حسن الخاتمة والهيروين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اذكر أهم سبب من وجهة نظرك دفعك إلى الامتناع عن تعاطي الهيروين المخدر؟

ما سبق .. كان سؤال مفتوح جرى توجيهه إلى قرابة 75 متعافياً من متعاطي الهيروين من الذين مضى على امتناعهم ستة أشهر وأكثر، وكان الهدف من هذه الدراسة معرفة هل هناك أسباب معينة بعينها تلقي بظلالها على المتعاطي أكثر من غيرها وتؤدي به للامتناع عن التعاطي؟

وعلى الرغم بتسليمنا بأننا لا نستطيع أن نرجع الظواهر الإنسانية لسبب معين مهما كان أهمية ذلك السبب إلا أننا نهدف إلى السبب الأهم والذي يلقى قبولاً وصدى في وجدان وعقل المتعاطي من ضمن عدة أسباب من وجهه نظر المتعاطي نفسه حتى نستطيع أن نركز الجهد حوله في مجال التوعية والوقاية بدلاً من تبعثرها.

وبعد جمع الإجابات وتحليلها تبين أن الجانب الإيماني يطغى على معظم الإجابات حيث بلغت نسبتهم 63 % من المجموع الكلي حيث كانت إجاباتهم تتمحور حول الخوف من الله وملاقاته وهو متعاطي والخوف من سوء الخاتمة.

ويأتي بعد ذلك الجانب الأسري بما نسبته 19% حيث كانت إجاباتهم تتمحور على أن الأسرة بعد ذلك ممثلة بالوالدين والزوجة والأولاد بأنها هي الدافع للامتناع عن المخدر وكذلك الخوف من تشرد الأسرة.

ومن ثم يأتي الجانب الجسمي في المرتبة الثالثة بنسبة 8% حيث كانت إجاباتهم تتمثل في الخوف من الإصابة من الأمراض وخاصة الجلطات والايدز.

وجاء الجانب العقابي والمالي مع جوانب أخرى في المراتب الأخيرة بما نسبته 10% من المجموع الكلي من الإجابات.

ويتبين لنا من خلال ما سبق أهمية حسن الخاتمة ودورها في عودة المتعاطين لجادة الصواب فهذه الفئة على الرغم من ارتكابها الكثير من المعاصي والجرائم الناتجة عن تعاطي الهيروين والتي يعف اللسان والقلم عن ذكرها والتي لا تخفى على أحد ولا سبيل لذكرها فأنها لم تجد ما يردعها ويمنعها سوى الخوف من الآخرة وعقابها إذا مات وهو متعاطي وخاصة وان لهم من الخبرة في هذا المجال واقصد موت رفاقهم أمام أعينهم نتيجة التعاطي في خاتمة سيئة الخبرة التي لا يحصل عليها أحد غيرهم.

فالأسرة والخوف عليها وعلى سمعتها وعلى تشرد الأبناء جاءت في المرتبة الثانية وبنسبة ضئيلة أمام سوء الخاتمة كما أن إصابة المدمن بالمرض رغم خطورة المرض الذي عادة ما يصابون به فأمراضهم ليست كأي مرض رغم ذلك لم تكن رادعاً يذكر واتت بالمرتبة الثالثة بنسبة ضئيلة جداً. أما السجن والعقوبة فرغم دخولهم السجن أكثر من مرة بسبب التعاطي وتكرار العلاج وجرائم توابع التعاطي فلا تكاد تذكر نسبته أمام سوء الخاتمة.

ونتيجة هذه الدراسة المتواضعة فإنها تدعونا إلى تركيز جهودنا في توعية هذه الفئة على سوء الخاتمة وأهمية حسن الختام في الإسلام وأن نوضح لهم الأدلة من القرآن والسنة المطهرة على عاقبة سوء الخاتمة, وأن نذكرهم دائماً بها، فقد روى جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (يبعث كل عبد على ما مات عليه), وفي قصة الرجل الذي سقط عن راحلته في عرفة وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يبعث ملبياً, وأخبر أن الشهيد يبعث يوم القيامة وجرحه يدمي اللون لون الدم والريح ريح المسك وما كان موت الفجاءة مذموماً إلا لأنه يفاجأ صاحبه قبل التوبة من المعاصي (سوء الخاتمة للحقيل ).

فعندما ندق على هذه الوتر الحساس والذي هو الدافع الأهم لما سبقوهم في هذا المجال للامتناع عن المخدر فهذا مدعاة إلى رجوعهم إلى الحق وتوبتهم بإذن الله, فعلينا أن نهتم بهذا الجانب ونقوم بتنميته والتوعية من خلاله بداية بالأسرة ممثله في الزوجة والوالدين والإخوان ومن ثم إلى جميع مؤسسات المجتمع المختلفة عامة والمناط بها التوعية والإرشاد خاصة كالمساجد والدعاة (خاصة من لهم قبول لدى الشباب) ولجان التوعية بأضرار المخدرات والمصحات العلاجية.

 

وأن لا تقتصر هذا التوعية وهذا التركيز على متعاطي الهيروين فقط فما ينطبق عليهم ينطبق على غيرهم وأن كان بدرجة أقل فإن قال أحدهم أن الحشيش والحبوب وهما الأكثر انتشاراً في مجتمعنا لا يؤدي تعاطيه للوفاة وبالتالي سوء الخاتمة التي يخاف من عاقبتها متعاطي الهيروين فنقول له وهل تضمن أن لا يأتيه الموت وهو متعاطي لها وخاصة ونحن نشاهد اقتران قيادة البعض للسيارات بتهور مع تعاطي الحبوب والحشيش, مع عدم إغفال الجوانب الأخرى كالأسرة, والإصابة بالأمراض, والى سؤال أخر وبالله التوفيق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply