السياج المنيع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أعمدتها كأسنة الرماح، لها قوة نافذة، وموجودة في أنفس العماليق، بل هي قوة روحية تبيد أسلحة الأعادي، وصخرة شمّاء تتكسر عليها مؤامراتُهم...

حديثنا عن السياج المنيع، نريد أن ننقب عليها في مجتمعنا، نريد أن نؤسسها إذا كانت غائبة، ونأطرها إذا كانت عائمة، ونبث شذاها في النفوس...

إنها الغيرة على النساء.

 

هي الذخر الغالي، والذخيرة النفيسة، ومصدر العزة وموئل الكبرياء ومبعثٌ على الفخر والكرامة والشهامة، بل هي القوة العظمى التي تمسك بزمام المجتمع، وتحميه من تداعيات الأعداء، ومخططات النفاق والعلمنة، بل هي خلق عربي أصيل، ارتفع به الإسلام آفاقا عالية سامية، وقمماً شامخة في ظل مجتمعات محافظة على كرامتها وشرفها وصيانة أعراضها.

 

إذا ذهبت الغيرة... فسلام على العفاف، وسلام على الحجاب، وسلام على الطهر وسلام على القوامة، وسلام على المجتمع إلا ما شاء ربي...

إن لم تصن تلك اللحومَ أسودُها *** أُكِلت بلا عوض ولا أثمان[1]

 

إن من المهم أن لا نبعث الريبة بين أفراد الأسرة، أو نسيء الظن بالنساء، أو ندخل في نياتهن، أو نؤصل عدم الثقة بهن، ومن المهم أيضا أن لا نفلت الزمام، ونجعل الحبل على الغارب، ونخل بمهامنا نحن الرجال، وإذا كنا نثق بنسائنا، وهن ملتزمات بشروط العفة والحجاب، فإننا لا نثق بالذئاب البشرية ودعاة الرذيلة...

 

أين الغيرة عندما نرى نسائنا يدخلن لوحدهن الأسواق، ويتجولن بينها الساعاتَ الطوال، ويتبايعن مع الرجال، ويكاسرن معهم على الريال، وبعض الرجال في السيارة أو منهمك مع الأشغال... أين الغيرة؟!

أين الغيرة التي تلامس شغاف الرجل حينما يرى زوجته أو ابنته بنقاب أمام الناس، أو بعباءة على الكتف أو مخصرة أو مزركشة، أو بصورة تخل بالأدب والحياء؟!

 

إذا كان علماؤنا الأجلاء لا يرون إلا بتغطية الوجه والحجاب الكامل الشرعي، وتعبدنا الله بذلك، فما المصلحة أن نفلت العنان لنسائنا بحجة الخلاف، وما هذه الصور المخلة بحجاب النساء؟

 

أين الغيرة؟! لماذا تهشمت غيرة بعض الرجال في أماكن الألعاب أو الأسواق أو المطارات أو الطائرات قال - تعالى -... (وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ) إلى أن قال عزوجل (وَلَا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيٌّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ}النور31

أين الغيرة التي تحمي النساء والفتيات من جلوسهن أمام الفضائيات، والمغنين، والفنانين؟!

 

آه ثم آه على غيرة رجل تلاشت بسبب القنوات الفضائية، يأخذ حصته على الأخبار ثم يترك جل الحصص للنساء على ستار أكاديمي، وعلى المثيرات التي تقضي على الطهر والعفاف، وما يدري ذلك الذي مسح جل القنوات على حد قوله وجعل لها أرقام سرية بأن معه عقول تعيد ما مسح أثناء ذهابه أو نومه... أين غيرة هؤلاء الذين رضوا بوجود مخرجات الفن والطرب والفحش بين جدران البيوت؟!

أين غيرة هؤلاء الذين يتركون للنساء أمام أعينهم بالتصويت للفنانين، والمغنين، والشعَّار؟! سلام على رجال طمست غيرتهم، وتبلدت أحاسيسهم!!!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply