- سابعاً: زينب بنت جحش - رضي الله عنها -:
- هي زينب بنت جحش كانت من سادة النساء دينا وورعاً وجوداً ومعروفاً - رضي الله عنها - وكانت وفاتها سنة عشرين.
- من مناقبها أنها كانت تقول: \" زوجكن أهاليكن وزوجني الله - تعالى -من فوق سبع سماوات \". (البخاري).
- وذلك لقول الله - تعالى -{وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِ وَأَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخفِي فِي نَفسِكَ مَا اللَّهُ مُبدِيهِ وَتَخشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقٌّ أَن تَخشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِّنهَا وَطَراً زَوَّجنَاكَهَا لِكَي لَا يَكُونَ عَلَى المُؤمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزوَاجِ أَدعِيَائِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمرُ اللَّهِ مَفعُولاً}
- قال الإمام الذهبي: \" فزوجها الله - تعالى -بنبيه بنص كتابه بلا ولي ولا شاهد فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه \" (سير أعلام النبلاء 2/211).
- في الصحيحين أن نساءه سألنه: \" أينا أسرع بك لحوقا؟ قال: (أطولكن يدا). فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد: أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة \".
- لأن زينب كانت قصيرة فعلمن أن المقصود بطول اليد الصدقة وكانت - رضي الله عنها - كثيرة الصدقة.
- روى الإمام مسلم في صحيحه: \" تقول عائشة عن زينب لم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتتقرب به إلى الله ما عدا سورة من حدة بها \".
- قال الإمام الذهبي: \" ويروى عن عمرة عن عائشة قالت: يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها ونطق به القرآن وإن رسول الله قال لنا: \" أسرعكن لحوقاً أطولكن باعاً \" فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة \" (السير 2/215).
- ثامناً: جويرية بنت الحارث:
- هي جويرية بنت الحارث من بني المصطلق.
- وجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلبت منه أن يعينها على مكاتبتها لنفسها عل ثابت بن قيس فعرض عليها النبي ما هو خير لها في العاجل والآجل وهو أن يؤدي عنها ما كاتبها لنفسها فوافقت على ذلك وأسلمت وتزوجها سيد الخلق وأطلق لها أسارى من قومها.
- توفيت - رضي الله عنها - سنة خمسين للهجرة.
- تاسعاً: أم حبيبة - رضي الله عنها -:
- هي رملة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - قال الذهبي - رحمه الله -: \" وهي من بنات عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وليس في أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها، عُقد له - صلى الله عليه وسلم - عليها بالحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار وجهزها بأشياء \" (السير 2/219).
- ومما زاد في قدرها وعلو شأنها أنها أكرمت فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أن يجلس عليه أبوها لما قدم المدينة لعقد الهدنة بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش ومنعته من الجلوس عليه لأنه كان يومئذ على الشرك ولم يكن قد أسلم.
- كانت شديدة الخوف من الله - عز وجل - ومن العابدات الورعات فقد روى الحاكم عن عوف بن الحارث قال: \" سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند موتها.
فقالت: قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله ذلك كله وتجاوز وحللتك من ذلك كله فقالت عائشة: سررتني سرّك الله وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك وتوفيت: سنة أربع وأربعين، في إمارة معاوية -رضي الله - تعالى -عنهما- \".
- العاشرة: صفية بنت حيي بن أخطب:
- كانت - رضي الله عنها - ذات حسب وجمال ودين وكانت وفاتها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية - رضي الله عنها -.
- الحادية عشر: ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها -:
- تسميتها باسم \" ميمونة: إنما سماها بهذا الاسم المبارك هو النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخرجه الحاكم بإسناد صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: \" كان اسم خالتي ميمونة برة فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة \" المستدرك 4/30.
- حقوق أمهات المؤمنين:
- هؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين.
- إن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل للأم منزلة عظيمة، ومكانة سامية، وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحد أصحابه وقد جاء يسأله: \" من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال ثم من؟ قال: أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك \".
- وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة، وأعلى منزلة، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين يكون كما يأتي:
- أولا ً: الترضي عليهن والصلاة عليهن:
- جاء الصحابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح أنهم قالوا: \" يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد \".
- وعندما يفعل المرء ذلك فإنه علامة على تمام دينه ومن حسن أدبه، ألم يطلب منا النبي أن نصلي عليهن كما نصلي عليه.
- ثانياً: معرفة فضلهن ومحبتهن:
- قال أبو بكر الباقلاني: \" ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع - ونقر بفضل أهل البيت بيت رسول الله وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك \" (الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ص 68).
- ثالثاً: الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن:
- ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الإقتداء بهن في كل شيء.
- فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق.
- فهذه خديجة - رضي الله عنها - تتقدم على زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيراً ونذيراً، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما: \" كلا أبشر. فو الله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق \".
- وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين
- وفي حسن العشرة والصبر على خشونة العيش نجد أنهن جميعا يضربن أروع الأمثلة في ذلك، فهذه رملة بنت أبي سفيان أم حبيبة أم المؤمنين - رضي الله عنها - فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يزيد على الألفي حديث.
- وكانت تفتي من يسألها من رجال ونساء في أدق المسائل ما يصعب على غيرها وما ذاك إلا لقربها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال هشام بن عروة عن أبيه: \" ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة \".
- فعلى كل طالب للعلم أن يجعل من سيرة أم المؤمنين نبراساً له وسراجا مضيئا له، فإنها نعم الأم ونعم المثل ونعم القدوة.
- وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن رضي الله عنهن مثل لذلك، إلا أن حفصة بنت عمر - رضي الله عنها - تسبقهن في ذلك.
- فهذا جبريل - عليه السلام - ينزل من السماء فيقول للرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد طلق النبي حفصة: \" أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة \".
- وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن رضي الله عنهن أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن، إلا أننا نجد زينب بنت جحش - رضي الله عنها - تتفوق على غيرها في هذا المجال، وقد شهد لها الرسول بذلك.
- فقال: \" أسرعكن لحاقاً بي أطولكم يدا \".
- فكانت أول من لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها كانت أول من توفي من نساء النبي ولحق به، لقد كانت سخية كريمة خيرة، تتصدق على الفقراء والمساكين.
- وفي اجتهادهن في إرضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والبعد عن كل شيء قد يُظن مجرد الظن أنه قد يسيء إلى شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذه رملة بنت أبي سفيان ن أم حبيبة أم المؤمنين يأتي إليها أبوها وهو مشرك قبل فتح مكة، ويدخل عليها بيتها ويهم بالجلوس على فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
- فتخطف فراش رسول الله قبل أن يصل إليه وتعلن له صراحة بأنه لا يمكن له أن يقترب من فراش رسول الله الطاهر حتى لا ينجسه، أو حتى لا يسيء إلى رسول الله وهو ما يزال بعد مشركا.
- عندما ظنت مجرد الظن أنه يسيء إلى زوجها إذا غاب عنها في نفسها وماله فهكذا يجب على كل امرأة أن تبالغ في إرضاء زوجها كما فعلت أم حبيبة - رضي الله عنها -.
- ثالثاً: من الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن:
- كان سلفنا الصالح منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن.
- بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن.
- رابعاً: من الأدب معهن التسمي بأسمائهن:
- ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين.
- وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين.
- وأن يتخلقن بأخلاقهن وعدم التشبه بالساقطات العاهرات الراقصات كما هو شأن عامة المسلمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد