التعاون الشرعي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

التعاون... سبيل رقى المجتمع:

قال - تعالى - (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).

هذه هي خاتمة الآية الثانية من سورة المائدة وقد سبقها النهى عن الاعتداء في قوله - تعالى - (ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا). 

ولما كان الاعتداء غالباً لا يتم إلا بالتعاون والتظاهر كما هو الحال في قوى التحالف.

أمر المؤمنون بالتعاون على البر ونهاهم على التعاون على الإثم.

لقد كان المذهب السائد في الجاهلية والمنهج المعمول به \" أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً \" وندر في الجاهلية حلف على نصرة الحق وأهله وهذا أمر طبيعي في الجاهلية في مجتمع لا يتصل بالله. ثم جاء الإسلام وجاءت التربية الإيمانية على المنهج الرباني الذي يقوم على العدل والإنصاف بل على السماحة والعفو.

وقد اشتملت هذه الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم.

البر الذي أمر الله تبارك و- تعالى - بالتعاون عليه كلمة جامعة لكل خصال الخير

 قال الماوردى \" ندب الله إلى التعاون على البر وقرنه بالتقوى لأن في تقوى الله رضا الله وفى التعاون على البر رضا الناس ومن جمع بين رضا الله ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته \".

ولما كان الأفراد متفاوتين في قدراتهم ومهارتهم كان ولا بد حتى تتحقق المصلحة أن يقوم نفر من المسلمين بالنظر في مصالح المسلمين الدينية الدنيوية والأخروية ثم ينظرون في الوسائل التي يمكن بها الوصول إلى تحقيق تلك المصالح ثم بعد ذلك يضعون الخطط ثم توزع المسئوليات على الأفراد وفق قدراتهم وأنشطهم المختلفة إن في كل مجتمع أفراد ذوى قدرات وطاقات وأهداف تعود على المجتمع بالنفع فإذا وجدوا أفراد المجتمع تعاون نهضوا بأنفسهم والمجتمع وإن لم يساعدهم المجتمع هاجروا إلى بلاد غريبة أو أخلدوا إلى الأرض وقد ماتت همّهم وأفكارهم.

الإثم هو ما كان محرماً لجنسه كالكذب وشرب الخمر   

والعـدوان هــــو مــــــا كـــــان فيـــــــــــه اعتداء علـــــــــــى المشـــــــــــروع.

قال بعض العلماء من ثمرات هذه الآية ضرورة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأن الله - تعالى -...

بسم الله الرحمن الرحيم: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).

فالمؤمن يعبد الله وحده وهو مكلف شرعاً أن يدعوا الناس أن يعبدوا الله وحدة فالتعاون على البر والتقوى يستلزم الدعوة إلى الخير ويستلزم أن يعان على ذلك ويستلزم التحذير من الشر ويستلزم الإيعان عليه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply