بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أيها إخوة!..
احمدوا الله على نعمه، واشكروا على فضله ومنحه، وبادروا بالإحسان قبل أن يحل بكم الموت، وتعجلوا التوبة قبل الفوت، واجعلوا الطاعة عادة، وتحللوا من تبعات المعصية، إن الحياة قصيرة، والأيام تجري، ونحن فيها نجري، ولا ندري متى يحل الأجل: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.
قد خرجنا للتوّ من رمضان، شهر التطهير والتنقية والتصفية من كدر الذنوب، ونحن على درجات متفاوتة، بحسب جدنا واجتهادنا، فلنحذر من معاودة الكدر، وإفساد ما بنيناه وشيدناه في رمضان، فما مثل من تردى وتغير بعد الطاعة والإحسان، إلا كمثل من بنى بيتا حسنا، فأقامه وشيده ورفعه، فلما تم وكمل كرّ عليه بالمعول فهدمه، فساواه بالتراب، أو تركه خرابا لا يصلح لسكنى الإنسان، فالمعاصي معاول تهدم الإيمان الذي في القلوب، فاحذروا أشد الحذر، وقد ضرب الله مثلا في كتابه فقال:
{أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}.
رجل كان يعمل بالطاعة عمره كله، حتى إذا لم يبق منه إلا اليسير، استجاب لداعي المعصية فغرق فيها، فأفسد طاعته عمره، ولم يجد فرصة للعودة وبناء الإيمان من جديد، فقد انتهت مدته في الحياة، فما مثله إلا مثل رجل بنى لنفسه جنة، فأحسنها وزينها، وأفنى عمره فيها، حتى إذا كبر وضعف، ولم يكن له من الذرية إلا الضعفاء، أصاب جنته إعصار فيه نار فاحترقت، فكيف له أن يعيدها كما كانت، فهي عبرة، أن الأعمال بالخواتيم.
هذا يوم العيد، يوم فرح الفائزين، الذين بذلوا جهدهم في رمضان، صياما، وقياما، وصدقة، وقرآنا، وإحسانا، فاليوم يفرحون، يذوقون لذة العمل والجد والبذل والصبر والمثابرة، وهو حزن على من فرط وتكاسل وضيع فرصة قد لا تعود إليه مرة أخرى:
- {وأنذرهم يوم الحسرة إذا قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون}.
أيها الإخوة!..
إن الله - تعالى -قد استرعاكم على أهليكم وأولادكم، فالرجل راع في أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والله يقول:
- {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فهي نار، والملائكة التي عليها وصفهم أنهم غلاظ شداد، فمن منا يحب أن تمسه، أو تمس زوجته، أو بناته، أو أبنائه، وأخواته؟.
إن الذي لا يحول دون أهله والمعاصي، كمن يراهم يسعون إلى النار ولا يحول بينهم وبينها مع قدرته.
فاتقوا الله في نسائكم، لا تفتحوا لهن أبواب المعاصي كيفما كان، تبرجا وسفورا، أو اختلاطا بالرجال الأجانب بدعوى العمل والرزق، فما جعل الله لكم القوامة عليهن إلا لوقايتهن من النار، بحفظهن وصيانتهن من كل ما يهتك دينهن وخلقهن، فهن أمانة، صلاحهن بأيديكم، وفسادهن مما كسبت أيديكم، فهن مؤمنات غافلات، لا يدركن طرق الشر، فكونوا لهن حجابا من النار، يكن لكم حجابا من النار.
أيها الأزواج!..
اتقوا الله في زوجاتكم، أحسنوا إلى هؤلاء الضعيفات المؤمنات، واتبعوا وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مداراتهن والصبر عليهن، واعتدلوا في معاملتهن، فلا إفراط في المحبة والعاطفة، فيستغنين ويتكبرن، ولا تفريط وجفاء، فيجف حبهن، وتنعدم مودتهن.
ويا أيها الزوجات!..
اتقين الله في أزواجكم، راعيهن حقهم عليكم، واعلمن أن الله - تعالى - قد جعل للرجال عليكن درجة، وجعل القوامة إليهم، وهو أعلم وأحكم، وما على العباد إلا الامتثال، فلا تطلبن الندية، فما أفلحت من رفضت فطرتها، وركبت مركبا لم يصنع لها.
ويا أيها النساء!..
اتقين الله، وكن لبنة في بناء الأمة، بالصلاح والستر والحشمة، والعلم النافع، والعمل الصالح، ولا تكن معول هدم لكيان المسلمين، بركوب الفتن، من تبرج وسفور واختلاط، فهذه الأمة واحدة، وعلى الجميع أن يحفظها بحفظ حدود الله، فلتعلم المرأة أنها فتنة الرجال، فعليها أن تجتنب كل أسباب هذه الفتنة، بالتشبه بأخلاق أمهات المؤمنين زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - رضوان الله عليهن.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمدلله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أيها الإخوة!..
الكل من موقعه واجب عليه أن ينصر الإسلام، ويحفظ حوزته، أيا كان عمله، فإن الإسلام لم يمر به أيام كأيامه هذه، فالكافر قد حمل حملة سافرة على حماه، يريد محوه، واتخذ لحربه شعارات مثل: محاربة الإرهاب، والتطرف، والأصولية، والسلفية، والوهابية.. وغير ذلك.
وما غرضه إلا القرآن والإسلام نفسه، فهو يعلم حقيقة الإسلام، أكثر من بعض المسلمين والإسلاميين، يعلم أن من أصوله وقواعده: تقسيم الناس إلى مؤمنين وكافرين، وأن ذلك يترتب عليه أصولا لا غنى للإسلام عنها مثل: الولاء والبراء، والجهاد، واعتقاد صحة الإسلام وعلوه، وبطلان ما سواه من الأديان..
وكل هذه الأصول لا ترضي الكافر، ولا يهدأ له بال مع وجود دين كهذا، إلا بحربه وإبطاله، فعلى الجميع الحذر واليقظة والفطنة، فكل مسلم مستهدف، فإن الأعوام الأخيرة أظهرت حقيقة العداء للإسلام، من:
- خلال حربهم وعدوانهم الصريح على بلدان المسلمين واحتلاله.
- وتصريحات زعمائهم ضد الإسلام، فهذا يعلن أن حربه حرب صليبية، وآخر يتهم المسلمين بأنهم يعبدون وثنا، وثالث يتهم القرآن والنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إرهابي!!.
فنحن بين خيارين لا ثالث لهما:
- إما أن نتمسك بديننا الإسلام كما أنزله الله - تعالى -، فلا نحرف ولا نبدل فيه بأهوائنا، ونتحمل في سبيله كل فرية وعدوان..
- وإما أن نقبل بإسلام يشكله لنا الغرب، لكن لن يكون هو الإسلام الذي أنزله الله إلينا ورضيه لنا دينا..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه الآيات والذكر الحكيم، وصلى الله وسلم على محمد وأله وصحبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد