دعوى إنفاذ جيش أسامة لتولية علي رضي الله عنه بالخلافة


  

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال

يدعي البعض بان جيش أسامه تأخر عن الخروج وأنه خرج ولكنه رجع لما عرف بمرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - فما الصحيح في ذلك وخاصة أنه بعض ضعاف النفوس يدعون بأن النبي أنفذ جيش أسامه ومع كبار الصحابة كابي بكر وعمر وأنه أبقى بعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ليوليه الخلافة من بعده.

 

الإجابة

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

نعم، لقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته جيشاً إلى البلقاء من أرض الشام وأمّر على الجيش أسامة بن زيد حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن حبه - رضي الله عنهما - ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مرض وفي أثناء مرضه خرج إلى الناس وخطبهم على المنبر وأمر بإنفاذ جيش أسامة فتجهز الناس وفيهم كبار المهاجرين والأنصار ومنهم أبو بكر وعمر فسار أسامة والجيش معه فعسكروا بالجُرف قرب المدينة وقد اشتد المرض برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلبث الجيش عن المسير لينظروا ما الله صانع برسوله - صلى الله عليه وسلم - والرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلم ذلك وكان أبو بكر يدخل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيته عند ابنته عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -.

وفي هذه الحال أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأني صلي أبو بكر بالناس وفي هذا استثناء له من جيش أسامة، وكذلك كان يدخل عليه عمر ولم ينكر - صلى الله عليه وسلم - تأخر الجيش وهو يعلم أن أبا بكر وعمر في جملة جيش أسامة وقول هذا الرافضي الجاهل أو الكذاب إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر وعمر في جيش أسامة واستبقى علياً ليوليه الخلافة من بعده هو من أكاذيب الرافضة التي لا يعجز عنها أي كذاب غبي لا يحسن كيف يكذب وهذا الزعم باطل من وجوه:

أولاً: من قال إن علياً لم يكن في جيش أسامة.

ثانياً: لِمَ لِم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - تأخر الجيش إذا كان غرضه إبعاد أبي بكر وعمر كما يزعم الكذاب.

ثالثاً: هذا الزعم يقتضي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يخاف من أبي بكر وعمر أو أن الصحابة كانوا لا يطيعونه وهذا باطل شرعاً وعقلاً وواقعاً، فوالله لو ولى عليهم من بعده سلمان الفارسي أو بلالاً - رضي الله عنهم - لسمعوا له وأطاعوا طاعة لله ورسوله وليس هذا الزعم من هذا الرافضي الجاهل بغريب فالرافضة أصحاب الأكاذيب والأعاجيب فبسبب غلوهم في علي - رضي الله عنه - يتنقصون الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فاحمد الله أيها السني أن عافاك مما ابتلي بها لرافضة من الجهل والإفك والغلو واعرف لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضلهم خصوصاً الخلفاء الراشدين المهديين أبا بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - وعن سائر الصحابة أجمعين، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply