إن من أحسن ما يكمل ويجمل المسلمº الأخلاق الحسنة، والتي منها ما هو واجب لازم، ومنها ما هو دون ذلك.
ألا وإن من الأخلاق التي ينبغي التأكيد عليها لما لها من أثر عظيم في الحفاظ على جوانب الترابط الاجتماعي بين المسلمين \"القرض\".
والقرض: إعطاء المسلم أخاه عند حاجته مالاً إلى أجل دون أن ينتظر منه نفعاً أو يشترط شرطاً، والأهم من هذا إنظاره إذا هو معسر عند حلول الأجل.
وهذا خلق أود أن يعلمه كل مسلم لما فيه من الأجر العظيم، ولما له من الأثر الجسيم.
لقد كان أهل الجاهلية يقرضون الشخص منهم وبفائدة مشروطة فإذا جاء وقت السداد ولم يف ما عليه من الدين أخذه صاحب الدين فباعه أو جعله رقيقاً له، فجاء الإسلام ناقضاً لتلك التعاملات الدنيئة من وجه، القاسية من وجه آخر، قال الله تعالى: ((وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) أي إذا كان من عليه الدين معسراً لا يستطيع الوفاء فصاحب المال مأمور بإنظاره أمر إيجاب عند الحنابلة، وأمر استحباب عند الجمهور من الفقهاء، حتى يصير موسراً أو يسامحه أو يتصدق عليه بكل أو ببعض ما عنده.. هذه أخلاق الإسلام.
وهذا المعطي ليس عاقبته إلا الخير المضاعف العميم من رب رحيم كريم، إذ يعامله المولى بنفس ما عامل به أخاه المسلم إن خيراً فخيراً، وإن سوءاً فسوء، ففي الحديث الذي رواه أحمد أن النبي قال: ((من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الأجل، فإذا حل فأنظره بكل يوم مثلاه صدقة)) فأجره مضاعف، وماله محفوظ، ينتفع به في الدنيا والآخرة.
وليس نفع إمهال المعسر قاصر على جلب النفع، ومضاعفة الأجر، وإنما الوقاية من الضر والسوء أعني بذلك نار جهنم، والتي هي أسوأ السوء، فعند أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أنظر معسراً أو وضع عنه وقاه الله من فيح جهنم)).
بل يمهله الله إن فعل سوءاً، ولا يجعل له العقوبة، ويسر له سبل التوبة فعند الطبراني قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((من أنظر معسراً إلى ميسرة أنظره الله بذنبه إلى توبته)).
فيا أخي المسلم ليس من الإيمان أن تعيش مستور الحال، وافر الرزق، وأخوك المسلم تقلقه الحوائج والأزمات في زمن الأزمات، بل أعط أخاك وأقرضه، واقض حوائجه يقض الله حوائجك، ومن تولى الله قضاء حوائجه فليس بحاجة إلى أحد، ولن تعسره حاجة.
ثم إذا ما جاء وقت الوفاء وتبين لك حقيقة إعسار أخيك فأنظره تنل خيراً عظيماً، وتسلم من شرٍ, جسيم، ثم ينبغي أن يكون المسلم المقترض وفياً صادقاً غير ماطل، ذا نية حسنة، فمن أخذ مالاً بنية الوفاء يسر الله له الوفاء، إذ الأعمال بالنيات، ومن أخذ بنية المماطلة عسر الله عليه أمره، وأطال فقره، وهو عنده من الظالمين، يحل للمعطى منه عرضه وعقوبته، والكل عليه الحرص على إيصال الخير للآخر.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
وصلى الله على محمد وآله،،،
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد