حتى لا نفقد التأثير


  بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أعظم الله أمر الأسرة في الإسلام، ودلت على ذلك أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يؤكد قطعياً على أنها المنشأ والمحضن المهم للأجيال الناشئة، وأن ما يتلقاه الابن في هذه المراحل الخطيرة من عمره - من طفولته حتى مراهقته بل وحتى بلوغه لرشده - هو نتاج ما تطرحه الأسرة في أروقتها وزوايا غرفها، وأثبتت الدراسات أن البارزين هم نتاج ما تلقوه في مراحلهم الأولى في أسرهم أيا كان بروزهم سلباً أو إيجابا، ولسنا بحاجه إلى الدراسات لتثبت لنا هذه المسائل فعندنا \" تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس \" وحديث \" فاظفر بذات الدين تربت يداك \" وحديث \"خيركم خيركم لأهله\".

وإن من واجب الأسرة والعائلة أن تنظر حولها يميناً وشمالاً فتقرأ الأحداث وتستفيد منها في تربيتها لناشئتها ولا تكن الحاضرة الغائبة في خضم هذه الموجات، وأن تهتم بعوامل التأثير القابعة ذات اليمين وذات الشمال والمتربصة خلل الباب أحياناً!!

كنا في مجتمعٍ, الأسرةُ فيه هي المؤثر الأوحد ولكن اليوم أصبح العالم كقرية واحدة فلم تعد الأسرة كذلكº إذ سهلت القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية طرق التأثير على المجتمعات والأسر فألفيت الأسرة الواحدة يحمل أفرادها أفكاراً متعددة ومتضادة أحياناًº بفعل المؤثرات الخارجية متعددة الوسائل.

وإن من الأفكار التي استلزمت على الأسرة النظر والتفكير فيها الأفكار حديثة النشء (غاليها ومفرطها) والتي حملتها طائفة من أبنائنا (كذلك قيل ويقال شئنا أو أبينا) مما استوجب على الأسرة أن تفكر وبجدية في وسائل احتواء أبنائها وبناء ثقافاتهم، لا عن طريق دفن الرؤوس في التراب بل بالنظر والتمحيص والبحث في الوسائل والبدائل الأنجح وإعطائهم الدين بجدية (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) لا بثقافة هشة لينة يصبح الابن فيها كالريشة في مهب الريح تقلبه الأفكار وتتناوشه الأيدي. نريد تربيتهم على أن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات.

إن سياسة الحجب والمنع - وإن نفعت يوماً من الأيام - لم تعد تجدي في هذه الأيام بالذات ذلك أننا في زمن إن أغلقت باباً انفتح مقابله عددٌ من الأبواب.

بعد ذلك كله فما الواجب فعله لحماية أبنائنا وفلذات أكبادنا:

أولاً: تعظيم مراقبة الله في قلوبهم.

ثانياً: تنشئتهم على السنة واتباعها من مراحل الطفولة.

ثالثاً: أن نمنح أبناءنا العاطفة والحب الكافي كي لا يمنحهم متربص بنا فيستلهم من بين أيدينا.

رابعاً: اختيار الجلساء الصالحين وإلحاقهم في محاضن تربوية مأمونة كحلق التحفيظ مثلاً.

خامساً: تلبية حاجاتهم الأساسية بل والمباحة ففي المباح غنية عن الحرام.

سادساً: متابعتهم في ذهابهم وإيابهم والترفيه عنهم بحدود المباح.

سابعاً: مناقشتهم والحديث معهم وإخراج مكنونات صدورهم.

ثامناً: حمايتهم من الشبة المظللة ومناقشة ما قد يوردونه من شبة مناقشةً مقنعة أو إيصالهم إلى من يفند شبههم.

هذه بعض الوسائل التي رأيت أنها مهمة في حماية أبنائنا والسير بهم إلى بر الأمان والسلامة في أمر الدين والدنيا.

وفي الختام أقول: إن من الواجب ألا نغفل ما يدور في العالم من أحداث والتي قد تصوغ من عقلية أبنائنا وتؤثر في رسم أفكارهم وألا نتهاون فيها وذلك أن الشبه والفتن خطافة تقلب الرأس على العقب.

حمانا الله وأبناءنا من شر الأعداء، وكفانا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply