ركعتي المغرب


بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان وكرمه، فأمره بعبادته قال - تعالى -: (يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ) (البقرة:21) وأرشده إلى طريق الفلاح، قال - تعالى -: (قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1،2).

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أنعم عليه ربه بمعراج إلى السماء، فتلقى في هذا المقام الجليل تكليف الصلاة، فكانت بعد العقيدة أولى الواجبات، وللمؤمنين أهم السمات قال - عليه الصلاة والسلام -: (بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة) أما بعد:

 

أخي الكريم: للصلاة منزلة عظيمة في الإسلام، فمنزلتها تأتي بعد الشهادتين لتكون دليلاً على صحة الاعتقاد وسلامته، وبرهاناً على صدق ما وقر في القلب وتصديقاً له.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) رواه البخاري ومسلم.

كما أنها مفتاح كل خير، تعطي القلب أنساً وسعادة، وتعطي الروح بشراً وطمأنينة، وتعطي الجسد نشاطاً وحيوية، تعددت أنواعها وكأنها بهذا التعدد تطبب الإنسان، تداوي أسقامه وتعالج علله وهمومه.

تكرارها صيانة للنفس وتربية لها، تعلم العبد آداب العبودية وواجبات الربوبية، بما تغرسه في قلب صاحبها من قدرة الله وعظمته وبطشه وشدته ورحمته ومغفرته، تحليه وتجمله بمكارم الأخلاق. (كتاب الصلاة - د. عبد الله الطيار - بتصرف).

فمن عظيم نعم الله علينا أن شرع لنا نوافل نزداد بها صلة، وننال بها محبة وفي الحديث القدسي: (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه). ومن هذه النوافل ركعتين قبل المغرب.

 

التعريف:

ركعتان قبل المغرب نافلة تصلى قبل الفريضة يتقرب بها العبد طاعة لله.

 

حكمها:

مستحبة.

 

الأدلة من السنة عليها:

الأول: عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صلوا قبل المغرب‘‘ قال في الثالثة’’ لمن شاء) رواه البخاري.

الثاني: عن أنس - رضي الله عنه - قال: (لقد رأيت كبار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبتدرون السواري عند المغرب) رواه البخاري.

الثالث: عن أنس - رضي الله عنه - قال (كنا نصلي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين بعد غروب الشمس قبل المغرب فقيل أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاهما؟ قال: كان يرانا نصليهما فلم ينهنا) رواه مسلم.

الرابع: عن أنس - رضي الله عنه - قال: (كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فركعوا ركعتين، حتى أن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليها) رواه مسلم.

 

ثمرات النوافل:

1- جبر لما قد يقع في الفرائض من نقص: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة.قال يقول ربنا - عز وجل - لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم). صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.

2- محبة الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله - تعالى - قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه). رواه البخاري.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply