فإنَّ الإشاعة في اللغة هي الإظهار والنشر، وذلك يصدُق بما هو صادق، وبما هو كاذب، ولكن العُرف قصرها على الأخبار التي لم يثبت صِدقها بعد، ويُقال لها: الأراجيف، واحدها إرجاف، وأصل الرَّجف الحركة والاضطراب، والإشاعة فيها هذا المعنى.
وأكثر ما يحمل على الإشاعة الكراهية لمن يُشاع عنه، أو حُب الظهور بالسبق إلى معرفة ما لا يعرفه غيره، أو التسلية أو التنفيس عن النفس فيما حُرِمَت منه، وتكثر أيام الأزمات السياسية والاقتصادية والحربية حيث يكون الجو ملائمًا لرواجها.
وللإشاعة آثارها الضارة، من بلبلة الأفكار وتضليل الرأي العام، والفتنة بين الناس، وتشويه سمعة البرآء، كما أشاع المشركون على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه ساحرٌ كذابٌ، وأنه شاعر أو كاهن أو مجنون، وكما أشاعوا في غزوة أحد أنه قُتِلَ لتخذيل أصحابه.
والإسلام لا يرضى عن اختلاق الإشاعة الكاذبةº لأن فيها ضررًا، والإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، والكذب مذموم إلا في حالات مُعينة لجلب مصلحة أو دفع مضرة، ومنها ما سمح به الرسول لمعبد بن أبي معبد الخزاعي من تخذيل قريش بعد انصرافهم من غزوة أحد حتى لا يعادوا الكرة لقتال المسلمين، وما سمح به لنُعَيم بن مسعود الأشجعي في غزوة الأحزاب لتخذيل العدو. وتوضيح ذلك في كُتب السيرة وفي كتابنا \"توجيهات دينية واجتماعية\".
إشاعة الكذب والإضرار بالناس:
قوله - تعالى -: (إِنَّمَا يَفتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُم الكَاذِبُونَ) (سورة النحل: 105) وقوله: (وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَد احتَمَلُوا بُهتَانًا وَإِثمًا مُبِينًا) (سورة الأحزاب: 58) وقوله عن المُرجفين: (مَلعُونِينَ أَينَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقتِيلًا) (سورة الأحزاب: 61).
وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ \"إنَّ دِمَاءَكُم وَأَعرَاضَكُم وأموالكم عليكم حرام\" رواه البخاري ومسلم وقوله: (إنَّ أَربَى الرِّبا الاستطالة في عِرضِ مُسلِم بِغَير حَقٍّ,\" رواه أبو داود. قوله: (أَيٌّمَا رَجُل أَشَاعَ على رَجل مسلم بكلمة هو منها بَرئ يُشينه بها في الدنيا كان حقًّا على الله أن يُذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال\" رواه الطبراني بإسناد جيد، وفي رواية أخرجها البغوي: \"ومن قفا مُسلمًا بشيء يريد شَينه به حبسه الله على جِسر جهنم حتى يخرج مما قال\" وقوله: \"لا يَحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا\" رواه مسلم وقوله من أخاف مؤمنا كان حقًّا على الله ألا يُؤَمِّنه من فزع يوم القيامة رواه الطبراني، ولا شك أن الإشاعة فيها ترويع للمسلم وتخويف له.
هذا إلى جانب أن الله – سبحانه- سَمى صاحب الخبر الكاذب فاسقًا فقال: (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبَأٍ, فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَومًا بِجَهَالَةٍ, فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتُم نَادِمِينَ) (سورة الحجرات: 6) وسمَّاه شيطانًا فقال عن نُعيم بن مسعود الأشجعي قبل أن يُسلِم وأراد أن يخذل جيش المسلمين في غزوة بدر الصغرى (إِنَّمَا ذَلَكَ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أَولَياءَهُ فَلا تَخَافُوهُم) (سورة آل عمران: 175) كَمَا وصفه بأنه يحب الشر للناس كالمُرجِفين الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا والَّذي يحب الشر للناس ليس مؤمنًا، كما نص الحديث \"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه\" رواه البخاري ومسلم.
كيف نقاوم الإشاعة
وأما النقطة الثانية وهي في مقاومة الإشاعة فتتمثل بعد التوعية بخطرها فيما يأتي:
1 ـ عدم سماع الكذب. فهو من صفات اليهود (سَمَّاعُونَ لِلكَذِبِ) (سورة المائدة: 51).
2 ـ عدم اتباع ما لا علم للإنسان به، قال - تعالى -: (وَلَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِه عِلمٌ إِنَّ السَّمَعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلٌّ أُولَئِكَ كَانَ عَنه مَسؤولَا) (سورة الإسراء: 26).
3 ـ عدم اتِّباع الظن فهو من سمات الكافرين، وتصديق الإشاعة اتباع للظن، قال - تعالى -: (وَمَا لَهُم بِه مِن عِلمٍ, إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئًا) (سورة النجم: 28) وفي تصديق الإشاعة ظن سيئ بمن ألصقت به وهو منهي عنه قال - تعالى -: (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ) (سورة الحجرات: 12) وقال في حادث الإفك الذي روجه زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه ضد أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها-: (لَولَا إِذ سَمِعتُمُوه ظَنَّ المُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بِأَنفُسِهِم خَيرًا وَقَالُوا هَذا إِفكٌ مُبِينٌ) (سورة النور: 12).
4 ـ وجوب التثبت من الأخبار وعدم المبادرة بتصديقها دون روية وفكر وبحث، حَتَّى لو نُقلت الإشاعة عن العدو.
ومن وسائل التثبٌّت بالرجوع إلى جِهة الاختصاص لمعرفة الحق في الأخبار الشائعة، وعلى المختصين بيان ذلك، قال - تعالى - عن المنافقين الذين كانوا يتلقون أخبار السرايا ويشيعونها قبل أن يتحدث عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو جِهة الاختصاص: (وَإِذَا جَاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأمنِ أَو الخَوفِ أَذَاعُوا بِه وَلَو رَدٌّوه إِلَى الرَّسولِ وَإِلَى أُولِي الأمرِ مِنهُم لَعَلِمَه الَّذِينَ يَستَنبِطُونَه مِنهُم) (سورة النساء: 83).
5 ـ عدم ترديد الإشاعة وحصرها في أضيق الحدود حتى لا يكثر من يساعدون على نشرها، ويساعد على ذلك: المُبادرة بحُسن الظن، والتنزه عن نقل الباطل.
6 ـ المقاومة الفعلية للإشاعة بطريقة عملية إيجابية، تقوم بها الجهات المسؤولة كالبلاغات والبيانات التي تفنِّدها، ومعاقبة المُروجين لها.
عقوبة المشيع للإشاعة:
وقد وضع الإسلام عقوبة للإشاعة التي تتعلق بالأعراض، وهي حد القَذف الذي يتهم فيه البُرآء بالفاحشة، قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ يَرمُونَ المُحصَنَاتِ ثُمَّ لَم يَأتُوا بِأَربَعَةِ شُهَدَاء فَاجلِدُوهُم ثَمَانِينَ جَلدَةً وَلا تَقبَلُوا لَهُم شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هَمُ الفَاسِقُونَ) (سورة النور: 4).
وقد حدَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أشاعوا الإفك على السيدة عائشة، وحدَّ عمر ـ رضي الله عنه ـ ثلاثة أشاعوا الزنى على المُغيرة بن شُعبة.
هذا هو باختصار موقف الإسلام من اختلاق الإشاعات ومقاومتها،وهناك أمثالها تدعو إلى كَظم الغيظ والعفو عن المسيء والإحسان إليه.
وقد شرحها المفسرون مُنبهين إلى أمور: أن الذي يتولى القصاص في الاعتداء هو المسؤول، ولا يجوز أن ينفرد به المُعتدى عليه أو وَلِيٌّه، وأن القصاص يُلتزم فيه الاقتصار على الحد الأدنى الذي لا تجاوزه فيه، وأن الخطأ لا يداوى بالخطأ، وأن العفو عن المسيء مندوب إليه إذا كان فيه إصلاح له لا إغراء على العدوان.
يقول القرطبي في تفسير (فَمَنِ اعتَدى عَلَيكُم): من ظلمك فخذ حقك منه بقدر مظلمتك، ومن شتمك فرُد عليه مثل قوله: ومن أخذ عِرضك ـ أي اتهمك بالزنى ـ فخذ عِرضه، لا تتعدى إلى أبويه ولا إلى ابنه أو قريبه، وليس لك أن تكذب عليه وإن كَذَبَ عليك، فإن المعصية لا تقابل بالمعصية، فلو قال لك مثلاً: يا كافر جاز لك أن تقول له: أنت الكافر، وإن قال لك: يا زان، فقصاصك أن تقول له: يا كذاب يا شاهد زور، ولو قلت له: يا زان، كنت كاذبًا وأثمت في الكذب، وإن مَطَلك وهو غني دون عُذر فقل: يا ظالم، يا آكِل أموال الناس، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ \"ليٌّ الواجد يحل عِرضه وعقوبته\" أما عِرضه فبما فسرناه، وأما عقوبته فالسجن يُحبس فيه.
و قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فتجتَرِئ عليهم الفُسَّاق ـ الثانية أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة، فالعفو ها هنا أفضل، وفي مثله نزلت: (وَأَن تَعفُو أَقرَبُ لِلتَّقَوى) (سورة البقرة: 237)، ثم ذكر في (صفحة 44) أن العفو مندوب إليه، وقد ينعكس الأمر فيكون تَرك العفو مندوبًا إليه، وذلك إذا احتيج إلى كفِّ زيادة البغي وقطع مادة الأذى، وعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يدُل عليه، وهو أن زينب أسمعت عائشة ـ رضي الله عنهما ـ بحضرته، فكان ينهاها فلا تنتهي، فقال لعائشة \"دونك فانتصري\" خرَّجه مسلم في صحيحه بمعناه.
وجاء في هذا الحديث أن أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرسلن إليه فاطمة بنته يسألنه العدل في حب عائشة، فلم تستطع فأرسلن زينب بنت جحش ـ وكانت تسامى عائشة في الحب ـ فأخذت تسبها وعائشة ساكتة تنتظر أن يأذن لها الرسول في الجواب فأذن لها فسبتها حتى جف لسانها فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ \"كلا إنها ابنة أبي بكر\" يعني لا تستطيع مقاومتها في الكلام.
يؤخذ من هذا أن من شنع على إنسان بما ليس فيه يجوز له أن يشنع عليه، ولكن بما فيه دون اختلاق شيء ليس فيه كما يؤخذ منه أن يكون الانتصاف بالمثل دون تجاوز، حتى لا يجر الخصم إلى التجاوز أيضا فتتسع الهوة ويصعب التصالح، روى البخاري ومسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال \"إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه\" قيل: يا رسول الله يلعن الرجل والديه؟ قال \"يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه\".
كما يؤخذ منه أن العفو أفضل، ومحله كما قال المحققون إذا لم يكن العفو مغريًا وإلا كان الانتصاف منه أفضل.
مغزى \"لا يلدغ المؤمن من جُحرٍ, مرتين\":
روى البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسر أبا عزة الجُمَحي يوم بدر، فمنَّ عليه وعاهده ألا يحرض عليه ولا يهجوه، فأطلقه ولحق بقومه، ثم عاد إلى التحريض والهجاء، ثم أسر يوم أحد، فسأله أن يمن عليه فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ \"لا يُلدَغ المؤمن من جُحرٍ, مرتين\".
ومن الناس من يؤثر عدم الانتصاف من المعتدي رجاء فضل الله وأجره، أو احتقارًا له كما يقول الشاعر:
سكت عن السَّفيه فظن أني عييتُ عن الجواب وما عييتُ
إذا نطق السَّفيه فلا تجبه فخيرٌ من إجابته السكوتُ
لكن الأحوال تختلف، ومن الحِكمة وضع كل شيء في موضعه كما يقول الحكيم:
ووضع النَّدى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السَّيف في موضع النَّدى
الندى في الشطر الأول هو الخير والعفو، وفي الشطر الثاني القطر النازل من السماء والضباب وهو يضر السيف بالصدأ.
ما يجب على أهل الإعلام:
وبعد، فلعل في هذا الهدي الديني ما يبصر أرباب الألسنة والأقلام الذين يُمكن لهم في القول والكتابة ـ مُستغلين مبدأ الحرية استغلالاً سيئًا ـ بمراعاة الأدب في النَّقد والتوجيه، وبخاصة في حق الشخصيات التي يجب أن يُوفَّر لَهَا الاحترام، فلا يختلق عليهم ما يمسٌّ كرامتهم، ولا تجسم الصغائر والهفوات التي لا يسلم منها أحد، ففي الحديث الذي رواه أبو داود \"أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم إلا في الحدود\".
وليعلم كلٌّ من له لسان أو قلم أن في القوم من لهم أقوى من ألسنتهم وأقلامهم، وأن أي إنسان لا يخلو من سلبيات إن تجاهلها فالناس لا يجهلونها.
وتعدَّدت وسائل الإعلام وتطوَّرت، وكثر منها في هذه الأيام الصحافة بأنواعها المختلفة، والإذاعة المسموعة والمرئية، والكتب والنشرات وما إليها، وهي ـ كما قلنا ـ تقوم على نشر الأخبار وعلى التعليق عليها أو على أشياء أخرى، وعلى نشر الأفكار ومناقشتها للتأييد أو الرفض إلى غير ذلك من الموضوعات، والواجب عليها الالتزام بالقيم والآداب والقوانين التي تضمَنُ لها عدمَ الانحراف، وتضمن نجاحها في رسالتها، ومن ذلك:
1- التزام الصدق في نقل الأخبار، بالتحرِّي عنها والتَّثَبٌّتِ منها، وعدمِ التَّعَجٌّلِ في النشر للفوز بالسَّبق الصحفي، وأدلة ذلك مذكورة في موضوع الإشاعة.
2- نشر المعلومات المفيدة التي تحكمها القِيَمُ الدينية والقوانين الصحيحة، والبعد عن ترويج الأفكار الشاذة والمنحرفة.
3- الحَيدة في التعليق ونقد الآراء وعدم التحيٌّز والتعصب والخروج بذلك عن حدود الآداب.
4- البعد عن نَقد الثوابت من قواعد الدينº لأن ذلك يؤدِّي إلى رفضها وبلبلة الأفكار حولها، والنصوص في ذلك كثيرة.
5- إذا كانت القوانين تحمي حريةَ الرأي والصحافة فليس معنى ذلك أنها حرية مطلقة، ولكن هي مُقيّدة بقيود الثوابت من شعائر الدِّين والأخلاق والأعراف الصحيحة.
6- الرقابة الشديدة على الصحافة ووسائل الإعلام لضمان عدم انحرافها، ووضع العقوبات الرادعة على المخالفات، وبخاصة على الإشاعات والأخبار الخطيرة في الحرب والسياسة مثلًا.
7- العناية الشديدة بالناحية الدينية تحريرًا ونشرًا ورقابةً وجَزَاءً، فللدِّين أثره الذي لا يُنَافَسُ في تصحيحِ الفكر وتقويمِ السلوك.
وعَلَى مَن يَقرؤون الصحفَ ألَّا يُسَارِعُوا في تصديق أخبارها الفردية التي لم تصدر عن جهة موثوقٍ, بها، والمبادرة بالرد على الأكاذيب من الأخبار والأفكار، ولا أقول بمقاطعتها تمامًا، فلا غني عنها.
وبالجملة فإن رسالة الصحافة والإذاعة ووسائل الإعلام الأخرى تقوم على أمورٍ, أربعة أساسية: نظافة النشر، ويقظة التلقِّي، وصدق الرَّقابة، وعدالة الجزاء. وهي كلها متضامنة في تحقيق رسالتها، والتقصير في واحد منها يؤدِّي إلى انحرافها الذي يَجرُفُ أمامه المُتَّهَمَ والبريءَ (وَاتَّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّة) (سورة الأنفال:25).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد