أعرف امرأة هي أقرب إلى جنس الرجال منها إلى النساء، وقد خرجت منها كلمة ما كنت أتوقع سماعها منها في يوم من الأيام..
أما مكان هذه الكلمة فهو في لبنان، وقدر الله لي أن أكون في لبنان عندما بدأ الاجتياح الإسرائيلي والقصف على لبنان من كل مكان
وقد بدأ القصف على الطرق والجسور فخرجنا من لبنان ونحن ندعو الله - تعالى -أن يسلمنا من القصف الذي كان حولنا، وقدر الله لتلك المرأة أن تكون في رحلة سياحية مع أبنائها في أحد الجبال اللبنانية وتم قصف الجسور التي حولها فظلت في القرية التي في أعلى الجبل وكان زوجها بالكويت يخطط ويفكر كيف يذهب لهم، وسافر من الكويت إلى الأردن ومن ثم إلى سوريا ليستقبل زوجته وأبناءه على الحدود، ولكن تلك المرأة استطاعت أن تتمالك نفسها بعد صدمة الحرب وتأخذ أولادها في اليوم الثالث وتخرج من لبنان بمعاناة وصعوبة إلى أن التقت بزوجها، وعندها رددت كلمة ما كنت أتوقع أن تخرج منها، وهي التي ترى نفسها كل شيء وأقوى من كل شيء ولا تحتاج إلى الرجل فقالت: (عرفت قيمة الرجل في السفر في مثل هذه الأحداث)، فقلت في نفسي: سبحان الله عندما يشرع الله - تعالى -ضرورة وجود المحرم في السفر فــإن ذلــك ليــس عبثــاً وإنمــا مــن وراء ذلك حكمة، وعلى الرغم من وجود التطور التكنولوجي وتيسيــر وسائــل المواصلات والسفــر إلا أن السفر كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - (قطعة من العذاب) ففي السفر معاناة وفيه التعب والمشقة، حتى ولو سافر المسافر في الدرجة الأولى، فالله- تبارك وتعالى - خلق كل جنس وميزه عن الآخر وجعل كل منهما يحتاج الآخر، ومن ينكر ذلك تعلمه الحياة بمواقفها فيعـود الإنسان للفطرة التي خلقه الله عليها.
وامرأة أخرى رأيتها تبحث عن سيارة تنقلها من لبنان إلى سوريا هرباً من دمار الحرب، وعرفت أن لا رجل معها فساعدتها، واستطعت بفضل الله أن أؤمن سيارة لها..نعم فالرجل مهم للمرأة وخصوصا في السفر، والعبث بشرع الله أو الاستغناء عنه جريمة لا تغتفر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد