الورقة الخامسة والعشرون: الكذب:
جميلٌ أن يقال للفتاة (صادقة)، وقبيحٌ أن يقال لها (كاذبة)، فالكذب جرحات مؤلمة شبه بالفخ يصعب التنبؤ بما بعده.
(المؤمن لا يكذب) عبارة نبوية، صمام آمانٍ, لكل من حافظت عليها، فمن المؤسف أن تلجأ الفتاة للكذب مع علمها بتحريمه لتتفنن في إخفاء الحقائق وتزييفها فترّقع نقصها بكمالٍ, زائف.
أختي الكريمة الصادقة.
الكذب.. الكذّابة.. الكاذبة.. عبارات قاسية لا تقبل الفتاة أن توصف بها أو بحديثها، بينما نرى فشو الكذب بشكل واضح في محيط الفتيات حتى أبدعت ألسنة الطالبات فيه، فكم من فتاةٍ, تكذب وتعلم أنها تكذب ومن تسمعها تعلم أنها تكذب، وباستقراءٍ, عاجل إليك أنواع الكذب بين الطالبات:
• كذب الخيال: وهذا أصعبها، ولا تقوم به إلا من لها خيالٌ واسع لتجعل من الخيال خيلاً، ومن القصة قصةً بلا تكلف ولا صعوبة في نسج تفاصيلها وأحداثها.
• كذب الالتباس: وتقع فيه الفتاة حينما تسمع قصةً أو حادثةً فتحب روايتها لغيرها فتنسى تفاصيلها لتقع في حرجٍ, لا يخرجه منها إلا الكذب، وقد يحمّر وجهها، ويعرق جبينها خجلاً ممن حولها.
• كذب الادعاء: وهي المعجبة بنفسها لتبلغ الكمال الزائف فتدعي الصحة وهي المريضة، وتدعي الغنى وهي فقيرة، وتدعي الفرح وهي حزينة لتبدو أمام غيرها شيئاً غير حقيقتها.
• كذب الأنانية: وتحمله الفتاة الحساسة التي تفقد الثقة بنفسها فلا تحب الخير للغير، وترى الأقل منها أحسن حالاً، فلربما رأت الفرح على وجه زميلاتها فبادرت إلى قتله بالكذب.
• كذب الانتقام: الذي أشبهُ (بكرة الثلج) تبدو صغيرة ثم ما تلبث أن تكبر لتكون جليداً يهلك من أمامه، وتتصف به كثيراً (الفتاة الغيورة) التي تحمل مشاعر هشة تتأثر سريعاً لأقل انفعال.
• كذب الدفاع: وهو أكثر أنواع الكذب شيوعاً وخاصة في فترة المراهقة، فالحق مع الطالبة لكنها لا تستطيع الدخول في تفاصيل وأحداث هي في غنىً عنه وإن كان الحق معها، بينما إذا جلست إلى مجلس فضلت السكوت عن الحديث.
• كذب الوفاء: وهو من المحبة لمحبوبتها، ومن المعجبة لمن أُعجبت بها، فهو مظهر من مظاهر الولاء للجماعة، وهو بين الطالبات في الثانوية أكثر، وهو سريع الزوال لأن نتائجه ربما لا تطيقها الفتاة.
• كذب التقليد: يفرض ذلك المجتمع الذي تعيشه الفتاة، وكثيراً ما يكون موافقةً للجليسات، فتنافس الفتيات في مجارات بعضهنَّ لقتل الفراغ أولاً ولتبدو الضحكات بأنواعها وأشكالها حين الطرفة فيقعن في الغيبة بعد الكذب بينما يظهر جلياً بمثالٍ, آخر، في القدوة فلما كذبت (فلانة) سوغت لنفسها الوقوع فيه.
• كذب العناد: حينما يتسلط الغير على الفتاة فتشعر بالمعاندة مع علمها أنه خلاف صالحها، فكم تتلذذ بالكذب مقابل غضب المتسلط عليها وتراه السلاح الوحيد لإشباع ما في نفسها، ولو اتخذت أسلوب الحوار الهادئ مع مخالفتها لما لجئت إليه.
• الكذب المزمن: التي تحرق نفسها به قبل إحراق غيرها ليصبح الكذب صفة ملازمةً لها، فإذا ذكر اسمها تبادر للذهن سجاياها القبيحة، وهذا النوع أشدها وأخطرها، والكذب بوجه عام آفة سيئة من آفات اللسان يؤدي بصاحبته إلى الهلاك.
فأول ما يسري الكذب من الفتاة إلى لسانها فيفسده، ثم يسري إلى جوارحها فيفسد أعمالها، ويكفي الطالبة المباركة رادعاً عن الكذب قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد