نذر عبد المطلب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

رزق عبد المطلب بن هاشم، بعشرة ذكور، وست إناث فأما الذكور فهم: العباس وحمزة، وعبد الله، وأبو طالب وأسمه عبد مناف والزبير، وهو أكبر أعمام النبي، - صلى الله عليه وآله وسلم -، والحارث، وحجل، والمقوم، وضرار، وأبو لهب {1} واسمه عبد العزى, وأما الإناث فهن: صفية، وأم حكيم البيضاء، وعاتكة، وأميمة، وأروى، وبرة وكان عبد المطلب بن هاشم، قد نذر، حين لقي ما لقي من قريش عند حفر زمزم، لئن رزقه الله بعشرة ذكور، ثم كبروا وبلغوا معه حتى يذودوا {2} عنه، ليذبحن أحدهم لله عند الكعبة، فلما بلغ عددهم عشرة، جمعهم ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله، فأطاعوه، وقالوا: امض يا أبانا إلى ما نذرت له، ولكن ماذا نصنع؟ وأينا ستختار ليكون الذبيح؟ فقال عبد المطلب: ليأخذ كل رجل منكم قدحا {3}، ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني ففعلوا ما أمرهم به والدهم، فدخل بهم على هبل {4}، في جوف الكعبة، وكان هبل على بئر في جوف الكعبة، وهي البئر التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة ثم دخل عبد المطلب على صاحب القداح وقال له بعد أن أخبره بنذره الذي نذر: اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه، فلما أخذ صاحب القداح، القداح ليضرب بها، قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله، ألا يخرج القدح، على عبد الله، لأنه كان أصغر بنيه، وأحبهم إليه، ثم ضرب صاحب القدح، فخرج القدح على عبد الله، فأخذه عند المطلب بيده وأخذ معه سكينا، ثم ذهب به إلى إساف ونائلة {5} ليذبحه، فمنعته قريش وقالوا له: والله لن تذبحه، لئن فعلت هذا، لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه، ولكن إن كان فداؤه بأموالنا فديناه، عندئذ لجؤوا إلى القداح، كعادتهم قبل أن يفعلوا أي شيء، فقربوا عبد الله وعشرا من الإبل {6}، ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله، فزادوا عشرا من الإبل، ثم ضربوا، فخرج القدح على عبد الله، فزادوا عشرا من الإبل، ثم ضربوا، فخرج القدح على عبد الله، فزادوا عشرا من الإبل إلى أن بلغت الإبل مئة، ثم ضربوا فخرج القدح على للإبل فقالت قريش: قد انتهى رضا ربك يا عبد الله.

 

زواج عبد الله:

 فرح عبد المطلب بنجاة ابنه عبد الله، فخرج آخذا بيده، إلى أن مر بوهب بن عبد مناف بن زوهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا، وكان له بنت اسمها آمنة، فخطبها عبد المطلب لابنه عبد الله، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وشرفا، فكان زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب، أعظم زواج في تاريخ البشرية، لأنه أنجب خير البشرية جمعاء، محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب، - صلى الله عليه وآله وسلم -، فكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، أوسط قومه نسبا، وأعظمهم شرفا من قبل أبيه وأمه، - صلى الله عليه وآله وسلم -

 

----------------------------------------

1- أبو لهب كنى بذلك لإشراق وجهه

2- يذودوا: من ذاد أي دافع

3- قدحا قطعة من خشب، كانوا يكتبون عليها نعم أو لا ثم يضربون بها

4- هبل: أحد أصنام المشركين

5- إساف ونائلة:صنمان من أصنام المشركين وكانا قرب زمزم، ينحرون عندهما

6- بناء على مشورة عرافة تدعى سجاح أو قطبة .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply