ربما يتنزه كثير من الأفاضل الأخيار عن المشاركة في شيء من أعمال المنزل..
أو الدخول إلى المطبخ لإعداد الشاي بدلا من الزوجة..
أو تنظيف الغرفة ولو بالمكنسة الكهربائية.. !
يقول قائلهم: هل من الحكمة أن أضيع وقتي في سفاسف الأمور والأعمال، بدلا من صرفها في مطالعة نافعة أو عمل خيري أو دعوي.. ؟!
ويقول آخر: للنساء أعمالهن ولنا أعمالنا.. نقاسمهن أعباء الحياة بجهادنا خارج البيوت في أعمالنا وسعينا في أرزاقنا، وبالتوجيه والتربية للناشئة في البيت بقدر ما نستطيع، ولكلٍّ, ما يناسبه...
إلى غيرها من الحيل النفسية الباهتة التي يحرم بها بعض \"الأخيار\" أنفسهم وبيوتهم من إحياء سنة نبوية كريمة، والتأسي بهدي محمدي ثابت في دواوين الحديث والسيرة..
روى البخاري في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \"كان يكون في مهنة أهله\"..
وقد وقع مفسرا في الشمائل للترمذي من طريق عمرة عن عائشة بلفظ: \"ما كان إلا بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه\" ولأحمد وابن حبان من رواية عروة عنها: \"يخيط ثوبه ويخصف نعله\".. إلى غيرها من الروايات.
وقد نُقل عن بعض المعاصرين من الدعاة العاملين - الذين لا يُتصور لديهم أدنى فسحة من الوقت لمثل هذه الأعمال - أنه يخصص من وقته ربع ساعة يوميا خادما لأهله في مطبخ بيته!
وهو ما أحسبه برهانا على صدق المحبة والاتباع لخير البشرº والحرص على الأخذ بنصيبٍ, من كل هدي ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -!
وهي - والله ـ بركة في البيوت، وعلامة جلية على التواضع وحسن الخلق، وتربية عملية للناشئة على البذل والعطاء، وهي - مع ذلك كله - تنمية لمشاعر المودة بين الزوجين.. قد يكون لها من الأثر ما لا تبلغه كثيرٌ من الأقوال والأفعال الأخرى!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد