بدء الوحي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لما كمل سنه - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله - تعالى- بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين.

 

فبينما هو - صلى الله عليه وسلم - في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين - عليه السلام - بأمر الله - تعالى -، ليبلغه رسالة ربه - عز وجل -،  وقد تمثل جبريل - عليه السلام - في هذه المرة بصورة رجل. فقال له: اقرأ، فقال له - عليه الصلاة والسلام -: ما أنا بقارئ (لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان أمياً لم يتعلم القراءة)، فغطه جبريل - عليه السلام - في فراشه غطا شديدا (أى ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: إقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له: (اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِن عَلَقٍ,، اقرَأ وَرَبٌّكَ الأَكرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَم يَعلَم). فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وانصرف عنه جبريل - عليه السلام - وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل. فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.

 

ولما رجع - عليه الصلاة والسلام - إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضى الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أى اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)، فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة - رضي الله عنها - بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإنى لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.

 

ثم ذهبت خديجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموسº أى صاحب سر الوحي الذي نزله الله - تعالى -على نبيه موسى - عليه الصلاة والسلام -º لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه.

ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه لهº لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدإ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply