بسم الله الرحمن الرحيم
فصل في آداب الزفاف والحياة الزوجية:
وَالمُستَحَبٌّ مِنَ الدٌّخُولِ يَكُونُ فِي *** شَوَّالَ سُنَّةُ مُبلِغِ القُرآنِ
لاَطِف كَذَا عِندَ البِنَاءِ وَصَلِّ مَعـ***ـهَا سَل إِلَهِي خَيرَهَا يَا حَانِي
وَكَذَا استَعِذ مِن شَرِّهَا ذَاكَ الَّذِي *** يَقضِي ائتِلاَفًا دَائِمَ الأَحيَانِ
فَإِذَا أَرَدتَ جِمَاعَهَا سَمِّ الإِلَـ***ـهَ كَذَا استَعِذ مِن رُفقَةِ الشَّيطَانِ
إِذ لَو قَضَى رَبِّي عَلَيكَ بِنِعمَةٍ, *** هِيَ نِعمَةُ الأَطفَالِ وَالوِلدَانِ
سَيُجِيرُهُم رَبِّي مِنَ الشَّيطَانِ *** أَبَدًا بِوَعدِ نَبِيِّنَا العَدنَانِي
لاَ تَأتِهَا فِي الحَيضِ أَو فِي دُبرِهَا *** لَكِن بِفَرجٍ, حَلَّ لِلغِشيَانِ
وَبِغَيرِ حَيضٍ, شِرعَةُ الرَّحمَنِ أَو *** فِي الحَيضِ جَازَ تَمَتٌّعُ الإِنسَانِ
لَكِن إِذَا جَامَعتَهَا فِي حَيضَةٍ, *** نِصفٌ مِنَ الدِّينَارِ أَو نِصفَانِ
كَفَّارَةٌ لِلسٌّوءِ مِن فِعلٍ, كَذَا *** تُب مِن جَمِيعِ الشَّرِّ وَالعِصيَانِ
وَيَحِلٌّ مَا لَم يَأتِ نَصُّ حَاظِرٌ *** يَقضِي عَلَيهِ بِحُرمَةِ الإِتيَانِ
بَاشِر وَقَبِّل فِي الصِّيَامِ بِحَالِ مَا *** لَم تَخشَ حُرمَةَ مُنزِلِ القُرآنِ
وَتَوَضَّأَنَّ إِذَا أَرَدتَ إِعَادَةً *** وَالغُسلُ أَفضَلُ غَايَةُ الرٌّجحَانِ
وَالغُسلُ جَازَ لِزَوجَةٍ, مَعَ زَوجِهَا *** وَمُجَوَّزٌ نَظَرٌ بِلاَ عِصيَانِ
فَالكَشفُ لِلعَورَاتِ جَازَ لِزَوجَةٍ, *** مَعَ زَوجِهَا وَالعَكسُ بِالبُرهَانِ
إِنَّ التَّسَتٌّرَ مُستَحَبُّ فِي الخَلاَ *** لاَ فِي الجِمَاعِ كِذَلِكَ الأَمرَانِ
وَإِذَا أَرَدتَ النَّومَ قُم بِتَوَضٌّؤٍ, *** هُوَ مُستَحَبُّ جَازَ تَركٌ ثَانِي
أَو بِالتَّيَمٌّمِ أَبدِلَن هَذَا الوُضُو *** وَالغُسلُ أَفضَلُ دَائِمَ الأَحيَانِ
وَالطٌّهرُ شَرطٌ لاَ يَحِلٌّ بِدُونِهِ *** وَطءُ النِّسَاءِ شَرِيعَةُ الدَّيَّانِ
فَإِذَا طَهُرنَ مِنَ المَحِيضِ فَجَازَ مَع *** عَدَمِ اشتِرَاطِ الغُسلِ لِلإِتيَانِ
إِنَّ التَّطَهٌّرَ شَامِلٌ لِلغَسلِ مِن *** غُسلٍ,، وُضُوءٍ,، غَسلِ فَرجٍ, ثَانِي
وَالعَزلُ جَازَ مَعَ الكَرَاهَةِ فَافهَمَن *** فَالحُكمُ لِلرَّحمَنِ فِي الوِلدَانِ
وَإِذَا عَزَلتَ لِخَوفِ فَقرٍ, فَاعلَمَن *** أَن قَد أَتَيتَ بِنِيَّةِ الكُفرَانِ
فَالعَزلُ حُرِّمَ إِن أَتَيتَ بِهِ وَذَا *** خَوفًا عَلَى الأَرزَاقِ مِن نُقصَانِ
وَانوِ العَفَافَ بِذَا النِّكَاحِ وَخَيرَهُ *** سَيُصَيَّرُ التَّزوِيجُ كَالقُربَانِ
بَعدَ البِنَاءِ ائتِ الأَقَارِبَ وَالأُلَى *** جَاؤُوكَ فِي دَارٍ, مِنَ الإِخوَانِ
سَلِّم عَلَيهِم وَادعُ سُنَّةُ أَحمَدٍ, *** وَيُقَابِلُوكَ بِمِثلَ ذَا الإِحسَانِ
وَاجعَل أَخِي الحَمَّامَ فِي بَيتٍ, وَلاَ *** تَهتِك سِتَارَ البِرِّ وَالإِيمَانِ
هَتكُ السِّتَارِ يَكُونُ فِي نَزعِ النِّسَا *** ءِ ثِيَابَهُنَّ بِغَيرِ بَيتِ صِيَانِ
نَشرٌ لأَسرَارِ الجِمَاعِ مُحَرَّمٌ *** وَتَشَبٌّهُ الإِنسَانِ بالشَّيطَانِ
وَجَبَت وَلِيمَةُ عُرسِنَا بَعدَ البِنَا *** أَولِم بِشَاةٍ, أَو بِلاَ اللٌّحمَانِ
جَازَت مُشَارَكَةُ الغَنِيِّ بِمَالِهِ *** بَل وَاستُحِبَّت خِصلَةُ المِعوَانِ
تَخصِيصُنَا لِلأَغنِيَاءِ بِدَعوَةٍ, *** وَالمَنعُ لِلفُقَرَا مِنَ العِصيَانِ
شَرٌّ الطَّعَامِ طَعَامُ تَخصِيصٍ, لِمَن *** هُم أَغنِيَاءُ وَمَنعُ مَن هُوَ وَانِي
وَجَبَت إِجَابَةُ دَعوَةٍ, فِي شَرعِنَا *** وَمِنَ المَعَاصِي رَدٌّçهَا بِتَوَانِي
إِن كُنتَ فِي صَومِ التَّطَوٌّعِ أَفطِرَن *** إِن شِئتَ أَو دَع بُيِّنَ الأَمرَانِ
وَالأَفضَلُ الإِفطَارُ ذَاكَ لأَنَّ مَن *** يَدعُو يُكَلِّفُ نَفسَهُ يَا حَانِي
وَاترُك حُضُورَ العُرسِ إِن كَانَت بِهِ *** إِحدَى المَعَاصِي طَاعَةُ الرَّحمَنِ
وَالمُستَحَبٌّ لِمَن أَتَى لِوَلِيمَةٍ, *** أَو دَعوَةٍ, مِن سُنَّةٍ, أَمرَانِ
جُد بِالدٌّعَا بَعدَ الفَرَاغِ لأَهلِهَا *** وَاطلُب مِنَ الرَّحَمَاتِ وَالغُفرَانِ
وَاطلُب كَذَا البَرَكَاتِ لِلزَّوجَينِ وَالـ***ـخَيرَاتِ وَالتَّألِيفَ طُولَ زَمَانِ
دَع يَا أَخِي قَولَ الجَهَالَةِ مُنكَرٌ *** هَنِّئ أَخِي دَومًا بِخَيرِ تَهَانِي
ثُمَّ الغِنَا وَالضَّربُ بِالدٌّفِّ الَّذِي *** هُوَ جَائِزٌ وَعَلاَمَةُ الإِعلانِ
لاَ تَعدُ ضَربًا بِالدٌّفُوفِ وَلاَ الغِنَا *** بِكَلاَمِ خَيرٍ, جَازَ لِلنِّسوَانِ
ذَا فَصلُنَا بَينَ الحَلاَلِ وَحُرمَةٍ, *** أَعلِن نَكَاحًا لَيسَ بِالعِصيَانِ
وَكَذَا امتَنِع عَن مَا يُخَالِفُ شَرعَنَا *** إِن كُنتَ تَبغِي رَحمَةَ الرَّحمَنِ
مِثلَ اختِلاَطٍ, أَو سُفُورٍ, حُرمَةٌ *** عِندَ الرِّجَالِ تَبَرٌّجُ النِّسوَانِ
وَغِنَاءِ سُوءٍ, بِالمَعَازِفِ إِنَّهُ *** سُدَّت لَهُ فِي شَرعِنَا الأُذُنَانِ
تَعلِيقُ صُوَرَةِ مَا لَهُ رُوحٌ كَذَا *** وَالسَّترُ بِالسَّجَّادِ لِلجُدرَانِ
حَلقُ اللِّحَى أَيضًا وَخَاتَمُ خِطبَةٍ, *** هُوَ سُنَّةٌ مِن عَادَةِ الكُفرَانِ
تَدمِيمُ أَظفَارٍ, وَتَطوِيلٌ لَهَا *** وَتَشَبٌّهُ النِّسوَانِ بِالذٌّكرَانِ
وَكَذَا التَّشَبٌّهُ لِلرِّجَالِ بِنِسوَةٍ, *** وَتَنَمٌّصٌ وَبَقِيَّةُ العِصيَانِ
مِن بَعدِ ذَا تَحرِيمُ خَاتَمِ عَسجَدٍ, *** حَلَقَاتِهِ وَالطَّوقِ لِلنِّسوَان
وَكَذَا السِّوَارِ وَقُرطِهِنَّ، سَلاَسِلٍ, *** وَبَقِيَّةٌ جَازَت بِلاَ عِصيَانِ
هَذَا مِنَ الذَّهَبِ الثَّمِينِ وَغَيرُهُ *** مِن فِضَّةٍ, هُوَ جَائِزٌ بِبَيَانِ
لاَ لاَ تَقُل إِنَّ البَقِيَّةَ قِلَّةٌ *** بَل كَثرَةٌ فِي العَدِّ وَالحُسبَانِ
وَدَلِيلُ تَحرِيمِ المُحَلَّقِ ظَاهِرٌ *** مِن سُنَّةِ المَعصُومِ بِالبُرهَانِ
مَن قَالَ بِالإِجمَاعِ فِي تَحلِيلِ ذَا *** هُوَ مُخطِئٌ وَالقَولُ ذُو بُطلاَنِ
إِذ يَستَحِيلُ وُجُودُ إِجمَاعٍ, أَتَى *** بِخِلاَفِ سُنَّةِ سَيِّدِ الإِنسَانِ
قَدِّم أَخِي سُنَنَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ, *** دَومًا عَلَى الإِجمَاعِ بِالرٌّجحَانِ
إِن كَانَ ذَا الإِجمَاعُ لَيسَ بِقَائِمٍ, *** مَعَ سُنَّةِ وَكَذَا مَعَ القُرآنِ
لاَ لاَ تَقُل بِالنَّسخِ ذَاكَ بِأَنَّهُ *** لِلنَّسخِ فِي تَحقِيقِهِ شَرطَانِ
عِلمٌ بِتَأرِيخِ الأَدِلَّةِ وَاجِبٌ *** وَالعَجزُ عَن دَرءِ التَّعَارُضِ ثَانِي
لَيسَ التَّعَارُضُ قَائِمٌ بِأَدِلَّةِ التـ***ـتَحرِيمِ وَالتَّحلِيلِ بِالتِّبيَانِ
فَأَدِلَّةُ الذَّهَبِ المُحَلَّقِ خَصَّصَت *** تَعمِيمَ حِلِّ الذَّهبِ لِلنِّسوَانِ
أَمَّا أَدِلَّةُ حِلِّهِ جَاءَت أَخِي *** مِن قَبلِ حَظرِ مُحَلَّقٍ, الذِّهبَانِ
إِذ بِالمُبِيحِ فَلاَ تَرُدَّ مُحَرِّمًا *** حِينَ التَّعَارُضِ حُجَّةُ العِرفَانِ
لاَ لاَ تُقَيِّد حَظرَ ذَاكَ بِكَنزِهِ *** فَالكَنزُ فِي وَرِقٍ, يُحَرَّمُ ثَانِي
وَاعجَب لِتَقيِيدٍ, لِقَومٍ, أَخطَئُوا *** حِينَ استَدَلٌّوا بِالحَدِيثِ الوَانِي
هُم قَيَّدُوا هَذِي النٌّصُوصَ بِشُبهَةِ الـ***ـإِظهَارِ فِي التَّزيِيـنِ لِلنِّسوَانِ
إِظهَارُهُنَّ لِزِينَةٍ, مِن فِضَّةٍ, *** وَتَزَيٌّنٌ قَد جَازَ يَا إِخوَانِي
فَلِمَا أَبَاحَ نَبِيٌّنَا وَرِقًا بِإِطـ***ـلاَقٍ, بِلاَ تَقيِيدِهِ بِبَيَانِ
رَدٌّ الحَدِيثِ بِفِعلِ عَائِشَةَ الَّذِي *** يَقضِي بِحِلِّ مُحَلَّقِ الذِّهبَانِ
هُوَ بَاطِلٌ ثَبَتَت مُخَالَفَةٌ لَهَا *** فِي غَيرِ ذَا فَافهَم أَخِي تِبيَانِي
بَل لِلأَكَابِرِ مِن صَحَابَةِ أَحمَدٍ, *** وَمُخَالَفَاتُهُمُ لَهَا سَبَبَانِ
إِمَّا خَفَاءٌ لِلأَدِلَّةِ عَنهُمُ *** أَو بِاجتِهَادٍ, بُيِّنَ الأَمرَانِ
وَإِذَا جَهِلتَ العَامِلِينَ بِسُنَّةٍ, *** وَالقَائِلِينَ فَلاَ تَقِف بِتَوَانِي
إِن صَرَّحَت بِالحُكمِ ذَاكَ وَأُحكِمَت *** فَاحكُم بِهَا هِيَ حُجَّةُ العِرفَانِ
أَسلاَفُنَا لاَ لَم يَرُدٌّوا سُنَّةً *** حَتَّى تُوَافِقَ رَأيَ أَيِّ فُلاَنِ
أَو فِعلَهُ، لَكِنَّ أَهلَ زَمَانِنَا *** لاَ يَأخُذُونَ بِسُنَّةِ العَدنَانِي
حَتَّى يَقُولَ بِهَا فُلاَنٌ إِنَّهُم *** رَدٌّوا بِذَاكَ الحَقَّ بِالبُهتَانِ
لَسنَا بِذَا نَعنِي مَسَائِلَ قُرِّرَت *** بِالإِجتِهَادِ بِغَيرِ مَا بُرهَانِ
إِذ قَد يَكُونُ الإِجتِهَادُ مُوَافِقًا *** وَمُخَالِفًا لِلحَقِّ يَا إِخوَانِي
لَكِن عَلَيكَ بِسُنَّةِ المَصدُوقِ مَع *** فَهمٍ, صَحِيحٍ, مِن هُدًى رَبَّانِي
إِنَّ التَّمَتٌّعَ حَرَّمَتهُ شَرِيعَةُ الـ***ـمَصدُوقِ أَعنِي مُتعَةَ النِّسوَانِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد