ينبغي للمسلم أن يختار من الأسماء أحسنها، كاسم عبد اللَّه وعبد الرحمن وأحمد ومحمد ونحو ذلك من الأسماء الحسنةº لما جاء في الحديث الذي رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا: «أحب أسمائكم إلى اللَّه: عبد اللَّه وعبد الرحمن». [صحيح رواه أبو داود]
فينبغي للمسلمين أن يحبوا من الأسماء ما أحبه اللَّه لهم، فهم يُدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم، كما روى أبو داود بسنده وابن حبان: «إنكم تُدعون بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم». [حسن]
ü ومن الأسماء الخاطئة الموجودة في مجتمعاتنا:
1- عبد الموجود: وهو خطأ، وصوابه عبد الواجدº لأن الموجود ليس من الأسماء الحسنى.
2- عبد العال: وهو خطأ، وصوابه عبد الأعلى أو عبد المُتعال أو عبد العليº لأن العال ليس من أسماء اللَّه الحسنى.
3- عبد الستار: وهو خطأ، وصوابه عبد السِّتيرº لأن الستار ليس من الأسماء الحسنى.
4- عبد العاطي: وهو خطأ، وصوابه عبد المعطيº لأن العاطي ليس من الأسماء الحسنى.
5- عبد النبي: وهو خطأ، وصوابه عبد رب النبي.
وعبد الرسول: وهو خطأ، وصوابه عبد رب الرسول.
6- عاصية، وحزن، وأصرم وأفلح ونجيح ويسار ورباحº لما يأتي:
ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الأسماء القبيحة ويغيّرهاº فقد روى ابن عمر - رضي الله عنهما -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غيّر اسم عاصية وقال: أنت جميلة. [صحيح رواه مسلم]
وعن سعيد بن المسيب (حَزن) أن أباه حزنًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما اسمك؟ » قال: حَزنٌ، قال: «أنت سهل». قال: لا أغير اسمًا سمانيه أبي!! قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد. [صحيح. رواه البخاري]
وجاء في «سنن أبي داود» أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: «ما اسمك؟ » قال: أصرم. قال: «أنت زرعة». [حسن]
وروى سمرة بن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تسمين غلامك أفلح ولا نجيحًا ولا يسارًا ولا رباحًا فإنك إذا قلت: أثَمَّ هو؟ قالوا: لا».
[صحيح. رواه مسلم وأصحاب السنن]
7- واسم عزرائيل اسم خطأ: والصحيح أن تقول: مَلَك الموتº لأنه لم يثبت أن اسمه عزرائيل.
كذلك ينبغي للمسلم أن يبتعد عن بعض الأسماء مثل: الفأر، والقط، والسيسي، والبغل، ما لم تكن ألقابًا متوارثة اشتهرت عن آبائهم، كما رأينا في الصحابة زينب بنت جحش، وعبد اللَّه بن حمار، وفاطمة بنت أسد - رضي الله عنهم -.
الخلاصة:
لم يفرض الإسلام على الأسرة المسلمة أن تسمي أولادها ذكورًا كانوا أو إناثًا بأسماء معينة، عربية أو أعجمية، وترك ذلك لاختيار الأسرة وحسن تقديرها، في ضوء توجيهات معينة.
أما ما للإسلام من توجيهات في ذلك فيتمثل فيما يلي:
1- أن يكون الاسم حسنًا، بحيث لا يستقبحه الناس، ولا يستنكره الطفل بعد أن يكبر ويعقل، كأن يكون اسمًا يوحي بالتطير والتشاؤم، أو يذم معناه، أو علمًا لشخص اشتهر بالسوء والفجور، ونحو ذلك، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغيّر الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة، فالذي كان اسمه «قليلاً» سماه «كثيرًا» والتي كان اسمها «عاصية» سماها «جميلة» وهكذا.
2- ألا يكون مُعبَّدًا لغير اللَّه، مثل: عبد الكعبة، أو عبد النبي، أو عبد الحسين، ونحو ذلك، وقد نقل ابن حزم الإجماع على تحريم التسمية بكل معبد لغير اللَّه باستثناء «عبد المطلب».
ويقرب من ذلك ما اشتهر عند الأعاجم من مثل: غلام أحمد وغلام عليّ، وغلام قادر ـ وغلام رسول، ونحوه.
3- ألا يوحي بالكِبر والعظمة، وعلو الإنسان بغير الحق، ولهذا جاء الحديث: «أخنع اسم عند اللَّه يوم القيامة: رجل تسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا الله». [صحيح الجامع الصغير ح237]
ومثل ذلك التسمي بأسماء اللَّه الحسنى المختصة به - سبحانه -، مثل الرحمن، والمهيمن، والجبار، والمتكبر، والخالق، والبارئ، ونحو ذلك.
وكذلك الأسماء غير المختصة به - سبحانه -، إذا كانت معرفة مثل: العزيز، الحكيم، العلي، الحكيم، ونحوها.
أما الوصف بها مُنكَّرة فلا مانع، فمن أسماء الصحابة المشهورة المتواترة، علي وحكيم، ويقاس عليها مثل: عزيز وحليم، ورءوف وكريم، ورشيد، وهادٍ,، ونافع، وما كان من هذا القبيل.
4- يستحب التسمية بأسماء الأنبياء والصالحين تخليدًا لذكرهم وترغيبًا في الاقتداء بهم.
ومثل ذلك ما عُبِّد لله - تعالى -، كما في الحديث: «أحب الأسماء إلى اللَّه: عبد اللَّه، وعبد الرحمن». [صحيح الجامع الصغير ح161]
ويقاس عليها سائر الأسماء الحسنى، مثل عبد العزيز، وعبد العليم، وعبد الخالق، وعبد الملك، وعبد الواحد، وغيرها.
5- لم يمنع فقيه فيما أعلم التسمية بالأسماء الأعجمية ما دام معناها حسنًا في لغتها. وقد أبقى المسلمون على كثير من الأسماء الأعجمية للرجال والنساء، بعد إسلامهم، مع وجودهم في بيئة عربية.
وأقرب مثل لذلك: «مارية» القبطية أم إبراهيم ابن النبي - عليه الصلاة والسلام -، التي اشتهرت باسمها القبطي المصري.
والناظر في أسماء الصحابة ومن تبعهم بإحسان، يجدها إما في الأصل أسماء لنباتات مثل: طلحة، وسلمة، وحنظلة.
أو أسماء لحيوانات وطيور، مثل: أسد، وفهد، وهيثم، وصقر.
أو أسماء لجمادات وأشياء طبيعية مثل: بحر، وجبل، وصخر.
أو أوصافًا مشتقة، مثل عامر، وسالم، وعمر، وسعيد، وفاطمة، وعائشة، وصفية وميمونة.
أو أسماء لأناس سابقين ممن يقتدى بهم من الأنبياء والصالحين والصالحات، مثل: إبراهيم، وإسماعيل، ويوسف، وموسى، ومريم.
وفي ضوء هذه التوجيهات يجوز للمسلم أن يسمي ابنه أو ابنته، سواء كان الاسم عربيًا أم أعجميًا.
والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد