مازالت الممارسات التربوية المستخدمة مع أطفالنا ترتكز على مبدأ الثواب والعقاب، وهو مبدأ يوكل عملية الضبط إلى سيطرة خارجية من قبل الكبار، بمعنى أن تقيد الطفل بالأنظمة المتوقعة يرتبط بوجود السلطة الضابطة (المربي) وإتباع هذا الأسلوب يوصل للطفل رسالة مفادها أن دوره يتطلب الطاعة العمياء للحصول على الثواب أو تجنب العقاب، مع أن كل مربّ يطمع أن يكون انضباط طفله نابعاً من ذاته، غير متوقف على وجود السلطة.
إن تنمية مهارة الضبط الذاتي، مشابهة لتنمية وتعليم ِالمهارات المرتبطة بجوانب النمو الأخرى لدى الطفل، فكما تحتاج هذه المهارات إلى ضوابط واضحة وتوفير نماذج للتعلم ومتابعة، فإن مهارة الضبط الذاتي تتطلب الأمور نفسها.
فعندما يبدأ الطفل بالأكل وحده، تضع الأم له ضوابط تتعلق بطريقة الأكل أو المكان المسموح له أن يأكل فيه، كما تمثل هي نموذجاً له في طريقة الأكل الصحيحة، وتتابعه بصبر وتكرر المحاولة ليصل الطفل إلى مرحلة الإتقان، التي قد تتطلب فترة طويلة من الزمن، وعلى الصورة نفسها تتطلب مهارة الضبط الذاتي من المربي أسلوب توجيه فعّالاً، يرتكز على الضوابط المنطقية والنموذج والمتابعة.
وهذا الأسلوب في التوجيه ينمي لدى الطفل:
* الضمير وهو القدرة الذاتية على الاختيار بين الخطأ والصواب.
* كيفية التعامل مع مشاعره بشكل إيجابي، والتعامل مع المشاعر هنا لا يقتصر على عدم إزعاج الآخرين، بل قدرة الطفل أيضاً على فهم مشاعره وتوصيلها بشكل آمن.
* السلوك التعاوني.
* الشعور بالكفاءة والإنجاز من خلال تحمل مسؤولية أعماله.
وهكذا نجد أن أي نظام يستخدم في توجيه الطفل، يمكن أن يقوَّم مدى نجاحه بتحقيقه الأهداف الأساسية الآتية:
· تعليم السلوك الاجتماعي
· تطوير التقدير الإيجابي للذات
· تنمية الضبط الذاتي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد