بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
الحمد لله باسط اليدين بالغفران، المنعم على أمة الإسلام بالقرآن، والممتن عليها بالهداية إلى الإيمان، أحمده حمد مقر بفضله معترف بنعمته راغب في المزيد من الإحسان، تواترت على عباده آلاؤه، وترادفت عليهم نعماؤه، فهم من فضله في بحار زاخرة، ومن عطائه في رياض ناضرة، له الحمد ما أشرقت على الدنيا شمس، وما تحركت على الأرض نفس، وما خطر على وجه البسيطة إنس. وأصلي وأسلم على من كان بإذن الله لظلمات الأرض جلاء ولأدوائها شفاء، أمسك بحجز أمته أن تتقحَّم في الردى، وأوضح لها منهج الحق وسبيل الهدى، فأقامها على محجّة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
والله ما حملت أنثى ولا وضعت ***كمثل أحمد من قاص ومن دان
مهذب شرف الله الوجود *** به وخصـه بدلالات وبرهـان
فِي أمة كان هاديها وليس *** لها إلا عبـادة أصنـام وأوثـان
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
( ياأَيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مٌّسلِمُونَ ) [آل عمران: 102].
( يَـأَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مّن نَّفسٍ, واحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيبًا ) [النساء: 1].
( يأَيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيدًا يُصلِح لَكُم أَعمَـالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا ) [الأحزاب: 70، 71].
قفوا يا رجال.
وسط سواد الدخان.
هنا بذرة الوعد تنمو، وإشراقة الفجر تبدو.
ويهوي الهوان.
وما بين حرّ اللهيب ونزف الحريق يكون الأمان.
إذا لم تردَّ الحقوقَ الخطَب.
فلن يفهم الخصم إلا كلام اللّهب.
نعم وحده كلام اللهب يفهِم المعتدين.
ومع اقتراب هذا الشهر المبارك شهر الفداء والجهاد تجدّدت صور التضحيات والبطولة، كأنما جاء رمضان ليهز الأمة من غفوتها ويذكرها بمجدها وواجبها.
مع اقتراب هذا الشهر العظيم الذي تنزل فيه القرآن تنزلت الصواعق على رؤوس يهود تقول لهم: نحن هنا، في كل ذرة رمل، وتحت كل شجرة ليمون، وفوق كل غصن زيتون.
مع اقتراب هذا الشهر بدأ إخواننا ينشدون بأفعالهم قول من قال:
لغة الخصوم من الرجوم حروفها *** فليقرؤوا منها الغداة فصولا
لَما أبوا أن يفهمـوا إلا بِهـا *** رحنـا نرتلهـا لَهم ترتيلا
فلله دره من شهر مبارك.
إيه يا شهرنا العظيم شموخا *** قد تنسمت من شميم الوادي
ضمنـا ضمنا إليـك فإنا لَم *** نزل من بنيـك والأحفاد
أطلق الروح من عقال *** التوابيـت وزيّن أيامنـا بالجهاد
يا إخوتاه، لم يعد يفصل بيننا وبين رمضان غير ساعات معدودات تمر مر البرق وتنقضي انقضاء الحلم، ويا للعجب العجاب! كيف تصرم عام كامل بكل ما فيه فإذا بنا مرة أخرى نستقبل هذا الشهر العظيم.
فهنيئًا لي ولكم ولأمة الإسلام هذا الموسم العظيم والشهر الكريم، وحيهلا بأيّامه المباركات وساعاته الطيبات.
أتى رمضـان مزرعة العبـاد *** لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقـه قـولاً وفعـلاً *** وزادك فاتخـذه للمعـاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوّه نادمًا يوم الحصـاد
وأريدك ـ أيها الأخ الحبيب ـ أن تقف مع نفسك قليلاً، ذلك أن الناس في استقبال هذا الشهر العظيم على ثلاثة أصناف:
فمنهم من هو إليه بالأشواق، يعدّ الأيام والساعات شوقًا ورغبة إلى لقاء رمضان، الشهر الذي أحبه وأنس به، ولسان حاله يقول:
مرحبا أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبا زارنا في كـل عـام
قد لقينـاك بِحـبّ مفعم كل *** حب في سوى المولى حرام
إن بالقلب اشتياقًا كاللظى *** وبعيني أدمع الحـب سجـام
وهذا رسول الله كان إذا دخل رجب يقول: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان))، وقال المعلى بن الفضل: كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
ومن الناس ناس لا فرق عندهم بين رمضان وغيره، فهم يستقبلونه بقلب بارد ونفس فاترة، لا ترى لهذا الشهر ميزة على غيره إلا أنها تمتنع فيه عن الطعام والشراب، فهم يصبحون فيه ويمسون كما يصبحون ويمسون في غيره، لا تتحرك قلوبهم شوقًا ولا تخفق حبًا، ولا يشعرون أن عليهم في هذا الشهر أن يجدّوا أكثر مما سواه.
ومن الناس ناس ضاقت نفوسهم بهذا الشهر الكريم، ورأوا فيه حبسًا عن المتع والشهوات، فتبرموا به وتمنوا أن لم يكن قد حلّ، وقد روت لنا كتب الأدب خبر واحد من هؤلاء أدركه شهر رمضان فضاق به ذرعًا فجعل يقول:
أتانِي شهر الصوم لا كان من شهر *** ولا صمـتُ شهرًا بعـده آخرَ الدهـر
فلو كـان يعديني الأنـام بقـوة على *** الشهر لاستعديت قومي على الشهر
فابتلاه الله عز وجل بمرض الصرع، *** فصار يصرع في كل رمضان.
وصدق عليه الصلاة والسلام إذ قال عن شهر رمضان: ((بمحلوف رسول الله ما أتى على المسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منهº وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن ونقمة للفاجر)) رواه أحمد وقال الشيخ شاكر: \"إسناده صحيح\" وضعفه الألباني. فتأمل حالك أيها الأخ المسلم، وانظر من أي الأقوام أنت.
لقد كان الرسو ل يهنئ أصحابه بحلول هذا الشهر الكريم، ويعلن لهم عن فضائله شحذًا لهممهم وعزائهم، وتشويقًا لهم لاستغلال أيامه وساعاته، فعن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلكم شهر مبارك، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن، ومن فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا))، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، قال: ((يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائمًا على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائمًا سقاه الله عز وجل من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبدًا حتى يدخل الجنة...وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار)) رواه ابن خزيمة والبيهقي بسند فيه مقال.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة)) رواه الشيخان.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم)) رواه النسائي والبيهقي بسند حسن وهو في صحيح الترغيب: (418).
قال ابن رجب في لطائف المعارف: \"هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان وغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟! من أين يشبه هذا الزمان زمان؟! \".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يبق منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)) رواه الترمذي والنسائي والحاكم.
وعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله قال: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب واحد الشهر كله، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب الشهر كله، وغلت عتاة الجن، ونادى مناد من السماء كل ليلة إلى انفجار الصبح: يا باغي الخير يمّم وأبشر، ويا باغي الشر أقصر وأبصر، هل من مستغفر نغفر له؟ هل من تائب نتوب عليه؟ هل من داع نستجيب له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ ولله عز وجل عند كل فطر من شهر رمضان كل ليلة عتقاء من النار ستون ألفًا، فإذا كان يوم الفطر أعتق مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا ستين ألفًا)) رواه البيهقي وهو حديث حسن لا بأس به.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: ((ماذا يستقبلكم وتستقبلون؟)) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وحي نزل؟ قال: ((لا))، قال: عدو حضر؟ قال: ((لا))، قال: فماذا؟ قال: ((إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة)) وأشار بيده إليها. رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: ((إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة ـ يعني في رمضان ـ، وإن لكل مسلم في يوم وليلة دعوة مستجابة)) رواه البزار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)) الشيخان.
بمثل هذه الأحاديث العظيمة كان عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه إذا أظلتهم بشائر شهر رمضان ليحرك من هممهم إلى الطاعة والعبادة، وليصرفهم عن دنياهم إلى أخراهم، ومن متاع فان إلى تجارة رابحة دائمة.
فهل لنا في ذلك متعظ؟
إن كثيرا من المسلمين اليوم لا يعرفون هذا الشهر إلا أنه شهر لتنويع المآكل والمشارب، فيبالغون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي ويكثرون من شراء الكماليات التي لا داعي لها.
والبعض الآخر لا يعرف من رمضان إلا أنه وقت السهر في الليل على اللهو واللعب والغفلة، ووقت النوم والبطالة في النهار فتجده معظم نهاره نائمًا، فينام حتى عن الصلاة المفروضة.
والبعض لا يعرف من رمضان إلا انه موسم للتجارة وعرض السلع فينشطون في البيع والشراء ويلازمون الأسواق ولا يحضرون المساجد إلا قليلاً على عجل، فصار رمضان عندهم موسمًا للدنيا لا للآخرة، يطلب العرض الفاني ويترك النافع الباقي.
وآخرون لا يعرفون من رمضان إلا أنه وقت التسول في المساجد والشوارع فيمضي أوقاته بين ذهاب وإياب ويظهر نفسه بمظهر الفاقة والفقر وربما كان مخادعًا.
وبعض إخواننا وأحبابنا لا يعرفون عن رمضان إلا أنه شهر الأرصفة والشلل والتجمعات الرصيفية! فهم أبدًا من رصيف إلى رصيف، ومن مباراة إلى أخرى، ومن ملعب إلى أخيه.
وبعض الأحباء ظنوا أن مجيء الاختبارات في شهر رمضان يرخص لهم في التفريط في صلاة التراويح والجماعة في المسجد وقراءة القرآن، ومادروا أن المؤمن الجاد يجد في دروسه حتى يتفوق، ويجد في عبادته حتى يتألق وإنه لقادر على الجمع بينهما بإذن الله.
ورحم الله المناوي إذ يقول: \"رغم أنف من علم أنه لو كف نفسه عن الشهوات شرها في كل سنة، وأتى بما وظف له فيه من صيام وقيام غفر له ما سلف من الذنوب، فقصر ولم يفعل حتى انسلخ الشهـر ومضى\".
يا عباد الله: السنة شجرة، والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها وأنافس العباد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها، وشهر شعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قطافها، إن هذه الأشهر الثلاث كالوقفات الثلاث فرجب أولاها تحمى فيها العزائم، وشعبان ثانيتها تذوب فيها مياه العيون، ورمضان ثالثتها تورق فيها أشجار المجاهدات، وأي شجرة لم تورق في الربيع قطعت للحطب، فيامن قد ذهبت عنه هذه الأشر وما تغير أحسن الله عزاءك!
الخطبة الثانية
أما بعد: أي أخي، أتذكر كم كانت ندامتك وحسرتك حين تصرمت آخر ليلة من رمضان الفائت؟
أتذكر كم من عبرة سكبتها، وأنت تتندم على أوقات من شهر رمضان ضاعت، وليال لم تحسن استغلالها؟
أتذكر أنك عاهدت نفسك يوم ذاك أن تستقبل رمضان القادم بنفس عازمة، وهمة قائمة؟
فها أنت ذا أمام رمضان جديد، وها قد كتب الله لك الحياة لتدرك فرصة أخرى تختبر فيها صدقك ورغبتك في الخير، فماذا ستفعل؟ هل ستبادر؟ أم تفرط في أوقات شهرك حتى يغادر؟ ثم تندم ولا ينفع الندم؟
يا إخوتاه، هل أدركنا مقدار النعمة العظيمة حين من الله علينا ببلوغ هذا الشهر؟ ماذا لو طويت أعمارنا قبله؟ أكنا قادرين على الطاعة والعبادة؟ أكنا قادرين على الركوع والسجود؟
إن الله أعطانا فرصة عظيمة حرمها غيرنا ممن فارق الحياة وأفضى إلى ما قدم، وكم من رجل صلى معنا في هذا المسجد في رمضان الماضي، وسمع حديثًا كهذا الحديث عن فضائل رمضان، ثم هاهو الآن موسد في الثرى يتمنى لحظة يسبح فيها تسبيحة فلا يقدر عليها، ويرجو ثانية ينطق فيها بلا إله إلا الله فلا يجاب رجاؤه.
لقد وقفت طويلاً عند حديث عجيب رواه أحمد وابن ماجه، وقفت عنده طويلاً لأنه أشعرني جلال نعمة إدراك رمضان جديد، وأشعرني أيضا بعظيم المسؤولية الملقاة على كل مسلم يكتب الله له عمرًا ليدرك شهر رمضان.
عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنه لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله!! فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: ((أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض)) [ابن ماجه: 3925].
أفرأيت كيف سبق أقل الرجلين اجتهاد لما أتيح له من فرصة العمل في العمر الممتد؟
\"فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي\" [نداء الريان: 1/169].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد