قال الإمام النووي: مذهبَ أهل السنّة أن الكذبَ هو الإِخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء تعمدتَ ذلك أم جهلته، لكن لا يأثمُ في الجهل وإنما يأثمُ في العمد، ودليلُ أصحابنا تقييد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:(مَن كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّداً فَليَتَبَوأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ)(البخاري).
فالكذب والمجاملة آفة خطيرة وقد حذر منها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو في عصره الذي هو خير العصور كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (خير القرون: قرني ثم الذي يليونهم ثم الذي يليونهم...).
ولكن مهما كذب الإنسان أو جامل فإنه في الآخر لا يصح إلا الحق، مع العلم أن هناك بعض الأمور الذي أباح الإسلام الكذب فيها ولا مجال لذكرها الآن.
ونحن أمة عربية أقر الإسلام بعض العادات والخصال الكريمة فينا مثل حسن الخلق، ولين الجانب فمن أتاك ليثني عليك فمن غير اللائق أن ترد عليه بفظاظة، ويجب أن تحتويه.
ومن لم يصانع في أمور كثيرةٍ, *** يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
وإن كنت تستطيع نصحه فيجب عليك ذلك بأسلوب تربوي، ومنهج رباني.
تعمدني بنصحك في إنفرادي *** ولا تلقي النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوعٍ,***من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تغضب إذا لم تلقى طاعة
وإن مبادئ ديننا الحنيف: التكامل والتكافل الاجتماعي، ومن هذا التناصح أيضاً، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ( لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تناجشوا، ولا تدابروا، ولا يغتب بعضكم بعضاً، وكونوا عباد الله إخواناً )، فلو أن كل منا التزم بهدي محمد - صلى الله عليه وسلم - لحصل الفلاح والنجاح، وأسوق إليكم أيها الأعزاء بعض ما جاء في السنة الطاهرة من هديه - صلى الله عليه وسلم - في الكذب والتحذير منه:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى عن الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) أحمد في مسنده والبخاري في الأدب وصحيح مسلم والترمذي عن ابن مسعود.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تحروا الصدق، فإن رأيتم أن فيه الهلكة فإن فيه النجاةº واجتنبوا الكذب، وإن رأيتم أن فيه النجاة فإن فيه الهلكة).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة) أحمد في مسنده والترمذي وابن حبان في صحيحه عن الحسن وقال السيوطي: صحيح، وأرجع وأقول:
إن للمجتمع والتربية دور هام ومؤثر وكما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوده أبوه
ولنعلم أنه سيبقى الكذب ما بقي الإنسان ولكن الناس معادن.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد