قضية الإصلاح الذي يسعى له الموفقون ما هي إلا تغيير للأفكار والقناعات، وارتقاء بالأحوال إلى مقامات إيمانية شرعية رفيعة، وتطهير للأنفس من الرذائل وتعمير الأرض بمشروعات الفضائل.
وعندما تقع العين على ما يحث على الخير هنا أو هناك فحينئذ ينمو مخزون الخير في النفوس وتصبح النفس الخيرة مؤثرة حتى ولم تتكلم كلمة واحدة! والشيء ذاته يحصل عندما يهب على الروح غبار الفتن وتصبح الرؤية عسيرة لكل أحد إلا من وفقه الله وإلا من جعل الله له نوراً فيتميز الخير من الشر، وترى النفس المطمئنة الحق جلياً حتى ولم تكن مبصرة.. إنه ذلك النور الرباني الذي يهبه الله من يشاء من عباده.. إن تغيير النفوس علم له أصوله وقواعده وهي معلومة واضحة في كتاب الله جل جلاله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولكنها تحتاج إلى القلوب المقبلة المتدبرة التي انفتحت على معاني الكتاب العزيز.. وأتساءل هنا هل نعتني بهذه السنن في التغيير في مشروعاتنا الدعوية وفي محاولاتنا بث الخير أم أننا أحياناً نصادم هذه السنة ثم ننتظر النتيجة وحين تتأخر الثمرة نصاب بالإحباط فترك طريق الدعوة بالكلية.
إن من أعظم السنن في التغيير حسن الخلق مع الناس وهذا الأمر نعلمه نظرياً ولكن قليلاً منا من يحيله إلى واقع حي ينتفع به ويتعدى أثره إلى أولاده ولكل من خالطه بل ولكل من سمع به. فالصدق مثلاً يؤدي إلى تغيير القناعات والأفكار لأنه ببساطة يولد ثقة في المتصف به.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد