الرسول المعلم في القرآن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يحدثنا القرآن الكريم عن شخصية النبي - صلى الله عليه و سلم - ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) فهو بشر يختلف عن البشر ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ).

 

- ومن صفاته الصدق والأمانة في التبليغ ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ).

 

- وهو يحرص على هداية الناس، ويعز عليه أن يراهم يتهافتون إلى موارد الهلكة، فهو ذو رأفة كاملة ورحمة عامة، وصفة الرحمة واللين من الصفات اللازمة في المبلغ بعد الصدق والأمانة ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )

 

- وبعثته - صلى الله عليه وسلم - فيها تزكية وتعليم ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )، ويؤكد القرآن ما هو عليه من شمائل ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ( ورفعنا لك ذكرك ) وهذا الارتفاع في الذكر والمكانة والقمة من الخلق العظيم، منحت له ليكون قبلة الأنظار من أتباعه ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ). - وكانت هذه الشمائل مع غيرها من الصفات النفسية معطيات الحب الصادق الذي بلغ درجة الهيام في قلوب من خالطوه وعاشوا معه، غير أن القرآن الكريم قد وجه هذه العاطفة القوية من الحب إلى نشاط وعمل، فالحب الذي قرره القرآن هو حب الاتباع، حب الأسوة الحسنة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أعلن القرآن

الكريم عن الوصايا التي تتابعت من الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - تدعيماً لعملية التبليغ ( فاصبر لحكم ربك ) ( واصبر على ما يقولون ) كما يشير القرآن إلى التربية النفسية التي ربي عليها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو أنقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ). - ويذكر القرآن الكريم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن لديه علم سابق، ولا كتب ولا درس ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) ومع هذه الأمية نرى هذا النور منه - صلى الله عليه وسلم -  بشر يوحى إليه - صادق أمين - حرصه على الناس - بعثة الرسول نعمة فيها تزكية وتعليم - من معاني الحب - تدعيم الشخصية - الأمي المعلم وعلى هذا يجب علينا أن نقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في شخصيته ونتمثلها في حياتنا ونطبقها واقعاً ملموساً.. وهذا ما ينبغي للمعلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply