فإن سخروا فاصبر !


  

بسم الله الرحمن الرحيم

الهداية نعمة ومنحةٌ من الله - عز وجل - لا تسدى لكل أحد، وسنَّة الله في هذه الحياة ابتلاء من تمسك بهذا الدين لتمحيص الصادق في الاستقامة، قال - تعالى -: (ولقد فتنَّا الذين من قبلهم فليعلمنَّ الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين)..

وهذه سنة الله - عز وجل - في كل من سَلَكَ طريق الدعوة والاستقامة.. فرُسُل الله.. سخِر أقوامهم منهم، قال - تعالى -عن قوم نوح: (ويصنع الفلك وكلَّما مرَّ عليه ملأٌ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخرُ منكم كما تسخرون)..

وأخبر - جل وعلا - أن كل رسول يُبعث يُبهت بالسحر ويرمى بالجنون سخريةً منه، قال - تعالى -: (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحرٌ أو مجنون) والصحابة أيضا لم يسلموا من السخرية، قال - تعالى -: (وإذا مرٌّوا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين)..

أخي الحبيب: السخرية سنةً جارية، فمن استهزأ باستقامتك أو إرخاء لحيتك أو لبس السنة في ملبسك فلا تحزن، فإن دافعه الهوى أو الجهل، والساخر في عمق نفسه يتمنى الهداية ولكنه لا يملكها، قال - سبحانه - عن أهل الضلالة: (رُبَمَا يودٌّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين)، بل إنه يعلم أن الحق هو ما سلكته، قال - سبحانه -: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين).

توجيه: ومن سخر بك فالزم ما لزمه الأنبياء من الصبر والعفو والحلم والأناة والإعراض عمن آذاك، قال - سبحانه - لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يُهلك إلا القوم الفاسقين).

 

فإذا سُخر بك فافرح.. فتلك بشرى صدق استقامتك وذلك رفعةٌ لك، فالزم الصبر ولا تحبط العمل بالجزع أو الهلع على تمسكك بهذا الدين.. وعليك بمجالس أهل العلم فمنهم تتعلم أيضا كيفية الصبر عملياً..ولازمهم إن استطعت لكي تأخذ الصبر تطبيقاً..أسأل الله أن يخرس ألسِنة المستهزءين بالدين وأهله..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply