التغافل حسن الخلق


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن الله - عز وجل - كريم يحب الكرماء ويحب معالي الأمور ويكره سفسافها) رواه الطبراني، ولذلك قال الإمام أحمد بن حنبل: تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل. ومعنى التغافل تكلُف الغفلة مع العلم والإدراك لما يُتغافل عنه، تكرما وترفعا عن سفساف الأمور، وقد كان من الوصف الذي مدح به سيدنا علي بن أبي طالب أنه كان في بيته كالثعلب وخارجه كالليث. أي أنه كان كالمتناوم المغضي عينا عن مجريات الأحداث التي تقع حوله، مع إدراكه وعلمه بها، إكراما لأهله، وألاّ يوقعهم في حرج، وألاّ يرون منه التتبع الذي يرهق شعورهم ويشد أحاسيسهم. وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يواجه أحدا بشي يكرهه) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

إنه التغاض الكريم حتى لا يحرج المشاعر أو يكسر الخاطر، وهذا بالطبع في غير المعاصي ومغاضب الله. ومن الأمور التي تعارف عليها البعض رغم مخالفتها لهذا التوجيه النبوي قول البعض: (أنا أقول للأعور أنت أعور في عينه) ويقصد بذلك البطولة و التمادح. أو يقول البعض: (أنا ما أتحمل أشوف حاجة عوجاء واسكت) وهذه الأقوال و الأفعال نفسها هي التي يجب ألاّ يسكت عليها ويصدق فيها قول القائل: وأخف من بعض الدواء.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply