عليه الرضوخ والاستسلام والقبول بالأمر الواقع!! ويجعلون حكم المعتدي الظالم الاعتراف بسيادته فيتعاملون معه اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا بل واجتماعيا؟؟!!

وأخيرا من أحب أن يقتدي بالرسول الخاتم (الأسوة الحسنة) - صلى الله عليه وسلم -، فليعد العدة لرد العدوان وطرد المحتلين، وإن مات دون ذلك فهو شهيد (أحياء عند ربهم يرزقون) وإنما هي إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة،

ومن مات دون أرضه فهو شهيد.

ومن مات دون ماله فهو شهيد.

فكيف بمن مات دفاعا عن كرامة الأمة وشرفها؟

إننا نردد في أيام العيد التكبير والتهليل..الله أكبر الله أكبر الله أكبر، وما ذاك إلا لنتذكر أن الله هو أكبر من أي طاغوت مستكبر، وهو أكبر من قهر المعتدين، وهو أكبر من استسلام المتخاذلين.لا إله إلا الله، فلا معبود يستحق العبادة سواه، والخضوع لا يكون إلا للمعبود الحق.وعند ذبح أضحياتنا فلنعلم أن إراقة الدم شكر لله على النعم، وإن إراقة دم المعتدين أحب عند الله من إراقة دم الأضاحي على ثبوت فضلها. فهل نحن فاعلون؟

فإلى المقبلين على العدو أبشروا برضوان الله - تعالى - ورددوا كما فعل الصحابة الكرام \"غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه\".

وإلى المدبرين عن العدو توبوا إلى الله وأنيبوا، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون.

 

الخطبة الثانية:

 توصيات:

1-  التأكيد على إحياء روح التكافل بين المسلمين (خاصة ونحن نعيش أجواء العيد).

2- التذكير بحال المسلمين في فلسطين وكيف يحتفلون بالعيد (بالتأكيد على حقهم في المقاومة) فأطفال فلسطين لا يعرفون الألعاب والملاهي، لقد استبدلوها بالحجارة والزجاجات الحارقة، معلنين بذلك أن فرحتهم لن تكتمل إلا بطرد المعتدي المحتل.

3- دعوة النساء خاصة للتبرع بهدية العيد تعبيرا عن تضامنها مع أخواتها في فلسطين، وما أخواتها إلا أم شهيد أو معتقل أو مجاهد أو أخته أو زوجه أو ابنته.

وصل اللهم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply