بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة الفصل أنه ينبغي لك أن تحدث الناس بما يرغبون ويحبون، وأوضح بأنه كان في صباه يحب القوارب، فزارهم رجل محامي فبدأ يحدثه عن القوارب وجمالها، قال: فكنت أصغي إليه بلهف وفرح، فلما خرج سألت عمتي عنه فقالت: هذا رجل محامي. قلت: لكنه حدثني عن القوارب ولم يحدثني عن القانون. قالت: يريد أن يدخل السرور عليك.
وختم الفصل بقوله: تكلم فيما يسر محدثك وتظن أنه يهتم به.
وكان معلم الناس الخير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائد البشرية ومربيها ومع ذلك يداعب صبيا ويسأل عن صعوته ويكنيه ليدخل السرور عليه، كما قال أنس: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا قال عن أخ لي: ما لي أرى أبا عمير خاثر النفس؟ قالت أمي: ماتت صعوته يا رسول الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا عمير ما فعل النغير»(1).
وقد ورد في الحديث أن إدخال السرور على المسلم من بين الصدقات.
بل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحزن خشية على نفسية مسلم قد يأتي في آخر الزمان، فكيف إذا كان حياًّ وكيف إذا كان مواجهاً له؟!
عن عائشة قالت: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من عندي وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إلي وهو حزين، فقلت: يا رسول الله، خرجت من عندي وأنت قرير العين، ورجعت وأنت حزين، فقال: إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي»(2).
أين هذا من أناس يتفاخرون بكسر نفوس وقلوب إخوانهم، ويتندرون بذلك.
-----------
(1) صحيح البخاري [5778].
(2) سنن أبي داود [2029]، جامع الترمذي [873]، سنن ابن ماجه [3054].وقال الترمذي:«حسن صحيح».
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد