يبني مسجدا من الخشب لوحده


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

في يومٍ, من الأيام سافرت أنا وأخ لي إلى إحدى الدول العربية لزيارة بعض الأصحاب هناك.. وفي ليلة من الليالي ونحن نتسامر ذكر لي أحد الأشخاص الأعزاء هناك قصة والله أبكتني ورفعت الإيمان في قلبي وجعلت أردد التكبيرات وأنا أسمعها.. يقول هذا الشاب:

 

كنت أعمل في شركة وطنية كبرى لا يوجد بها مسجد مع وجود سكن كبير للعمال بها، وكان هناك شابٌ مستقيم طالما طالب ببناء مسجد.. فكان كلما ذهب إلى مدير الشركة يطلب منه بناء مسجد صغير يرفض طلبه ولا يلقي له بالا..

 

وكان يتردد هذا الشاب على المدير باستمرار فلم ينفذ طلبه.. وبعدها قرَّر هذا الشاب أن يبني مسجدا بيده، يقول الذي يروي القصة لي: لقد أتاني أنا ورفاقي وقال لنا يا شباب أريد مساعدتكم في بناء مسجد فقد حددت المكان الذي أريد بناء مسجد فيه..

 

يقول فنظرنا إلى بعضنا ونحن نقول في أنفسنا هذا الرجل مجنون.. يريد بناء مسجد لوحده.. ولم نكترث به ولم يساعده منا أحد، فأصبح هذا الشاب كل يوم بعد الدوام يذهب ويجمع ألواح الخشب الكبيرة ونحن نمر من عنده ونراه ويذهب بها إلى المكان الذي حدده لبناء المسجد..

 

وكل يوم على هذه الحال يجمع ألواح الحديد والخشب والأعمدة الحديدية لبناء المسجد الذي يريد، وفعلا بدأ ببناء المسجد وقد تناسينا الأمر.. وبعد شهر من العمل الدؤوب أتانا فرحا يكاد يطير من الفرح.. مبتسماً مسروراً، فقلنا له ما بك؟ هل تزوجت؟ وقد نسينا أمر مسجده..

 

فقال لا.. لقد انتهيت من بناء المسجد تعالوا معي لتروه، يقول الراوي عندما ذهبنا ورأينا مسجده انبهرنا مما رأينا.. لقد بنى مسجدا كبيرا من الخشب والحديد والزنك وكان جميلا جدا ومرتبا ترتيبا رائعا وجعل له شبابيك جميلة وقد فرشه بقطع من السجاد البالي والحصير الممزق..

 

وأصبح سكان هذه الشركة يأتون ويصلون بهذا المسجد الذي بناه ذلك الشاب وعندما أتى مدير الشركة ورأى هذا المسجد سُرَّ كثيراً مما رأى من عزيمة هذا الشاب وأصبح هذا الشاب يؤذن فيه ويصلي بالناس ويضع أباريق الماء أمام المسجد للذي يريد الوضوء، وأصبح يقول أنا أريد من الشركة فقط أن يبنوا لي دورة مياه هنا لكي يتمكن المصلين من الوضوء وسأطالب بهذا.

 

وبعد سماعي لهذه القصة تذكرت قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة)، وقد أخبرني بالقصة من وقف عليها..

  

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply