حفظ الله - تعالى - نبيه وحبيبه، محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم -، من كل دنس، وأبعده عن رذائل الجاهلية ومفاسدها، وحماه من كل سوء فقد ضرب الله - تعالى -على أذنه فنام، وما أيقظه إلا حر الشمس، وذلك بعد أن ترك غلاما مع غنمه، وذهب ليسمر ويلهو، كما يسمر ويلهو شباب مكة، حتى إذا بلغ أول دار بمكة سمع عزفا وغناء، ثم أفاق من نومه بعد أن انتهى كل شيء ويحدثنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، عما كان الله - تعالى -، يحفظه به في صغره فقال: \"لقد رأيتني في غلمان قريش، ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان، كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره فجعله على رقبته، يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر، إذ لكلمني لاكم ما أراه، لكمة وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك، قال: فأخذته وشددته على، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري عليَّ من بين أصحابي\".
تعريفه بنفسه - صلى الله عليه وآله وسلم -
اجتمع نفر من أصحاب، رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، حوله ثم قالوا له: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك؟ قال نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي، أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض، بطست من ذهب مملوءة ثلجا، ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي فشقاه، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بمئة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، فقال: دعه عنك، فو الله لو وزنته بأمته لوزنها\".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد